FX-Arabia

جديد المواضيع











الملاحظات

استراحة اف اكس ارابيا استرح هنا و انسى عناء السوق و التداول


قصته وقد تكون قصتك

استراحة اف اكس ارابيا


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02-10-2012, 01:26 PM   المشاركة رقم: 1
الكاتب
bonnos
عضو ذهبى

البيانات
تاريخ التسجيل: Jun 2010
رقم العضوية: 635
الدولة: ام الدنيا
العمر: 33
المشاركات: 3,706
بمعدل : 0.70 يوميا

الإتصالات
الحالة:
bonnos غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : استراحة اف اكس ارابيا
افتراضي قصته وقد تكون قصتك

قصته ... وقد تكون قصتك



ضوء النهار ينير طرقات هذا المكان في تلك الساعات المبكرة من الصباح, وكعادة أي جامعة مصرية ... يبدأ البشر في الظهور والتكاثر في هذا المكان تدريجيا حتى تصل لوقت الذروة فيما يقارب الساعة العاشرة ...

"يا إلهي ... كم أكره الزحام"

استمريت في السير متوجها إلى الكلية محاولا تجاهل كل تلك المشاهد التي لن تورثك إلا عقدة الشعور بالذنب

نفس عميق ... أغمضت عيني ثم فتحتها ... توكلت على الله في سريرة نفسي وأكملت طريقي ...

وصلت إلى قاعة المحاضرة , وكالعادة يجب أن تحاول أن تحجز لك مكانا بالنظر إلى أننا كنا بضعة طلبة فيما تعدى عدد الطالبات المائة والخمسون ... وبفضل الله وجدت بعضا من أصدقائي وهم يلوحون بأيديهم ... لقد تمكنوا من السيطرة على مقاطعة .. أقصد من حجز مكان وسط تلك الحرب الاهلية ...

استقريت بجانب صديق عمري مصطفى :

-ازيك يابني ؟؟

-الحمد لله

-اتأخرت ليه تاني يا بوحميد ... المحاضرة خلاص على وشك ..

-معلش يا مصطفى .. المواصلات في بلدنا المحروسة .. لو كنت رايح قليوب كانت هتبقى أسهل

تبادلنا الضحكات وأخذنا نطمئن على أحوالنا ثم التفت مصطفى إلى أحد زملائنا وأخذا يتحدثان فيما تراجعت انا في محاولة للاسترخاء والتركيز و .... لمحتها ...

لمحة بسيطة ... ثم أسرعت بوضع نظري في الأرض ... إنها هيام , إحدى الطالبات في الدفعة ... أغلقت عيني وأنا احاول الضغط على أفكاري ... لا أعلم لماذا ألمحها عدة مرات مؤخرا ... ومع أني لا أتحدث مع أي فتاة هنا ولو على قبيل الزمالة ولا تحدثني إحداهن بل ولا أنظر حتى إليهن ... إلا أنني مؤخرا اضطررت للتعامل مع هيام لأنها كانت المسئولة عن الملازم في مجموعة السكشن التي التحقت بها ... والتي لم يتواجد بها أي ولد إلا أنا فقط, أنا وحيدا وسط مجموعة من الجنس الآخر الذي لا أتعامل معه ... ولم انجح في التحويل للسكشن الذي يتواجد به أصدقائي ...

كانت على خلق وذوق عاليين ... وكانت تراعي خلوتي التي أتخذها حفاضا على نفسي ... ولأني كنت اعمل في تلك الفترة وأتغيب كثيرا عن المحاضرات والسكاشن فدائما ما كانت تحضر لي الأوراق, وتخبرني بالتكليفات وتعطيني المحاضرات ...

لم يتطور الأمر ... فلم نتبادل أرقام هواتف أو نقف للكلام في حرم الجامعة أو تشرح لي محاضرة ... لقد كانت تحترم خلوتي كثيرا , لذا كانت كلماتها قصيرة ولقائنا محدود ... ولعل ذلك أكثر ما اعجبني فيها ... نعم, أعتقد أني بدأت في الإعجاب ... وهذا ما كنت أخشاه منذ دخلت الجامعة ...

قد يتبادر لذهنك أنني الإنسان القاسي .. أو الذي يغلق على نفسه ولا يعترف بما يسمى الحب ... صدقني لست كذلك ... لكني شاب واقعي, أعلم مدى صعوبة الحياة ... و أعلم أيضا ان الدخول في علاقات عاطفية دون مسئولية سيسبب مشاكل كثيرة ... فلو أنك تعرفت على فتاة وأعجبتما ببعضكما بصدق, فمن الطبيعي أن تنتهي هذه العلاقة بالزواج ... هل قلت زواج ؟؟؟ ... حسنا , أنت بالتأكيد تعلم ما تعنيه هذه الكلمة ... ولأن أهلي يكفيهم ما هم فيه فلن أطالبهم بمساعدتي ... لذا وجب علي أن أبدأ المشوار وحدي ...

هل أدركت الآن الوضع ؟؟ ... أسمعك تلمح إلى حل آخر .. أعرفه , منطق "عيش حياتك" ... أن أحب واتعرف وأعيش قصة حب مع فتاة .. أو حتى أكثر من فتاة ... ثم أخرج من الجامعة لأبدأ المشوار وأتزوج يما بعد , وألا أضيع الفرصة في وجود "كل البنات دي" ...

