قمة العشرين تختتم أعمالها اليوم.. وحكومة أثينا على شفا الانهيار
إفلاس اليونان كبش محرقة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ اليورو
ركزت مسودة بيان مجموعة العشرين التي يجري اعدادها في القمة التي تعقد في جنوب فرنسا، على الحاجة للعودة الى النمو المتوازن، لكنها تركت البنود الخاصة بصياغة سياسات اسعار العملات وموارد صندوق النقد الدولي خالية.
ووافقت المسودة على خطة عمل للوظائف والنمو ستشارك فيها جميع دول مجموعة العشرين، لكنها لم تشمل تفاصيل يتوقع أن تأتي في ملحق للبيان الختامي، ملتزمةً بالعمل نحو نظام نقدي عالمي يتماشى على نحو أفضل مع الاقتصادات الناشئة لكنه لم يحدد اطارا زمنيا.
فقد افتتحت في مدينة كان الفرنسية أمس، قمة مجموعة الدول العشرين الأكثر ثراء، التي تنهي أعمالها اليوم، وتركز خصوصاً على أزمة منطقة اليورو وتباطؤ الاقتصاد العالمي، وخاصة مغادرة اليونان لمنطقة اليورو سعياً للحفاظ على العملة الموحدة التي اطلقت منذ 12 عاماً، في الوقت الذي أصبحت الحكومة اليونانية على شفا الانهيار بسبب نية إجراء استفتاء على خطة اقترحتها منطقة اليورو لإنقاذ البلاد من خطر الإفلاس، في حين تلقي الانشقاقات داخل الحزب الحاكم بشكوك خطيرة على ما إذا كان رئيس الوزراء جورج باباندريو سيتمكن من اجتياز اقتراع على حجب الثقة.
وأعلنت مصادر ان "المجموعة ستوافق على زيادة محتملة لموارد صندوق النقد الدولي من قبل دول متطوعة"، موضحةً ان "الدول الراغبة في ذلك ستتمكن من زيادة مشاركتها الثنائية في موارد صندوق النقد الدولي".
وأعلن باباندريو في كلمة امام مجموعته البرلمانية استعداده التخلي عن خطته لاجراء استفتاء على خطة الانقاذ الاقتصادي، بعد معارضة قادة منطقة اليورو لاجراء الاستفتاء، مشيراً إلى ضرورة تطبيق الخطة لانقاذ اليونان من الازمة المالية، حتى لا تخرج من منطقة اليورو".
وما يزيد الازمة خطورة اعلان اليمين انه يعتزم معاودة التفاوض في الشروط المفروضة لقاء المساعدة الدولية في حال عودته الى السلطة، وهو ما يطرح تعقيدات جديدة لم تكن قائمة في البرتغال وايرلندا، البلدين اللذين نظما انتخابات تشريعية بعد طلب مساعدة دولية فازت فيها المعارضة غير انها التزمت بعدم اعادة النظر في خارطة الطريق التي تم التفاوض عليها مع الحكومة السابقة.
في غضون ذلك، قال الرئيس الصيني هو جينتاو لنظيره الفرنسي انه "يعود لاوروبا خصوصا ان تحل مشكلة ديونها"، مع إعرابه عن ثقته بقدرة القارة القديمة على مواجهة الازمة، في حين صرح العضو في لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي الصيني لي داوكوي ان الدعم الصيني لمنطقة اليورو التي تعيش ازمة مالية خانقة قد يصل الى 100 مليار دولار، لكنه خاضع لشرطين، هما التأكد من ان الصندوق الاوروبي للاستقرار المالي سيكون فعالا ومفيدا للمساعدة على استقرار الوضع الاوروبي، والضمانات المعروضة".
مواقف أوروبية صارمة
وقد سبق انعقاد القمة، اجتماعات تحضيرية دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بنتيجتها الى تسريع تطبيق الخطة الاوروبية بشأن اليونان وتعزيز الصندوق الاوروبي للاستقرار المالي، وقال في ختام اجتماع ازمة بين قادة الاتحاد وصندوق النقد الدولي بحضور باباندريو ان على اليونان ان تقرر اذا كانت تريد البقاء في منطقة اليورو ام لا، وان توضح موقفها من خطة الانقاذ الاوروبية إذا كانت تريد ان تأمل في الحصول على دفع المساعدة المالية الموعودة.
ومن ناحيته، اعلن باباندريو ان هذا الاستفتاء سيحصل في الرابع من كانون الاول (ديسبمر) وسيتناول ايضا انضمام اليونان الى منطقة اليورو، في حين صرحت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انه "اذا قال الشعب اليوناني انه لا يرغب" بأن تبقى بلاده في منطقة اليورو "سنحترمه ولن نتخلى عن اليورو".
وقد أبلغ ساركوزي وميركل اليونان انها لن تتلقى سنتا آخر من المساعدات الأوروبية حتى تقرر ما إذا كانت تريد البقاء في منطقة اليورو، وأوضحا كذلك أن انقاذ اليورو أكثر أهمية بالنسبة لهم من إنقاذ اليونان.
وأعقب ذلك تصريح وزير الشؤون الاوروبية جان ليونيتي أمس ان منطقة اليورو "يمكنها الاستغناء" عن اليونان و"تجاوز" الصعوبات التي تمثلها هذه الاخيرة بعد ان باتت على وشك الإفلاس.
كما صرحت المتحدثة باسم المفوضية الاوروبية كارولينا كوتوفا بأن المعاهدة الاوروبية لا تنص في الوقت الحالي على ان احدى الدول الاعضاء بإمكانها الانسحاب من منطقة اليورو بدون الخروج من الاتحاد الاوروبي، في وقت يستمر فيه الجدل حول احتمال خروج اليونان من الاتحاد النقدي. وأوضحت أنه "بموجب المعاهدة الخروج من منطقة اليورو، سيحتم الانسحاب من الاتحاد الاوروبي"، موضحة في الوقت نفسه "هذا هو الوضع حاليا".