محاولات الدولار للارتفاع، فاشلة حتى الآن
خلال الجلسة الأوروبية، شهدنا الدولار الأمريكي يحاول مراراً تحقيق المكاسب على العملات الأجنبية، لكن كل ما استطاع فعله هو تقليص خسائره لا أكثر، فحتى مع بيانات التضخم الأوروبية التي جاءت أقل من التوقعات مشيرة إلى استقرار مستوى التضخم عند 2.7%، و حتى كذلك مع بيانات ألمانيا التي أشارت إلى أن التغير في البطالة انخفض أيضاً أقل من المتوقع، و حتّى مع انكماش كبير جداً و غير متوقع في مبيعات التجزئة الألمانية، حافظ سعر صرف اليورو على مكاسبه هذا اليوم مقابل الدولار الأمريكي ليتقدّم نحو إنهاء اليوم الرابع على التوالي من الارتفاع مقابل الدولار.
إن التفاؤل الذي يسود الأسواق المالية ممتاز، حيث أن التصويت يوم أمس لصالح خطّة التقشّف اليونانية أعطت المتداولين سبباً لان ينخفض قلقهم تجاه احتمالية وقوع اليونان في مشكلة العجز عن السداد أو حتى الإفلاس الذي كان يخشاه المتداولون، خصوصاً بعد أن أشار تريشيت سابقاً إلى أن الوضع حرج جداً و خطير، و مع الموافقة على خطط التقشّف، سوف يتم منح اليونان خطط الإنقاذ من صندوق النقد الدولي و الدول الأوروبية، و هذا ما دفع المتداولين لتفاؤل كبير هذا اليوم.
حتى مع انتظار المتداولين للتصويت على تغيرات في الدستور بما يتناسب مع الخطط التقشفّية التاريخية، إلا أن قرار يوم أمس أعطى الميل الأكبر هذا اليوم لأن نرى موافقة على البنود و تعديل القوانين التي تسمح في التطبيق، و بذلك، بقي سعر صرف اليورو في مستوياته المرتفعة مقابل الدولار الأمريكي محققاً ارتفاعاً من سعر 1.4426 دولار لليورو الواحد، ليلامس الأعلى عند مستوى 1.4521 دولار لليورو. التداولات الحالية لسعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي ما زالت مستقرة فوق مستوى الدعم 1.4440، و هذا ما قد يبقي الإيجابية العامة لتداولات سعر صرف اليورو هذا اليوم بحسب التحليل الفني أيضاً، حيث أن التداول فوق ذلك المستوى يرجّح اختبار مستوى المقاومة 1.4585 دولار لليورو الواحد. يجب أن نعلم بأن مؤشرات العزم متشبعة في الشراء، و هذا يعني ضرورة ثبات مستوى الدعم المشار له، حيث أن كسر ذلك المستوى قد يكون مسئولاً عن دفع سعر صرف اليورو لاختبار مستوى 1.4375.
لم يكن الجنيه الإسترليني هذا اليوم محظوظاً كما كان اليورو، فقد انخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل سلّة العملات الأجنبية منها الدولار الأمريكي أيضاً. رغم انخفاض سعر صرف الدولار و محاولات الدولار الفاشلة لتعويض خسائره مقابل العديد من العملات، إلا أن سعر صرف الجنيه الإسترليني انخفاض بعد أن لامس الأعلى عند مستوى 1.6117 دولار للجنيه الإسترليني الواحد ملامساً الأدنى عند مستوى 1.5971 دولار للجنيه الإسترليني الواحد. إن سعر الفائدة القليل في البنك البريطاني، و كذلك الحفاظ على سياسات البنك المالية تجاه التسهيلات الائتمانية، أسباب تدفع المتداولين لتفضيل العملات ذات العائد الأكبر، و العملات للدول التي تتجه فيها البنوك لمتابعة أخطار التضخم من خلال وضع احتماليات رفع الفائدة كما في أوروبا و العديد من الدول الأخرى، فبريطانيا الآن تعاني انخفاضاً حاداً في أداء القطاعات يهدد في الانكماش،مما يستدعي بقاء البنك البريطاني على موقفه الحالي.
بالنسبة للتحليل الفني، فهو يشير إلى أن تداول سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي ما دون مستوى 1.6045 أعاد الضغوط السلبية على الزوج، و قد يكون ذلك سبباً لأن نعود و نرى ضغوطاً سلبية على الزوج تأخذه لاختبار مستوى 1.5960 جنيه للدولار الواحد. لكن يجب أن نعلم، بأن استقرار الزوج فوق مستوى 1.6125، قد يضعف كثيراً فرصة الدولار للارتفاع حتى مقابل الجنيه الإسترليني الذي اتسم في الضعف هذا اليوم.
فق الدولار الأمريكي كل مكاسبه التي حققها هذا الأسبوع مقابل الين الياباني، فعمليات جني الأرباح الهائلة على الدولار الأمريكي في سبيل الاتجاه نحو الاستثمارات الأكثر عائداً، سببت انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي من مستوى 80.86 ين للدولار الواحد نحو مستوى 80.29 ين للدولار، و ما زال الدولار الأمريكي يشهد ضغوطاً كبيرة نسبياً مقابل الين الياباني هذا اليوم، وسط اتجاه المتداولين لبيع الدولار بعد ارتفاع الثقة في الأسواق المالية.
باتت فرص الدولار الأمريكي للارتفاع مقابل الين الياباني قليلة، حيث أن الفشل في الاستقرار فوق مستويات 81.10 و 81.50، أفقدت الدولار عزمه الصاعد عند تلك المقاومات الهامة، و بذلك اتجه هبوطاً ليحقق كسراً لمستوى 80.75 و هذا ما أعاد الدولار للتداول بين ذلك المستوى الذي أصبح مقاومة هامة، و مستوى الدعم الأقرب على الزوج عند 80.05 ين للدولار الأمريكي الواحد.
لا تنتهي حكاية حركة أسواق العملات الأجنبية هنا، بل نحن في انتظار بيانات غاية في الأهمية هذا اليوم، بداية مع بيانات الناتج المحلي الإجمالي الكندي لشهر نيسان، و التي تشير توقعاتها إلى احتمال انكماش الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 0.1%، كذلك نحن في انتظار بيانات أمريكية من المحتمل أن تظهر لنا انخفاض مؤشر شيكاغو لمدراء المشتريات متن مستوى 56.6 إلى 54.0 نقطة، و بيانات طلبات الإعانة الأسبوعية و التي بالرغم من أنها من المحتمل أن تشير إلى انخفاض في الطلبات، إلا أنها ما زالت في مستويات فوق 400 ألف كإشارة إلى ضعف أسواق العمل الأمريكي.
بالنسبة لسعر صرف الدولار الكندي هذا اليوم، فقد انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي بشكل حاد لليوم الرابع على التوالي، و ذلك لأننا نرى الدولار الكندي يستفيد من ارتفاع أسعار السلع و الأصول في العالم مع تحسّن مستويات الثقة، و رغم البيانات السلبية المتوقعة من كندا، إلا أن ضعف الدولار و ارتفاع أسعار السلع أهمها النفط، كان له دور كبير في دفع سعر صرف الدولار الأمريكي للانخفاض هذا اليوم مقابل الدولار الكندي من مستوى 0.9823 إلى مستوى 0.9651 دولار كندي للدولار الأمريكي الواحد قبل أن يعود الزوج ليتداول في مستويات حول 0.9660، و هذا أيضاً ما زال يشير إلى ضعف الدولار مقابل الدولار الكندي هذا اليوم.