حسنا, وجدت نفسي بين خيارين : إما أن " أعيش حياتي" ... ولكن ... على الجانب الآخر أتسائل, هل الله راضٍ عني ؟؟؟ ... وإما أن اتقي الله وأضغط على نفسي طلبا لرضاه .... طبعا من حق كل منا الاختيار , واخترت أنا الخيار الثاني .... والذي كان صعبا في البداية ... سهلا بعد أن قاربت سنوات الدراسة الأربع على الانتهاء ... فها أنا في التيرم الثاني من سنة التخرج .... حتى جائت هيام ...

أفقت من أفكاري على صوت ضجة ... رفعت رأسي لأتذكر أني في قاعة المحاضرة ... وهاهو محاضر المادة يدخل ليبدأ المحاضرة ... تابعت المحاضرة بكل تركيز, فأنا قد لا يتاح لي حضور جميع المحاضرات , وقد لا تكون تقديراتي الدراسية جيدة ... لكني أتابع بقدر المستطاع ....

انتهت المحاضرة وخرجنا جميعا نتجاذب أطراف الحديث وأنا اسمع عن خطط أصدقائي لقضاء الأجازة في المصيف أو السفر والبعض الآخر في البحث عن عمل ...

- وانت يا أحمد ... هتعمل إيه ؟؟

- والله يا جماعة غالبا هزود ساعات الشغل وهحاول أحضر كورس لغة

- يا عم فك عن نفسك شوية ... في الدراسة والأجازة شغل

- الواحد ليه هدف إن شاء الله يا رجالة ... ومش هيجي بالأنتخة .. ولا إيه ؟؟

برطموا بكلمات اعتراضية وبعض القفشات ثم ضحكنا وودعتهم على وعد اللفاء المحاضرة القادمة "لو مكنش ورايا شغل" ... نزلت السلالم وخرجت إلى حرم الجامعة و ...

- أحمد ...

التفت على الصوت ... وجدتها هيام ... تحاشيت النظر وأنا أقول :
- خير يا أ.هيام

ناولتني مجموعة من الأوراق وهي تتابع :
- ده ورق المراجعة النهائية ... والمعيدة كانت سألت إنت ليه مبتجيش كتير قلتلها هوه بش عنده شغل

- ربنا يجزيكِ كل خير يافندم ... أنا بجد تاعب حضرتك معايا

تناولت الأوراق وهممت بالانصراف ... لكنها نادتني :
- أحمد ... ممكن بس شوية ... عايزة أقولك على حاجة ... لو مش هعطلك يعني

نظرت إلى ساعتي في حركة عفوية ... فوجدت أن أمامي بعض الوقت حتى صلاة الظهر ومن ثم الانصراف
- لا أبدا ... اتفضلي ... خير ؟؟؟

أخذت تلعب بأصابعها في توتر :
- أنا .... يعني كنت عايزة أشكرك على طريقة تعاملك ... حاسة إنها مختلفة شوية عن أي حد اتعاملت معاه .. انت بجد إنسان محترم

ابتسمت في إحراج ناظرا إلى الأرض:
- ربنا يكرمك ...

سكت كلانا ... وطال صمتنا برهة ...
أنا ناظر في الأرض ...
وهي واقفة تحك أصابعها في توتر ... ثم قطعت هي حبل الصمت :
- أنا بصراحة ... يعني مش عارفة أقول إيه ... بس الواحد نادرا ما يلاقي ناس محترمة كده

- ربنا يرضى عنك

ترددت قليلا ... ثم أخرجت ورقة ... وأعطتني إياها ... ومضت

مضت دون كلمة أخرى
مضت كنسمة رقيقة حركت بركة راكدة
مضت ... وتركتني في حيرة

أخذت الورقة ووضعتها في جيبي ... سمعت أذان الظهر ... توجهت إلى المسجد وصليت ... ومن بعدها استقليت المترو إلى عملي ...

طوال الطريق ... وأنا أفكر ماذا يكون بهذه الورقة ... وتهجم علي الأفكار كذئب وجد فريسة سهلة فأخذ يتلاعب بها مسببا لها الألم دون أن يريحها ... قد تسألني , ولم لم تقرأما فيها وتنتهي المأساة ... حسنا, إن لي بعض العادات الشخصية ... منها أني أحب أن اكون في أهدأ حالاتي عند معرفة أي خبر جديد أو عند توقع صدمة ... وصلت إلى العمل وقضيت اليوم تارة أفكر في هيام وتلك الورقة , وتارة أجد نفسي مندمجا في عملي تماماً حتى أستفيق على هذا الفضول الذي يريد أن يعرف محتوى تلك الورقة ...

أنهيت يوم عملي وتوجهت إلى المنزل ... تناولت عشائي ثم إلى غرفتي ... و ..... يا إلهي ... أين الورقة ؟؟؟

هههههه ... لا تقلق ... لم أستطع منع نفسي من كتابة هذا السطر ....

