تطرقنا بالأمس للسيناريوهات المتوقعة والقرارات الرئيسية التي قد يتخذها الفدرالي الأميركي بتركيز على السيناريو الثاني كونه الأرجح والأقوى وعلى الرغم من أهمية السيناريوهات ركزنا على في بداية التحليل على القضايا التي تعيق اتخاذ قرار تخفيض قيمة برامج التيسير الكمي ، قضية السندات وارتفاع عوائدها ،كونها قضية جدية تحتاج لحل ما أو على الأقل معرفة وا يفكر فيه برنا نكي وزملائه بخصوص هذه القضية تحديدا .
ملخص خطاب برنا نكي وبيان الفدرالي وتوضيحها
التخفيض قادم في قيمة برامج التيسير الكمي مشروطا بالمزيد من التحسن الاقتصادي خصوصا ما يتعلق بأسواق العمالة وهنا أكد بأن خطر تراجع النشاط الاقتصادي انحسر منذ الخريف الماضي( أي أن الفدرالي يأخذ بالتوجهات الايجابية للاقتصاد الأميركي وخروجه من دائرة التذبذب )
وقال بمكان أخر في خطابة : إن استمر المسار الحالي في البيانات الاقتصادية فان البدء بتخفيض مبلغ ال 85 مليار دولار المخصص للدعم الاقتصادي سيكون نهاية العام الحالي. إنهاء الدعم الاقتصادي سيحدث بهذه الحالة في العام القادم( وهنا كما هو واضح فقد تطرق لآلية التخفيض والتي ستكون على مراحل ويتم الانتهاء منها خلال ستة شهور ،بدايتها أواخر هذا العام وكالعادة الشرط استمرار الأداء الاقتصادي بالتحسن )
إذا وصلنا إلى البدء بإنهاء برنامج التيسير الكمي مع نهاية هذا العام ،نظرا للتحسن المرتقب في الأوضاع الاقتصادية العالمية ، فماذا بالنسبة لأسعار الفائدة الصفرية ؟ ألا يفترض ان نبدأ بمرحلة رفع الفوائد لنقل من ربع إلى نصف نقطة لا أكثر كون التضخم لازال منخفضا ويتعارض مع رفع أكثر من هذه النسب ؟
برنا نكي تشدد بخطابة لأقصى درجة لإبعاد مجرد التفكير برفع الفائدة للمدى القريب وله أسبابه لذلك !!
عن قضية رفع الفائدة
عودة البطالة إلى ال 6.5% لن تكون الإشارة إلى رفع الفائدة مباشرة ولكنها إشارة لبدء النقاش حول هذا الأمر.((ألان غير مطروحة فكرت رفع الفائدة وحتى لو وصلت نسبة البطالة 6.5% سنناقش الأمر لا أكثر ، اقتصاد يتحسن وقد يتطلب رفع الفائدة ولكن لن نرفع !!))
ثم أضاف
هناك فترة غير وجيزة ستمر بين تخفيض الدعم الاقتصادي ورفع الفائدة,رفع الفائدة سيتم في العام 2015 تقديرا وبحسب توقعات معظم أعضاء الفدرالي.
تأكيد على عدم الاقتراب من أسعار الفائدة قبل عام 2015 ، لا بل نعتبره رسالة لجميع من قد يفكرون بان يطالبوا برفع الفائدة لا يتركوا هذه الأفكار المرفوضة .
لماذا ؟
كي يتضح الجواب نتطرق للعبارة الخجولة التي تحدث فيها عن السندات ثم نربط الأمور معا.
عن السندات قال برنا نكي :ارتفاع أسعار الفوائد على السندات الحكومية إنما هو دليل على تنامي الوجهة التفاؤلية في الأسواق، وهنا نظر إلى النصف المتملي من الكوب وهو كلام سليم اقتصاديا ( في الضر وف الطبيعية ), ولكنه ترك النصف الآخر بان من سيتحمل ارتفاع أسعار الفوائد هو الفدرالي الأميركي مصدر هذه الفوائد بنهاية الأمر وتحميل هذه الفوائد للبنوك مباشره عن طريق رفع الفائدة سيكون الأفضل !!
شكلت السندات الأميركية خلال سنين الأزمة ملاذا امن موثوقا للأسواق ،وهو ما أدى إلى انخفاض عوائدها كونها غير قابلة للخاسرة كباقي الأدوات المالية أو الملاذات الأخرى كالذهب مثلا ، فبتاريخ الاستحقاق تستلم قيمة السند مضافا إليه قيمة فوائده .
من ناحية أخرى لعبة السندات الدور الأكبر في منع الدولار الأميركي من الانهيار عقب تخفيضات الفائدة وإقرار برامج التيسير الكمي حيث بقى الدولار مطلوبا داخليا وخارجيا لشراء هذه السندات وهذه النقطة احد الأسرار التي غابت كثيرا عن الأسواق في بحثهم عن مصدر قوة الدولار .
الوضع الراهن لسر في خطاب برنا نكي
الحديث عن إنهاء برامج التيسير الكمي ، يرتبط بقوة بالسؤال الأهم ماذا عن الفائدة ؟
فالتصرف الطبيعي ان تأتي مرحلة رفع الفائدة على الدولار بعد التخلص من التيسير الكمي ،هذه الأسئلة والهواجس كانت المسيطرة على الأسواق خصوصا سوق السندات للفئات الطويلة 10 سنوات وأكثر، وانعكست على الدولار فبدلا من الحصول على عوائد متواضعة من السندات يكون الأفضل الدخول مع بداية الرفع للفوائد على الدولار والتي قد تصل الى 3% بمراحل متقدمة .
برنا نكي حسم المسألة لغاية عام 2015 مبدئيا ،لن يتم الرفع للفائدة ورسالته هنا لمستثمري السندات بان العرض لم يتغير أسواق السندات لازال الخيار الأفضل لكم ،وانخفاض العوائد على السندات إن تم خلال الأيام القادمة سيعني اقتناع المستثمرين بما قاله برنا نكي .
بتداولات اليوم تكتسب مؤشرات مديري المشتريات الأوروبية أهمية خاصة جدا حيث ستتحصل منها ترجيحا على الإشارة الأولى ناحية اقتراب التخفيض القادم للفائدة على اليورو .
أمريكيا : مطالبات البطالة ان انخفضت عن مستويات 334 ألفا عكس المتوقع نميل لمشاهدة المزيد من القوة للدولار بتداولات الأسواق الأميركية في جولته الأولى ، وحمل مفاجئة ايجابية في بيانات مبيعات المنازل القائمة و مؤشر فيلادلفيا التصنيعي ،سيعزز الصورة الايجابية في الجولة الثانية للبيانات الأميركية ، بينما صدور البيانات المرتقبة على سلبية يفترض ان يحد من مكاسب الدولار المتواصلة منذ الأمس .