البيانات الاقتصادية التي صدرت اليوم من ألمانيا أشارت إلى انكماش غير متوقع في مبيعات التجزئة لشهر كانون الأول الماضي، و بحسب هذه البيانات فقد انكمشت مبيعات التجزئة بمقدار 0.3% خلال الشهر مما أدّى إلى انكماش على المقياس السنوي مقداره 1.3%. لكن، هذه البيانات الاقتصادية لم تكن قادرة على دفع اليورو للهبوط مقابل الدولار الأمريكي رغم ضعف اليورو مقابل العديد من العملات الأخرى بفعل هذه البيانات. لكن كما نرى في أسواق صرف العملات، فالدولار الأمريكي يتداول بضعف واضح بتأثير من بيانات توقعات أسعار المستهلكين لشهر كانون الثاني الجاري من هذه السنة و التي أشارت إلى احتمال ارتفاع التضخم إلى مستوى 2.4%.
بعد أن لامس سعر صرف اليورو الأدنى له مقابل الدولار الأمريكي عند سعر 1.3568، استطاع أن يجد طلباً ليدفع به نحو الارتفاع. ساعدت قليلاً بيانات فرنسا و إيطاليا الإيجابية في ارتفاع سعر اليورو إلى جانب بيانات التضخم، و هذا ما سبب ملامسة اليورو للأعلى له هذا اليوم عند سعر 1.3673. حالياً، يتداول الزوج في مستويات فوق الدعم 1.3575 و حول مستوى المقاومة 1.3665، و نحن الآن بحاجة لأن نرى اختراقاً لمستوى المقاومة 1.3665 بداية ثم اختراق مستوى 1.3710-1.3730 لتأكيد استمرار اندفاع اليورو الصاعد بحسب التحليل الفني.
للجلسة الرابعة على التوالي، و الجنيه الإسترليني يتداول في نطاق محدود هو نطاق بين 1.5989 و 1.5767. إن هذا النطاق المشار له عبارة عن مستويات التداول التي نشأت في 25/كانون الثاني الماضي ، أي عندما تم إصدار بيانات النمو في بريطانيا و أشارت إلى انكماش غير متوقع في الاقتصاد الملكي.
هذا اليوم، كانت تداولات الجنيه الإسترليني محدودة بين الأدنى 1.5820 و الأعلى 1.5912 دولار للجنيه الإسترليني الواحد. لا توجد بيانات اقتصادية هامة هذا اليوم من المملكة المتحدة، لكن ما قد يؤثر على سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي هو بيانات التضخم التي يعتمدها الفيدرالي بحسب مؤشر نفقات الاستهلاكي الشخصي. تشير التوقعات إلى استقرار مؤشرات التضخم الأمريكية مما قد يسمح للفيدرالي الأمريكي بأن يستمر في تحفيزه للاقتصاد، و هذا ما قد يبقي الضغوط السلبية على الدولار الأمريكي ليستفيد منها الجنيه الإسترليني.
بحسب التحليل الفني، يجب على الجنيه الإسترليني أن يثبت قدرته على الثبات فوق 1.5820 و هذا المستوى يمثل دعماً جيداً ارتد منه الزوج صعوداً هذا اليوم. اختراق مستوى 1.5975 يعتبر أيضاً تأكيداً آخر على استمرار الموجة الصاعدة الحالية.
استطاع الدولار الأمريكي استغلال ضعف الين الياباني برغم ضعف الدولار نفسه مقابل سلّة العملات الأجنبية. قليل من المكاسب، هذا ما استطاع الدولار الأمريكي فعله مقابل الين. ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي بشكل طفيف من مستوى 81.90 الذي سجّله كأدنى سعر لتداولات اليوم محققاً الأعلى عند 82.25 و حالياً يتداول الدولار الأمريكي في نطاق ضيق جداً مع بعض الميل لصالحه مقابل الين الياباني. يتداول الزوج حالياً ما دون مستوى المقاومة 82.65 و هذا ما يبقي على احتمال عودة الاتجاه الهابط للدولار الأمريكي، فيما كسر مستوى 81.85 قد يعتبر إشارة إلى أن الدولار فقد عزمه الصاعد تماماً مقابل الين الياباني هذا اليوم.
لا يجب أن ننهي تقريرنا هذا قبل الإشارة أيضاً إلى بيانات كندا المنظرة، حيث ننتظر اليوم بيانات الناتج المحلي الإجمالي الكندي لشهر تشرين الثاني من عام 2010 الماضي، التوقعات تشير إلى تحسّن في النمو لكن هذا أيضاً يجب أن يتأكد من خلال البيانات الاقتصادية. بالنسبة لسعر صرف الدولار الكندي، فنجد بأنه ارتفع اليوم مقابل الدولار الأمريكي مستفيداً من استقرار مؤشرات السلع في مستويات مرتفعة قريبة من التي حققتها خلال تداولات يوم الجمعة الماضي بالإضافة إلى أن الدولار الكندي استفاد من ضعف الدولار و توقعات البيانات الاقتصادية الكندية اليوم. انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي هذا اليوم مقابل الدولار الكندي من الأعلى 1.0026 إلى مستوى 0.9983 دولار أمريكي مقابل الدولار الكندي.