المهم ... أخرجت الورقة وبدأت أقرأ ... وكلما التهمت عيني مزيدا من الأسطر كلما زادت دقات قلبي, وبدأ عرقي يتصبب وصدري يعلو ويهبط كمنفاخ كرة قدم ...
كانت في كلمات قليلة تخبرني عن إعجابها بي ... نعم, أنا مثلك لم أصدق ... ربما كنت أتوقع, ولكنه التوقع الذي يأتي من باب الإيحاء للنفس أو "العيشان في الدور" الذي ترسمه لك نفسك الخادعة لتوهمك أنك فلانتينو الأحلام ...

انتهيت من قرآة الورقة ... ولكن بدأ بركان الأفكار ينفجر في رأسي ... يااااه ... لم تخبرني أي فتاة من قبل أنها معجبة بي ... وأنا لم أفعل شئ مثل ذلك في المقابل ... ياله من شعور غريب ... أن تتمنى أن تلمس تلك النجمة في السماء .. وتمنع نفسك ... وتبتعد عنها ... لتجدها آتية إليك ... وليست أي نجمة ...

أصبحت في حيرة من أمري, ما العمل ... إنها فعلا الفتاة التي قد يتمناها أي شاب ... بل التي أتمناها بالفعل ... ولكن ؟؟ ... هي طيبة لكني أعرف أنها ليست على درجة عالية من التدين ... ملابسها محترمة لكنها ليست المظهر الإسلامي الذي كنت أتمناه ... قد تمزح مع بعض الزملاء ... قد لا تكون ملتزمة في صلاتها ... كما أنها بالنسبة لسنها قد يشكل الأمر بعد ذلك مجرد مغامرة عاطفية ... وبما أنني لا استطيع التقدم لأهلها فربما تشير علي بالتعرف على بعضنا أكثر والتكلم والخروج و .... لأقع في نفس المشكلة التي كنت أهرب منها في الكلية .....
لا أعلم ماذا أفعل ... صدقني الموقف صعب ... لكن الحلول أصعب ... أخذت أجول بعيني في الغرفة ... نظرات خاوية ... حائرة ... حتى وقع نظري على شئ ... ثم اتخذت قراري ...

----------------------------------------------------

في المحاضرة التي تلت تلك الأحداث حضرت مبكرا ... جلست شاردا بين أصدقائي الذين كانوا لا يزالون يتحدثون عما سيفعلونه في الأجازة ... ودخلت من الباب ... لمحتها ... ونظرت إلي ... ثم أدار كلانا بصره ... لكن تلك النظرة حركت قلبي ... هززت رأسي ... ونفضت الأفكار من راسي ... وبدأت المحاضرة ..
انتهينا ... وبدأت أستعد للمواجهة ... ولحظة الصراحة ... خرجت من القاعة .. وجدتها وسط زميلاتها
- هيام ... ممكن لحظة

ناديت عليها فأتت بكل هدوء ... وقفنا بعيدا قليلا تجنبا لكلمات الزملاء الذين دائما ما تندفع منهم التعليقات كمدفع لا يعرف وجهته ... وقفنا ... سكتنا قليلا ... ثم تكلمت ...

كلمتها عن كل شئ ... عن سبب انعزالي ... عن مشاعري ... عن ظروفي ... ولكلما تحدثت كلما زاد إشراق وجهها, خصوصا بعد أن عرفت إعجابي بها ... ثم جاء الخبر ... أخبرتها أني في الوقت الحالي لا أقدر على الزواج أو التقدم لأهلها .. أخبرتني أنه لا مشكلة .. وأن بإمكاننا الانتظار .. وأن نتقابل ونتبادل أرقام الهاتف و ....

هنا ... تكلمت معها عن اختياري ... لا أستطيع ان أفعل ما أعرف أنه خطأ ... وبما أنني لا أستطيع فعل الصواب في المرحلة الحالية ... فالحل هو الابتعاد ...

سكتت ولم ترد ... مددت يدي إلى الحقيبة وأخرجت منها ذلك الشئ الذي لمحته في غرفتي ... كتاب ... وأعطيته إياها .. قلت لها :

اقري ده ... وهتفهمي أكتر

نظرت إلى الكتاب ... تطلعت إليه مليا ... ثم نظرت إلى ... ابتسمت ... لكني أرى في عينيها كسرة حزن ... شكرتني وتمنت لي حياة طيبة ... ثم انصرفت ...

انصرفت وأنا أتطلع إليها ... رحلت ... هكذا, وبكل بساطة ... ماذا فعلت ؟؟؟ ... أبعد كل هذا وبعد أن وجدتها ترفضها وتجعلها تنساب من بين يديك ... أبعد أن سقطت النجمة أمام ناظريك تُعرض عنها وتسير في اتجاه آخر ؟؟؟ ... هل جننت ؟؟

هممت أن أرفع يدي .. أن أناديها .. ولكن ... نداء خافت تردد ... تشجع ... قاوم .. إنه ابتلاء ...

تراجعت بقلب منفطر وروح كسيرة ... لكن ... جددت نيتي ... تركت كل شئ لك يا رب ...

وسرت ... وحيدا ... في طريقي ...

