خطط القادة الأوروبيون من أجل القيام باتحاد مالي من أجل دعم العملة الموحّدة مما يترك عبئ ذلك على البنوك المركزية، فيما استطاع قادة الدول الأوروبية الوصول لبضع قرارات في القمّة الأوروبية منها قبول 23 دولة في أوروبا قرار زيادة موارد صندوق النقد الدولي بواقع 200 مليار يورو إلى جانب دعم صندوق الإنقاذ الدائم بمبلغ 500 مليار يورو. لكن، نرى بأن برنامج صندوق الإنقاذ لم يحصل على تصريح أن يمتلك صلاحيات البنك للاستفادة من دعم البنك المركزي الأوروبي، و قد تم رفض اقتراح أن يتم إنشاء سندات مشتركة.
هذه القرارات من الممكن فهمها بإيجابية، لكن كذلك نرى تحفّظاً على هذه القرارات في ظل إثبات أزمة الديون السيادية بأنها قادرة على الضغط على الاتحاد الأوروبي بل و على العالم كله اقتصاديا، لتسبب تباطؤ اقتصادي عميق. ما زاد المشاكل هو تخفيض وكالة موديز لتصنيف ديون ثلاث بنوك فرنسية كبيرة، و بذلك نرى التوتّر كبير جداً في الأسواق المالية، لكنه مال أخيراً لأن يتقبل المتداولون ذلك ليروا مدى تأثير هذه القرارات على تطورات أزمة الديون السيادية الأوروبية.
البيانات الاقتصادية الألمانية هذا اليوم كانت ضعيفة بشكل عام، فقد أظهرت البيانات انخفاض واضح و أكبر من المتوقع في فائض الحساب التجاري ، حيث نرى بأن الفائض انخفض من مستوى 16.0 إلى 10.3 مليار يورو، و هذا الانخفاض في الفائض قد يزيد الضغط على الاقتصاد الألماني الذي يتأثر في المتغيرات التي حوله من أزمة الديون السيادية و التباطؤ الاقتصادي الذي يبدو جلياً في الاتحاد الأوروبي بل في العالم كله. هذا و قد استقرت الأسعار خلال شهر تشرين الثاني، فقد أظهرت القيمة النهائية لبيانات أسعار المستهلكين المتجانس قيمة الـ 0% دلالة على عدم ارتفاع الأسعار، و هذه تعتبر إشارة إلى تباطؤ اقتصادي مستمر.
اليورو مقابل الدولار الأمريكي
اندفع سعر صرف اليورو للهبوط مقابل الدولار الأمريكي في ساعات مبكّرة من جلسة أوروبا هذا اليوم، و لامس اليورو الأدنى له مقابل الدولار الأمريكي عند سعر 1.3279 دولار لليورو الواحد، لكننا نراه و قد اندفع صعوداً بشكل حاد ليلامس الأعلى عند سعر 1.3433 دولار لليورو الواحد. إن الاندفاع الصاعد الذي حصل كان سبباً لتقليص معظم خسائر يوم أمس، لكن عاد اليورو للانخفاض قليلاً للتداول حول مستوى 1.3380.
يظهر التحليل الفني بأن مستوى 1.3380 يعتبر فاصل فني هام أمام الزوج، فلو أراد اليورو إثبات قدرته على تحقيق مزيد من الارتفاع فعليه إثبات استقراره فوق المستوى المشار له و من ثم الاندفاع صعوداً للثبات فوق 1.3435 المقاومة التي أثبتت قوّتها مراراً هذا الأسبوع.
إن التحليل الأساسي للزوج يظهر بأن أي موجات صاعدة قد تبقى ضمن مسمّى التصحيح، إذ أن ظروف أزمة الديون السيادية ما زالت على ما هي و دول مثل إيطاليا و إسبانيا قد تطلب العون عاجلاً أم آجلاً في حال استمرت الأزمة، و هذا يظهر لنا بأن الأزمة مستمرة. كذلك، تخفيض سعر الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي يوم أمس يعتبر دافعاً لانخفاض سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
استطعنا أن نرى اليوم بيانات اقتصادية إيجابية من المملكة المتحّدة، من هذه البيانات ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين، و كذلك انخفاض واضح في الفائض في الميزان التجاري البريطاني خلال شهر تشرين الأول. هذه البيانات إلى جانب انخفاض الدولار الأمريكي كانا داعماً لارتفاع الجنيه الإسترليني هذا اليوم.
ارتفع سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي خلال جلسة هذا اليوم بعد أن لامس الأدنى عند سعر 1.5583 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، و قد استطاع الجنيه أن يرتفع معوّضاً معظم خسائر يوم أمس ليحقق الأعلى عند سعر 1.5733 دولار. لكن، منذ الـ 18 من الشهر الماضي، نرى بأن الجنيه عجز عن تحقيق أي استقرار فوق مستوى المقاومة 1.5780، و الثبات ما دون هذه المقاومة قد يشير إلى أن الزوج لا يمتلك العزم الصاعد الكافي للاستمرار في الارتفاع، و يجب على الزوج أن يحقق اختراقاً للمقاومة المشار لها من أجل دعم استمرار الاتجاه الصاعد.
قرار البنك البريطاني يوم أمس يظهر بأن البنك يسعى لدعم الاقتصاد، فقد حافظ البنك البريطاني على سعر الفائدة عند مستويات متدينة حول 0.50%، كذلك قام البنك بالاحتفاظ في سياسة برنامج شراء الأصول عند مستوى 275 مليار جنيه إسترليني، و هذه السياسات تعتبر ضمن سياسات التسهيل الائتماني في المملكة. في نفس الوقت، نستطيع أن نرى بأن التوقعات المستقبلية للدولار الأمريكي تبدو إيجابية، لذلك قد يعود الزوج للانخفاض، حيث أن اتجاه المتداولين نحو أصول العائد المنخفض تكسب الدولار قوّة مقابل العديد من العملات الأجنبية، قد تنعكس على الجنيه الإسترليني سلباً.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
تداول سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني هذا اليوم بين الأعلى للدولار عند سعر 77.78 ين للدولار الأمريكي و الأعلى للين الياباني عند سعر 77.53 ين للدولار، و هذه التداولات الضيقة مستمرة حالياً وسط الحيرة الكبيرة التي تسود الأسواق المالية، لكن تميل تداولات الزوج الآن لصالح الين الياباني بعض الشيء.