منشطو السوق السوداء يربطونها بالزيادة في الأجور
شهد أسعار العملة الصعبة في السوق الموازية ارتفاعا محسوسا بداية هذا الصيف، حيث قاربت العملة الأوروبية مستوى 15 ألف دينار مقابل 100 أورو، في حين استقرت العملة الأمريكية في حدود 90 ,11 ألف دينار مقابل 100 دولار. ولا يستبعد منشطو السوق السوداء أن تكون الزيادة في الأجور من الأسباب الرئيسية.
سجلت أسعار العملات الصعبة، في مختلف نقاط بيعها غير الشرعي في العاصمة، مستويات عالية خلال يوم أمس، حيث تداول منشطو السوق السوداء أسعار 90, 14 ألف دينار لبيع 100 أورو، في حين أن شراءهم لهذه القيمة من العملة الأوروبية تم تحديده في مستوى 80, 14 ألف دينار. أما بشأن العملة الأمريكية فقد بلغت أسعارها عند البيع مستوى 90, 11 ألف دينار مقابل 100 دولار، وعند الشراء 80 ,11 ألف دينار مقابل 100 دولار.
ومع ارتفاعها المسجل أمس، إلا أن الأسعار قد تراجعت مقارنة مع قيمها المسجلة في الأسبوع الماضي. وأكد أحد عارضي تلك العملات في بور سعيد بالعاصمة أن الأسعار في تراجع مستمر، فقد كانت الأسبوع الماضي تتجاوز 15 ألف دينار لـ100 أورو، وأضاف أن هذا الاتجاه سيتواصل خلال الأسابيع المقبلة، دون أن يوضح أسباب ذلك. ورأى بائع عملة آخر أن التراجع المنتظر للأسعار، خلال الأيام القادمة، يعود أساسا لاحتمال أن يرتفع العرض، بفعل دخول عدد من المغتربين الجزائريين من الخارج، حاملين معهم كميات من الأوراق النقدية الأوروبية، وهو أمر طبيعي يتم ملاحظته خلال مواسم الاصطياف سنويا، حسبما أشار إليه المتحدث.
وعن أسباب ارتفاع الأسعار بداية الشهر الجاري، فقد أرجع عدد من منشطي السوق السوداء ذلك إلى ارتفاع في الطلب الوطني مع مقربة الصيف الذي سيحل خلاله شهر رمضان، وهو شهر يفضل أداء العمرة أثناءه. وبالمقارنة مع صيف السنة الماضية فإن سعر 100 أورو، على سبيل المثال، ارتفع بما يتجاوز 2300 دينار. ولا يمكن تفسير هذه الزيادة الكبيرة، في فترة تقل عن سنة واحدة، إلا بظاهرة الزيادة في أجور فئات كبيرة من عمال القطاع العام، وعلى وجه الخصوص الوظيف العمومي، كون مستخدمي مختلف القطاعات قد استفادوا من الحصول على مؤخرات الزيادة في الأجور بأثر رجعي، ما يفتح لهم المجال للإنفاق أكثر، خصوصا في مواسم الاصطياف، مع استغلال العطل الصيفية للسفر إلى الخارج، وطلب العملة الصعبة، على حد قول أحد الباعة.
ويأتي الاتجاه التصاعدي الذي سجله سعر الأورو في السوق السوداء في الجزائر في سياق معاكس لسعره في البورصات العالمية، كونه يتراجع مقارنة مع عملتي الدولار الأمريكي والين الياباني، وهذا تحت تأثير الأزمة الأوروبية. وقد تراجع سعر الأورو خلال أمسية أول أمس إلى 2358 ,1 دولار، بعد أن كان في حدود 2366, 1 دولار أمسية الأربعاء من الأسبوع الماضي.