------------------------------------------

كان آخر مرة رأيتها في آخر يوم من امتحاناتنا ... كانت تبدو هائمة شاردة ... و .... تخرجنا

أكملت حياتي ... واتخذت خطوات مهمة ... الالتحاق بالخدمة العسكرية ... ثم الحصول على وظيفة أفضل ترقيت فيها بسرعة بفضل الله ثم الاجتهاد في العمل ... كنت أعتبر كل ذلك تعويضا لي من الله عن تركي لهيام ... وإن كان تذكرها في أحيان كثيرة يهيج المشاعر في صدري ... فأشيح وجهي سريعا عن شلال الذاكرة لأغرق في العمل أكثر وأكثر ...

وبدأت الست الوالدة في التصرف كأي أم ... "عايزين نفرح بيك" ... لتبدأ سلسلة أخرى من حياتي ...

أخبرتني والدتي أن هناك عروسة ... ذهبنا ... وتكلمنا ... ولم أرتح بعد الاستخارة ...

عروسة أخرى ... ليست الفتاة التي كنت أتمناها ... تذكرت هيام ... وكيف لو أني كنت وقتها في وضعي الحالي لكنت آآآآآآه ... استعذت بالله من هذه النفس اللوامة .. وانتظرت ...

عروسة ثالثة ... ذهبت مع أمي ... جلسنا مع والديها ... طيبون .. أخلاق نادرة من أيام لم تعد لها نفحات في زماننا هذا ... لم يبق إلا الفتاة ... علمت أنها ترتدي النقاب ... قررت أن أراها رؤية شرعية قبل الاستخارة ...

دخلت الأم ... أتت بها ... دخلت ... فجأة تسمرت عند الباب قليلا ... لم أنظر, ولكني انتبهت ... انسحبت بسرعة, حديث هامس بينها وبين أمها ... ياللبنات ... هل سترفضني لمجرد انها لم ترتح لشكلي مثلا ... أو لأني "مش لابس روش" .. ضحكت ... دنيا غريبة ... وقررت أن أكمل الأمر لنهايته مع الميل بأن أنهيه بعدما حدث ... ذكريات ... ريهام .. ليس ثانية ... نفضت رأسي ... ثم دخلت الفتاة وأمها ...

جلست الفتاة ... طلبت منها أمها إنزال النقاب وهي تبتسم ... بدأت الفتاة تخلعه... عجيب أمر الأم ... هل أقنعت ابنتها بتغيير رأيها ... لا يهم المهم هو أن .....

لا ... جفت الكلمات في حلقي ... هل أتطلع إليها فعلا ... إلى هيام ؟؟؟ ....

أخذت انظر دون أن أتكلم ... أقنع تلك العينين المسكينتين بما ترى ... أهي حقا ... كانت تنظر إلى الأرض ... ووجهها منير مع ابتسامة ملائكية وخدود محمرة من الخجل كأنها وردة حمراء تعرض جمالها للناظرين ...

طال سكوتي ... ونظرها للأرض ... وتبسم أمها ... نظرت لي أمي بتوتر .. وتحدث والدها:

خير يابني في حاجة ولا إيه ..؟؟؟

هيــــ ... احم ... هيام ... مش حضرتك هيام ؟؟؟

زادت ابتسامتها وحمرة خديها ... وردت أمها :

أيوه يابني ... مش انت برضه أحمد .. اللي كان زميلها في الجامعة ؟؟؟

أومأت برأسي إيجاباً ... إذا هذا ما كانت تحدث عنه أمها منذ قليل ...

رد أبوها :

الله ... شكل كله يعرف بعضه ... مش تعرفونا بقى ؟؟؟

تكلمت دون أن أرفع بصري عنها :

أنا أحمد يا عمي ... وجي أطلب إيد بنت حضرتك ... هيام ...

لا أعرف ما قيل بعد ذلك ... ولا أريد أن أعرف ... تبادلوا الكلمات والضحكات والاتفاقات ... كل ذلك وأنا غارق في عالمي معها ... لا أصدق نفسي ... يالكرمك يا رب ... هل أستحق كل هذا ؟؟؟ كل هذه النعم ؟؟ .... اللهم لك الحمد ...

انتهينا بالاتفاق التام وانتظار الاستخارة ... وجاء ردانا بعدها بالراحة ... لتعلن الأفراح ... ويتم خطبتي على هيام وأنا أحس أن جبال الأرض لو وزنت سعادتي لطاشت أمامها ...

أصبحت أيامي كلها سعادة ... وفي أول زياراتي لها مع أهلها ... ناولتني لفافة مغلفة بعناية :

إيه ده يا هيام ؟؟؟

هدية

كده من غير مناسبة

ضحكت بحياء وردت :

ممكن بمناسبة الخطوبة

سألتها وأنا أفتحها :

عبارة عن إيه الهدية دي ؟؟

قصتي ... وقصتك

وفتحتها ... كان ذلك الكتاب الذي أهديتها إياه عندما كنا في الكلية ...

كتاب يلخص قصتي بالفعل

وقصتها

وقصة كل من فعل ما فعل لله

كتاب بعنوان "من ترك شيئا لله ... عوضه الله خيراً منه"



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


عرض البوم صور bonnos  
رد مع اقتباس


  #1  
قديم 02-10-2012, 01:26 PM
bonnos bonnos غير متواجد حالياً
عضو ذهبى
افتراضي قصته وقد تكون قصتك

قصته ... وقد تكون قصتك



ضوء النهار ينير طرقات هذا المكان في تلك الساعات المبكرة من الصباح, وكعادة أي جامعة مصرية ... يبدأ البشر في الظهور والتكاثر في هذا المكان تدريجيا حتى تصل لوقت الذروة فيما يقارب الساعة العاشرة ...

