محافظ البنك المركزي الأسباني يستقيل من منصبه قبل الموعد المقرر بشهر
أفافت الاقتصاديات الأوروبية اليوم على خبر استقالة محافظ البنك المركزي الأسباني بوقت أبكر مما كان مقرر و ذلك وسط الانتقادات اللادغة التي تعرض لها بعد تأميم مصرف بنكيا، و هذا النبأ ما دفع اليورو للانخفاض لمستويات 1.2450 الادنى منذ حوالي عامين، و شحن العائد على السندات الأسبانية للارتفاع لمستويات 7%.
قدم محافظ البنك المركزي ميغيل فرنانديز أوردونيز استقالته من منصبه قبل موعده المقرر بشهر، في ظل انتقادات حادة نتيجة التأميم الجزئيء لمصرف بنكيا، و سوف يترك منصبه في 10 من حزيران بدلا من 12 من تموز، و كان رئيس الوزراء ماريانو راخوي قد أيد هذه الخطوة بعد لقائه مع أوردونيز.
تعرض محافظ البنك الذي تم تعينه من قبل حكومة ثاباتيرو الإشتراكية عام 2006 إلى انتقادات حادة بعد تأميم المصرف الذي يعد الأكبر تعرضا بين البنوك الإسبانية للقروض العقارية في التاسع من آيار الجاري.
حصل مصرف بنكيا على 4.5 مليار يورو من الأموال الحكومية عام 2010، في ظل سعي لضبط ايقاع البنوك وتنظيف محافظها، لكنه عاد يوم الجمعة الماضي وطلب 19 مليار يورو، وهو مبلغ ضخم بالنسبة لمصرف واحد فقط.
تتسلط الأضواء في الوقت الراهن على أسبانيا اكثر من الانتخابات اليونانية التي كانت محط أنظار المستثمرين خلال الفترة الماضية، فتمركز العيون على أسبانيا رابع اكبر اقتصاد في منطقة اليورو وسط تدهور اداء القطاع المصرفي و التوقعات بان البلاد سوف تقوم بطلب خطط إنقاذ لدعم بنوكها المنهارة.
على الرغم من تصريحات رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي التي صدرت مؤخراً بأنه بلاده قد تجد صعوبة كبيرة في تمويل نفسها، إلا أنه أكد يوم في وقت سابق من الأسبوع بأن بلاده لن تطلب مساعدات مالية أو خطط إنقاذ دويلة لدعم القطاع المصرفي لديه، مؤكداً "لن يكون هناك خطط إنقاذ اسبانية للقطاع المصرفي".
تخافت الأضواء عن اليونان خلال الأيام القليلة الماضية و هذا بعد استطلاع الرأي الأخير الذي جرى في اليونان عن الانتخابات المقررة في 17 من حزيران القادم ، و التي أشارت لارتفاع شعبية حزبي الديمقراطية الجديد، المؤيد لخطة الإنقاذ ، و حزب سيريزا - المناهض للخطة الإنقاذ ،و هذا من المتوقع أن ينتج برلماناً معلقاً سوف يساهم في تشكيل حكومة ائتلافية جديدة.
تحاول الحكومة الأسبانية ضبط الارتفاع الكبير في تكالبف الاقتراض التي وصلت مستويات 7% قريبة من المستويات التي وصلت إليها حينما طلبت اليونان و ايرلندا و البرتغال خطط إنقاذ، و أما عن الفرق بين عائد السندات الأسبانية و الألمانية ذات امد 10 أعوام فقد ارتفع بالأمس لأعلى مستوى منذ 1999.
و اليورو مقابل الدولار الأمريكي يتداول حاليا حول مستويات 1,2463 و سجل الأدنى عند مستويات 1,2456 مقارنة بسعر الافتتاح عند 1,2500 و كانت المستويات العليا عند 1,2505.
يتوقع اليوم ان تواصل الأسواق المالية انخفاضها بعد البداية المحبطة من أسبانيا، و مع ترقب المستثمرين لتقرير الثقة من منطقة اليورو خلال الشهر الماضي و الذي من المتوقع أن يشير لمواصلة انخفاض مؤشر مناخ الأعمال و الثقة بالاقتصاد بشكل أكبر وسط تفاقم أزمة الديون السيادية و التوقعات بخروج اليونان من منطقة اليورو.