التحليل الأساسي للمعادن الثمينة
الذهب يقترب من مستويات 1600.00 دولار للأونصة
المخاوف الاقتصادية تزداد بعد أن وضعت وكالة "موديز" تقييم الديون الأمريكية تحت المجهر، و تم الإشارة إلى أن التصنيف الائتماني للولايات المتحدّة الأمريكية قد يتم تخفيضه في حال عجز صانعو القرار السياسي من الوصول إلى اتفاق لرفع سقف ديون أميركا. كذلك، و بالرغم من أن الوقت الراهن لا يوحي بأن الفيدرالي الأمريكي سوف يتخّذ سياسة تخفيف كمي ثالثة، إلا أن المتداولين لا يستبعدون ذلك، حيث أن برنانكيه أشار إلى أن الفيدرالي مستعد لاتخاذ الإجراءات المناسبة في حال استمر وضع الاقتصاد في التدهور، و البيانات الاقتصادية حالياً برأي المتداولين توحي بأن الاقتصاد الأمريكي يضعف بشكل واضح.
ارتفع الذهب إثر تلك الحقائق خلال جلسة يوم أمس نحو أسعار قياسية جديدة و استطاع سعر الذهب أن يسجّل الأعلى تاريخياً له عند سعر 1588.40 دولار للأونصة محققاً أعلى سعر صفقة شراء عند مستوى 1589.40 دولار للأونصة الواحدة. أغلق سعر الذهب بعد ذلك جلسة نيويورك أمس عند مستوى 1582.60 دولار للأونصة بارتفاع مقداره 0.98%. انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي يوم أمس مقابل سلّة العملات الأجنبية كان داعماً جيداً أيضاً لارتفاع أسعار المعادن الثمينة، و بذلك ارتفع أيضاً سعر الفضة إلى جنب سعر الذهب و كذلك ارتفع البلاتين.
ارتفع سعر البلاتين خلال جلسة يوم أمس بمقدار 1.39% عندما أغلق جلسة نيويورك عند مستوى 1753.00 دولار للأونصة الواحدة. بالنسبة لسعر الفضة، فقد ارتفع ارتفاعاً شديداً لم نشهد مثله منذ عام 2009، حيث حقق سعر الفضة ارتفاعاً مقداره 5.75% محققاً إغلاق نيويورك عند سعر 38.23 دولار للأونصة الواحدة. مضاربة كبيرة اندفعت نحو أسواق المعادن الثمينة، حيث أن ارتفاع سعر الذهب بشكل جيد، يعوّض تكاليف المضاربة و الاستثمار في السعر السوقي المرتفعة نسبياً، و هذا أيضاً سبب لجذب المضاربين إلى أسواق المعادن الثمينة مما سبب الاندفاع الكبير في سعر الفضة.
هنالك إشارات تظهر نمو صناعات صحيّة يتم استخدام الفضة فيها، و هذا أيضاً سبب دفع طلباً كبيراً للفضة و ساعد هذا الطلب في دفع سعر الفضة نحو مستويات يوم أمس قبل دخول المضاربة القوية في الأسواق المالية بدعم من انخفاض في سعر صرف الدولار الأمريكي و طلبات الملاذ الآمن مما سبب اندفاعاً كبيراً في سعر الفضة.
ما يلفت النظر هو استقرار الذهب قريباً من مستوياته القياسية،و هذا دلالة على استمرار طلب الذهب. أداء الأسواق الأمريكية يوم أمس كان إيجابياً، حيث شهدنا ارتفاعاً في مؤشرات الأسهم الرئيسية منها ارتفاع مؤشر داوجونز الأمريكي بمقدار 0.36%، لكن هذا اليوم، شهدنا قليلاً من عمليات جني الأرباح في الأسواق الآسيوية، و انخفض مؤشر نيكاي الياباني بمقدار 0.27% و كذلك انخفض مؤشر هانج سينج ليتداول الآن بانخفاض يزيد عن 0.40%. إن بعض عمليات جني الأرباح في أسواق الأسهم و السلع هذا اليوم، لم تكن سبباً لتوقّف الطلب في أسواق المعادن الثمينة، فطلب الملاذ الآمن مستمر، و طلبات تغطية مخاطر التضخم إلى جانب طلبات تخفيض مخاطرة تقلّب أسعار العملات. نضيف على ذلك استمرار في المضاربة في السعر السوقي للمعادن الثمينة.
في هذه اللحظات، يتداول سعر الذهب اليوم حول مستوى 1584.70 دولار للأونصة بارتفاع مقداره 0.13% من إغلاق نيويورك يوم أمس، و اكتسب سعر الفضة 1.07% ليتداول في هذه اللحظات عند مستوى 38.64 دولار للأونصة الواحدة. بالنسبة للبلاتين، فقد استطاع أن يرتفع اليوم بمقدار 0.63% ليتداول عند مستوى 1764.00 دولار. هذه الأسعار كما هي في تمام الساعة 03:03 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 07:03 بتوقيت غرينتش ).
بيانات أستراليا و نيوزلندا هذا اليوم أظهرت استمرار ارتفاع مستويات الأسعار، حيث أشارت بيانات أسعار المنازل في نيوزلندا إلى ارتفاع مقداره 14.2% خلال السنة التي تنتهي في نهاية النصف الثاني من هذه السنة، كذلك في أستراليا أشارت بيانات مؤشر سعر المستهلك المتوقع لشهر تموز إلى مستوى 3.4%. هذه البيانات تعطي انطباعاً بأن مستويات الأسعار في عديد من الدول في العالم ما زالت مرتفعة، و تشير إلى مستويات تضخم كبير.
إن استمرار الضغوط التضخمية مع ضعف العديد من الاقتصاد الدولي، و أزمة الديون الأوروبية التي لم نتكلم عنها كثيراً اليوم لأننا صرنا نعلم عن مخاطرها الكثير، أسباب قد تدفع سعر الذهب للاستمرار في الاتجاه الصاعد، و لا يجب أن نستبعد تصحيحات و تذبذب كبير، لكن مع هذا فمستويات 1600.00 دولار أصبحت عند الأبواب!