"يا إلهي ... كم أكره الزحام"

استمريت في السير متوجها إلى الكلية محاولا تجاهل كل تلك المشاهد التي لن تورثك إلا عقدة الشعور بالذنب

نفس عميق ... أغمضت عيني ثم فتحتها ... توكلت على الله في سريرة نفسي وأكملت طريقي ...

وصلت إلى قاعة المحاضرة , وكالعادة يجب أن تحاول أن تحجز لك مكانا بالنظر إلى أننا كنا بضعة طلبة فيما تعدى عدد الطالبات المائة والخمسون ... وبفضل الله وجدت بعضا من أصدقائي وهم يلوحون بأيديهم ... لقد تمكنوا من السيطرة على مقاطعة .. أقصد من حجز مكان وسط تلك الحرب الاهلية ...

استقريت بجانب صديق عمري مصطفى :

-ازيك يابني ؟؟

-الحمد لله

-اتأخرت ليه تاني يا بوحميد ... المحاضرة خلاص على وشك ..

-معلش يا مصطفى .. المواصلات في بلدنا المحروسة .. لو كنت رايح قليوب كانت هتبقى أسهل

تبادلنا الضحكات وأخذنا نطمئن على أحوالنا ثم التفت مصطفى إلى أحد زملائنا وأخذا يتحدثان فيما تراجعت انا في محاولة للاسترخاء والتركيز و .... لمحتها ...

لمحة بسيطة ... ثم أسرعت بوضع نظري في الأرض ... إنها هيام , إحدى الطالبات في الدفعة ... أغلقت عيني وأنا احاول الضغط على أفكاري ... لا أعلم لماذا ألمحها عدة مرات مؤخرا ... ومع أني لا أتحدث مع أي فتاة هنا ولو على قبيل الزمالة ولا تحدثني إحداهن بل ولا أنظر حتى إليهن ... إلا أنني مؤخرا اضطررت للتعامل مع هيام لأنها كانت المسئولة عن الملازم في مجموعة السكشن التي التحقت بها ... والتي لم يتواجد بها أي ولد إلا أنا فقط, أنا وحيدا وسط مجموعة من الجنس الآخر الذي لا أتعامل معه ... ولم انجح في التحويل للسكشن الذي يتواجد به أصدقائي ...

كانت على خلق وذوق عاليين ... وكانت تراعي خلوتي التي أتخذها حفاضا على نفسي ... ولأني كنت اعمل في تلك الفترة وأتغيب كثيرا عن المحاضرات والسكاشن فدائما ما كانت تحضر لي الأوراق, وتخبرني بالتكليفات وتعطيني المحاضرات ...

لم يتطور الأمر ... فلم نتبادل أرقام هواتف أو نقف للكلام في حرم الجامعة أو تشرح لي محاضرة ... لقد كانت تحترم خلوتي كثيرا , لذا كانت كلماتها قصيرة ولقائنا محدود ... ولعل ذلك أكثر ما اعجبني فيها ... نعم, أعتقد أني بدأت في الإعجاب ... وهذا ما كنت أخشاه منذ دخلت الجامعة ...

قد يتبادر لذهنك أنني الإنسان القاسي .. أو الذي يغلق على نفسه ولا يعترف بما يسمى الحب ... صدقني لست كذلك ... لكني شاب واقعي, أعلم مدى صعوبة الحياة ... و أعلم أيضا ان الدخول في علاقات عاطفية دون مسئولية سيسبب مشاكل كثيرة ... فلو أنك تعرفت على فتاة وأعجبتما ببعضكما بصدق, فمن الطبيعي أن تنتهي هذه العلاقة بالزواج ... هل قلت زواج ؟؟؟ ... حسنا , أنت بالتأكيد تعلم ما تعنيه هذه الكلمة ... ولأن أهلي يكفيهم ما هم فيه فلن أطالبهم بمساعدتي ... لذا وجب علي أن أبدأ المشوار وحدي ...

هل أدركت الآن الوضع ؟؟ ... أسمعك تلمح إلى حل آخر .. أعرفه , منطق "عيش حياتك" ... أن أحب واتعرف وأعيش قصة حب مع فتاة .. أو حتى أكثر من فتاة ... ثم أخرج من الجامعة لأبدأ المشوار وأتزوج يما بعد , وألا أضيع الفرصة في وجود "كل البنات دي" ...

حسنا, وجدت نفسي بين خيارين : إما أن " أعيش حياتي" ... ولكن ... على الجانب الآخر أتسائل, هل الله راضٍ عني ؟؟؟ ... وإما أن اتقي الله وأضغط على نفسي طلبا لرضاه .... طبعا من حق كل منا الاختيار , واخترت أنا الخيار الثاني .... والذي كان صعبا في البداية ... سهلا بعد أن قاربت سنوات الدراسة الأربع على الانتهاء ... فها أنا في التيرم الثاني من سنة التخرج .... حتى جائت هيام ...

