تداولت أسعار المعادن الثمينة يوم أمس في ميل واضح نحو الهبوط قبل أن تعود للارتفاع و الاستقرار، فقد شهدنا موجة جني أرباح واسعة و قد سيطرت على التداولات لكل من الذهب و الفضة و البلاتين دافعة المعادة الثمينة الثلاث لانخفاض ملموس قبل أن نرى عودة الذهب و الفضة للتداولات الإيجابية.
انخفض سعر الذهب يوم أمس ليلامس مستوى 1350.50 دولار للأونصة لكنه عاد ليغلق تداولات نيويورك في انخفاض لا يذكر و أغلق منخفضاً بمقدار 0.02% فقط عند مستوى 1363.50 دولار للأونصة الواحدة. كذلك الأمر بالنسبة للفضة، فقد شهدنا موجة جني أرباح كبيرة جداً دفعت سعر الفضة لملامسة الأدنى عند سعر 29.69 دولار للأونصة قبل الارتداد صعوداً و الإغلاق عند سعر 30.21 دولار للأونصة بارتفاع مقداره 0.03%. البلاتين لم يستطع تعويض الخسائر التي تكبدّها، و قد أغلق يوم أمس على انخفاض مقداره 1.51% عند مستوى 1827.00 دولار للأونصة.
يبدو جلياً لنا بأن قوى المضاربة دفعت في أسعار الذهب و الفضة للعودة و الارتفاع مجدداً يوم أمس بعد الانخفاض الكبير الذي حصل، فيما قوى المضاربة اتصفت في الضعف الكبير على البلاتين مما أبقى على الضغوط السلبية عليه. أظهرت البيانات الاقتصادية يوم أمس انخفاضاً كبيراً في مطالبات العاطلين عن العمل، حيث انخفضت مطالبات العاطلين عن العمل إلى 383 ألف من المستوى السابق 419، و الانخفاض الواضح في المطالبات كان سبباً لان يتخلّى الكثير من المتداولين عن طلبات الملاذ الآمن، لكن في الحقيقة لم تكن هذه القوى هي التي سيطرت على الاتجاه الهابط القوي الذي حصل، بل أن قوى المضاربة التي دفعتها هذه البيانات إلى عمليات جني الأرباح ثم عادت المضاربة بعد انخفاض السعر.
قام البنك البريطاني يوم أمس بالاحتفاظ في سعر الفائدة عند مستوى 0.50% و كذلك أبقى على سياسة شراء الأصول عند نفس المستوى. إن هذه الخطوة قللت بعض القلق تجاه النمو في المملكة المتحدة، و هذا كان أحد أسباب الاندفاع الهابط أيضاً في أسعار المعادن الثمينة خلال جلسة لندن، حيث شهدنا الذهب يغلق على انخفاض عند مستوى 1353.25 بعد افتتاح السعر عند مستوى 1358.75 دولار للأونصة في السعر المثبّت.
إعلان الفيدرالي الأمريكية في نيويورك بأنه سوف يقوم بشراء أدوات دين تصل قيمتها إلى حوالي 97 مليار دولار أمريكي، ساعدت على عودة الاتجاه الصاعد للمعادن الثمينة. إذ أن هذا كان سبباً لتوقع انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي و إثبات على أن الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية لم يعد للاستقرار بالشكل المطلوب. إثر هذا، تشجّعت المضاربة مرّة أخرى، و كذلك شهدنا طلباً لتغطية مخاطر انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي مما جعل الموجة الهابطة التي سيطرت على المعادن الثمينة يوم أمس قصيرة رغم أنها كانت قوية إلى حد ما ثم عادت أسعار الذهب و الفضة للتداول في المستويات المعهودة قبل الانخفاض.
اتسمت التداولات الآسيوية هذا اليوم في التذبذب مع ميل العديد من المؤشرات للانخفاض. لكن شهدنا مؤشر شنغهاي المركّب الصيني يرتفع بمقدار 0.34% و ارتفع كذلك مؤشر هانج سينج ليتداول في هذه اللحظات على ارتفاع مقداره 0.48%. المؤشرات التي انخفضت اليوم كان منها مؤشر ستريت تايمز الذي انخفض بمقدار 0.37% و مؤشر سيئول الذي انخفض بمقدار 1.56% لكن من الملاحظ جداً انخفاض مؤشر تايوان بمقدار 2.57% مما يشير إلى توتّر في الأسواق الآسيوية قبل عطلة نهاية الأسبوع و عمليات جني أرباح حصلت.
هذا اليوم، نرى استقرار سعر الذهب، و بعض الارتفاع القليل في سعر البلاتين فيما الفضة ما زالت تواجه ضغوطاً سلبية. يتداول سعر الذهب اليوم عند مستوى 1363.60 دولار للأونصة بارتفاع مقداره 0.01% فيما يتداول سعر الفضة الآن عند سعر 30.12 دولار بانخفاض مقداره 0.30%. عوّض البلاتين قليلاً من خسائر يوم أمس و يتداول سعر البلاتين حول 1828.00 دولار للأونصة بارتفاع مقداره 0.05%. هذه الأسعار كما هي في تمام الساعة 02:59 صباحاً بتوقيت نيويورك.
أظهرت بيانات ألمانيا انخفاضاً في مؤشر سعر المستهلك على مستوى شهر كانون الثاني-يناير/2011 بمقدار 0.4%، لكن هذا كان أقل من التوقعات السابقة مما أوقف مستوى التضخم عند 2.00% بحسب مؤشر سعر المستهلك السنوي. نحن في انتظار مزيد من بيانات مرتبطة في التضخم من المملكة المتحدة، و كذلك نحن في انتظار بيانات الميزان التجاري في الولايات المتحدة الأمريكية و بيانات مؤشر ثقة المستهلك من جامعة ميتشغان. هذه البيانات قد تكون قادرة على تحريك الثقة في الأسواق المالية و منها قد نرى انعكاساً على أسواق المعادن الثمينة.