أفقت من أفكاري على صوت ضجة ... رفعت رأسي لأتذكر أني في قاعة المحاضرة ... وهاهو محاضر المادة يدخل ليبدأ المحاضرة ... تابعت المحاضرة بكل تركيز, فأنا قد لا يتاح لي حضور جميع المحاضرات , وقد لا تكون تقديراتي الدراسية جيدة ... لكني أتابع بقدر المستطاع ....

انتهت المحاضرة وخرجنا جميعا نتجاذب أطراف الحديث وأنا اسمع عن خطط أصدقائي لقضاء الأجازة في المصيف أو السفر والبعض الآخر في البحث عن عمل ...

- وانت يا أحمد ... هتعمل إيه ؟؟

- والله يا جماعة غالبا هزود ساعات الشغل وهحاول أحضر كورس لغة

- يا عم فك عن نفسك شوية ... في الدراسة والأجازة شغل

- الواحد ليه هدف إن شاء الله يا رجالة ... ومش هيجي بالأنتخة .. ولا إيه ؟؟

برطموا بكلمات اعتراضية وبعض القفشات ثم ضحكنا وودعتهم على وعد اللفاء المحاضرة القادمة "لو مكنش ورايا شغل" ... نزلت السلالم وخرجت إلى حرم الجامعة و ...

- أحمد ...

التفت على الصوت ... وجدتها هيام ... تحاشيت النظر وأنا أقول :
- خير يا أ.هيام

ناولتني مجموعة من الأوراق وهي تتابع :
- ده ورق المراجعة النهائية ... والمعيدة كانت سألت إنت ليه مبتجيش كتير قلتلها هوه بش عنده شغل

- ربنا يجزيكِ كل خير يافندم ... أنا بجد تاعب حضرتك معايا

تناولت الأوراق وهممت بالانصراف ... لكنها نادتني :
- أحمد ... ممكن بس شوية ... عايزة أقولك على حاجة ... لو مش هعطلك يعني

نظرت إلى ساعتي في حركة عفوية ... فوجدت أن أمامي بعض الوقت حتى صلاة الظهر ومن ثم الانصراف
- لا أبدا ... اتفضلي ... خير ؟؟؟

أخذت تلعب بأصابعها في توتر :
- أنا .... يعني كنت عايزة أشكرك على طريقة تعاملك ... حاسة إنها مختلفة شوية عن أي حد اتعاملت معاه .. انت بجد إنسان محترم

ابتسمت في إحراج ناظرا إلى الأرض:
- ربنا يكرمك ...

سكت كلانا ... وطال صمتنا برهة ...
أنا ناظر في الأرض ...
وهي واقفة تحك أصابعها في توتر ... ثم قطعت هي حبل الصمت :
- أنا بصراحة ... يعني مش عارفة أقول إيه ... بس الواحد نادرا ما يلاقي ناس محترمة كده

- ربنا يرضى عنك

ترددت قليلا ... ثم أخرجت ورقة ... وأعطتني إياها ... ومضت

مضت دون كلمة أخرى
مضت كنسمة رقيقة حركت بركة راكدة
مضت ... وتركتني في حيرة

أخذت الورقة ووضعتها في جيبي ... سمعت أذان الظهر ... توجهت إلى المسجد وصليت ... ومن بعدها استقليت المترو إلى عملي ...

طوال الطريق ... وأنا أفكر ماذا يكون بهذه الورقة ... وتهجم علي الأفكار كذئب وجد فريسة سهلة فأخذ يتلاعب بها مسببا لها الألم دون أن يريحها ... قد تسألني , ولم لم تقرأما فيها وتنتهي المأساة ... حسنا, إن لي بعض العادات الشخصية ... منها أني أحب أن اكون في أهدأ حالاتي عند معرفة أي خبر جديد أو عند توقع صدمة ... وصلت إلى العمل وقضيت اليوم تارة أفكر في هيام وتلك الورقة , وتارة أجد نفسي مندمجا في عملي تماماً حتى أستفيق على هذا الفضول الذي يريد أن يعرف محتوى تلك الورقة ...

أنهيت يوم عملي وتوجهت إلى المنزل ... تناولت عشائي ثم إلى غرفتي ... و ..... يا إلهي ... أين الورقة ؟؟؟

هههههه ... لا تقلق ... لم أستطع منع نفسي من كتابة هذا السطر ....

المهم ... أخرجت الورقة وبدأت أقرأ ... وكلما التهمت عيني مزيدا من الأسطر كلما زادت دقات قلبي, وبدأ عرقي يتصبب وصدري يعلو ويهبط كمنفاخ كرة قدم ...
كانت في كلمات قليلة تخبرني عن إعجابها بي ... نعم, أنا مثلك لم أصدق ... ربما كنت أتوقع, ولكنه التوقع الذي يأتي من باب الإيحاء للنفس أو "العيشان في الدور" الذي ترسمه لك نفسك الخادعة لتوهمك أنك فلانتينو الأحلام ...

انتهيت من قرآة الورقة ... ولكن بدأ بركان الأفكار ينفجر في رأسي ... يااااه ... لم تخبرني أي فتاة من قبل أنها معجبة بي ... وأنا لم أفعل شئ مثل ذلك في المقابل ... ياله من شعور غريب ... أن تتمنى أن تلمس تلك النجمة في السماء .. وتمنع نفسك ... وتبتعد عنها ... لتجدها آتية إليك ... وليست أي نجمة ...

أصبحت في حيرة من أمري, ما العمل ... إنها فعلا الفتاة التي قد يتمناها أي شاب ... بل التي أتمناها بالفعل ... ولكن ؟؟ ... هي طيبة لكني أعرف أنها ليست على درجة عالية من التدين ... ملابسها محترمة لكنها ليست المظهر الإسلامي الذي كنت أتمناه ... قد تمزح مع بعض الزملاء ... قد لا تكون ملتزمة في صلاتها ... كما أنها بالنسبة لسنها قد يشكل الأمر بعد ذلك مجرد مغامرة عاطفية ... وبما أنني لا استطيع التقدم لأهلها فربما تشير علي بالتعرف على بعضنا أكثر والتكلم والخروج و .... لأقع في نفس المشكلة التي كنت أهرب منها في الكلية .....
لا أعلم ماذا أفعل ... صدقني الموقف صعب ... لكن الحلول أصعب ... أخذت أجول بعيني في الغرفة ... نظرات خاوية ... حائرة ... حتى وقع نظري على شئ ... ثم اتخذت قراري ...

----------------------------------------------------

في المحاضرة التي تلت تلك الأحداث حضرت مبكرا ... جلست شاردا بين أصدقائي الذين كانوا لا يزالون يتحدثون عما سيفعلونه في الأجازة ... ودخلت من الباب ... لمحتها ... ونظرت إلي ... ثم أدار كلانا بصره ... لكن تلك النظرة حركت قلبي ... هززت رأسي ... ونفضت الأفكار من راسي ... وبدأت المحاضرة ..
انتهينا ... وبدأت أستعد للمواجهة ... ولحظة الصراحة ... خرجت من القاعة .. وجدتها وسط زميلاتها
- هيام ... ممكن لحظة

ناديت عليها فأتت بكل هدوء ... وقفنا بعيدا قليلا تجنبا لكلمات الزملاء الذين دائما ما تندفع منهم التعليقات كمدفع لا يعرف وجهته ... وقفنا ... سكتنا قليلا ... ثم تكلمت ...

كلمتها عن كل شئ ... عن سبب انعزالي ... عن مشاعري ... عن ظروفي ... ولكلما تحدثت كلما زاد إشراق وجهها, خصوصا بعد أن عرفت إعجابي بها ... ثم جاء الخبر ... أخبرتها أني في الوقت الحالي لا أقدر على الزواج أو التقدم لأهلها .. أخبرتني أنه لا مشكلة .. وأن بإمكاننا الانتظار .. وأن نتقابل ونتبادل أرقام الهاتف و ....

هنا ... تكلمت معها عن اختياري ... لا أستطيع ان أفعل ما أعرف أنه خطأ ... وبما أنني لا أستطيع فعل الصواب في المرحلة الحالية ... فالحل هو الابتعاد ...

سكتت ولم ترد ... مددت يدي إلى الحقيبة وأخرجت منها ذلك الشئ الذي لمحته في غرفتي ... كتاب ... وأعطيته إياها .. قلت لها :

اقري ده ... وهتفهمي أكتر

نظرت إلى الكتاب ... تطلعت إليه مليا ... ثم نظرت إلى ... ابتسمت ... لكني أرى في عينيها كسرة حزن ... شكرتني وتمنت لي حياة طيبة ... ثم انصرفت ...

انصرفت وأنا أتطلع إليها ... رحلت ... هكذا, وبكل بساطة ... ماذا فعلت ؟؟؟ ... أبعد كل هذا وبعد أن وجدتها ترفضها وتجعلها تنساب من بين يديك ... أبعد أن سقطت النجمة أمام ناظريك تُعرض عنها وتسير في اتجاه آخر ؟؟؟ ... هل جننت ؟؟

هممت أن أرفع يدي .. أن أناديها .. ولكن ... نداء خافت تردد ... تشجع ... قاوم .. إنه ابتلاء ...

تراجعت بقلب منفطر وروح كسيرة ... لكن ... جددت نيتي ... تركت كل شئ لك يا رب ...

وسرت ... وحيدا ... في طريقي ...

------------------------------------------

كان آخر مرة رأيتها في آخر يوم من امتحاناتنا ... كانت تبدو هائمة شاردة ... و .... تخرجنا

أكملت حياتي ... واتخذت خطوات مهمة ... الالتحاق بالخدمة العسكرية ... ثم الحصول على وظيفة أفضل ترقيت فيها بسرعة بفضل الله ثم الاجتهاد في العمل ... كنت أعتبر كل ذلك تعويضا لي من الله عن تركي لهيام ... وإن كان تذكرها في أحيان كثيرة يهيج المشاعر في صدري ... فأشيح وجهي سريعا عن شلال الذاكرة لأغرق في العمل أكثر وأكثر ...

وبدأت الست الوالدة في التصرف كأي أم ... "عايزين نفرح بيك" ... لتبدأ سلسلة أخرى من حياتي ...

أخبرتني والدتي أن هناك عروسة ... ذهبنا ... وتكلمنا ... ولم أرتح بعد الاستخارة ...

عروسة أخرى ... ليست الفتاة التي كنت أتمناها ... تذكرت هيام ... وكيف لو أني كنت وقتها في وضعي الحالي لكنت آآآآآآه ... استعذت بالله من هذه النفس اللوامة .. وانتظرت ...

عروسة ثالثة ... ذهبت مع أمي ... جلسنا مع والديها ... طيبون .. أخلاق نادرة من أيام لم تعد لها نفحات في زماننا هذا ... لم يبق إلا الفتاة ... علمت أنها ترتدي النقاب ... قررت أن أراها رؤية شرعية قبل الاستخارة ...

دخلت الأم ... أتت بها ... دخلت ... فجأة تسمرت عند الباب قليلا ... لم أنظر, ولكني انتبهت ... انسحبت بسرعة, حديث هامس بينها وبين أمها ... ياللبنات ... هل سترفضني لمجرد انها لم ترتح لشكلي مثلا ... أو لأني "مش لابس روش" .. ضحكت ... دنيا غريبة ... وقررت أن أكمل الأمر لنهايته مع الميل بأن أنهيه بعدما حدث ... ذكريات ... ريهام .. ليس ثانية ... نفضت رأسي ... ثم دخلت الفتاة وأمها ...

جلست الفتاة ... طلبت منها أمها إنزال النقاب وهي تبتسم ... بدأت الفتاة تخلعه... عجيب أمر الأم ... هل أقنعت ابنتها بتغيير رأيها ... لا يهم المهم هو أن .....

لا ... جفت الكلمات في حلقي ... هل أتطلع إليها فعلا ... إلى هيام ؟؟؟ ....

أخذت انظر دون أن أتكلم ... أقنع تلك العينين المسكينتين بما ترى ... أهي حقا ... كانت تنظر إلى الأرض ... ووجهها منير مع ابتسامة ملائكية وخدود محمرة من الخجل كأنها وردة حمراء تعرض جمالها للناظرين ...

طال سكوتي ... ونظرها للأرض ... وتبسم أمها ... نظرت لي أمي بتوتر .. وتحدث والدها:

خير يابني في حاجة ولا إيه ..؟؟؟

هيــــ ... احم ... هيام ... مش حضرتك هيام ؟؟؟

زادت ابتسامتها وحمرة خديها ... وردت أمها :

أيوه يابني ... مش انت برضه أحمد .. اللي كان زميلها في الجامعة ؟؟؟

أومأت برأسي إيجاباً ... إذا هذا ما كانت تحدث عنه أمها منذ قليل ...

رد أبوها :

الله ... شكل كله يعرف بعضه ... مش تعرفونا بقى ؟؟؟

تكلمت دون أن أرفع بصري عنها :

أنا أحمد يا عمي ... وجي أطلب إيد بنت حضرتك ... هيام ...

لا أعرف ما قيل بعد ذلك ... ولا أريد أن أعرف ... تبادلوا الكلمات والضحكات والاتفاقات ... كل ذلك وأنا غارق في عالمي معها ... لا أصدق نفسي ... يالكرمك يا رب ... هل أستحق كل هذا ؟؟؟ كل هذه النعم ؟؟ .... اللهم لك الحمد ...

انتهينا بالاتفاق التام وانتظار الاستخارة ... وجاء ردانا بعدها بالراحة ... لتعلن الأفراح ... ويتم خطبتي على هيام وأنا أحس أن جبال الأرض لو وزنت سعادتي لطاشت أمامها ...

أصبحت أيامي كلها سعادة ... وفي أول زياراتي لها مع أهلها ... ناولتني لفافة مغلفة بعناية :

إيه ده يا هيام ؟؟؟

هدية

كده من غير مناسبة

ضحكت بحياء وردت :

ممكن بمناسبة الخطوبة

سألتها وأنا أفتحها :

عبارة عن إيه الهدية دي ؟؟

قصتي ... وقصتك

وفتحتها ... كان ذلك الكتاب الذي أهديتها إياه عندما كنا في الكلية ...

كتاب يلخص قصتي بالفعل

وقصتها

وقصة كل من فعل ما فعل لله

كتاب بعنوان "من ترك شيئا لله ... عوضه الله خيراً منه"




رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تكون, قِبل, قصتك

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 07:04 AM



جميع الحقوق محفوظة الى اف اكس ارابيا www.fx-arabia.com

تحذير المخاطرة

التجارة بالعملات الأجنبية تتضمن علي قدر كبير من المخاطر ومن الممكن ألا تكون مناسبة لجميع المضاربين, إستعمال الرافعة المالية في التجاره يزيد من إحتمالات الخطورة و التعرض للخساره, عليك التأكد من قدرتك العلمية و الشخصية على التداول.

تنبيه هام

موقع اف اكس ارابيا هو موقع تعليمي خالص يهدف الي توعية المستثمر العربي مبادئ الاستثمار و التداول الناجح ولا يتحصل علي اي اموال مقابل ذلك ولا يقوم بادارة محافظ مالية وان ادارة الموقع غير مسؤولة عن اي استغلال من قبل اي شخص لاسمها وتحذر من ذلك.

اتصل بنا

البريد الإلكتروني للدعم الفنى : support@fx-arabia.com
جميع الحقوق محفوظة اف اكس ارابيا – احدى مواقع Inwestopedia Sp. Z O.O. للاستشارات و التدريب – جمهورية بولندا الإتحادية.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024 , Designed by Fx-Arabia Team