الاندبندنت: يوم الحساب في مصر
الجمعة، 28 يناير/ كانون الثاني، 2011، 04:08 GMT
الصحف البريطانية الصادرة صباح الجمعة اهتمت بشكل واسع بالتطورات في مصر وتصاعد
حدة التوتر قبل ساعات من خروج قوى المعارضة والشباب المصري في تظاهرات للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس المصري حسني مبارك.
صحيفة الاندبندنت نشرت على صفحتها الرئيسية مقالا للكاتب روبرت فيسك تحت عنوان " يوم الحساب في مصر"
وعرضت صورة كبيرة للأدوات التي تستخدمها قوات مكافحة الشغب لقمع المتظاهرين.
يطرح الكاتب في بداية المقال تساؤلا " يوم الجمعة هل هو يوم للصلاة أم يوم الغضب"؟ ويقول فيسك إن مصر بأكملها في انتظار ما سيسفر عنه هذا اليوم فضلا عن حلفائها الغربيين بعد ليال من العنف هزت ثقة الولايات المتحدة في نظام الرئيس مبارك "الطاعن في السن" الذي يتمسك بالسلطة.
وذكرت الصحيفة أنه حتى الآن قتل خمسة أشخاص خلال الاشتباكات مع الشرطة المصرية كما تم اعتقال ألف شخص واعتدت الشرطة بالضرب على النساء ولأول مرة تم إشعال النار في مقر للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.
وأضافت أن هناك الكثير من الشائعات تتردد وسط هذه الأجواء ما بين تقارير عن فرار أحد مستشاري مبارك إلى لندن ومعه 97 حقيبة مليئة بالنقود وتقارير أخرى تتحدث عن غضب الرئيس من كبار ضباط الأمن وتوجيههم بعدم التعامل بقسوة مع المتظاهرين.
ويقول فيسك إن محمد البرادعي زعيم المعارضة والحائز على جائزة نوبل والمسؤول السابق في الأمم المتحدة سابقا عاد إلى مصر مساء الخميس ولكن لا أحد يعتقد ، ربما باستثناء الامريكيين ، أنه سيكون محورا لحركات الاحتجاج التي انتشرت في شتى أنحاء البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن المتظاهرين الغاضبين طلبوا من أفراد الشرطة المنتشرين في البلاد الانضمام إليهم وأن هؤلاء المتظاهرين يرفضون التفاوض ولهم مطلب واحد هو أن يغادر مبارك البلاد.
وأضاف الكاتب أن البعض يتحدث عن ثورة في مصر ، ولكن ليس هناك من يحل محل رجال مبارك فهو نفسه لم يعين نائبا له مشيرا إلى حديث أجراه مع صحفي مصري ذكر خلاله الصحفى أنه يشعر بالأسى تجاه مبارك الذي يعيش في وحدة وعزلة.
ويرى الكاتب أن الحكومة المصرية تختبيء وراء القوة الغاشمة لأجهزة الأمن وأنها عاجزة أمام ثورة البشر وثورة التكنولوجيا وتبادل المعلومات على صفحات الانترنت.
ووفقا للكاتب فإن النظام المصري ورط نفسه في عدة مشاكل أهمها عدم وجود القائد البديل بعد أن عمد النظام إلى طمس وإبعاد أي شخص يملك الشخصية القيادية واعتقال وحبس النشطاء.
ويضيف أن الولايات المتحدة ودول الغرب تطالب الحكومة بالاستماع لمطالب المتظاهرين ولكن من هؤلاء ومن قائدهم ،هم المواطنين الذين عانوا على مدار عقود من الذل والقهر.
إصلاح ليس ثورة
صحيفة الديلى تلجراف تناولت الموضوع أيضا ونشرت مقالا تحليليا تحت عنوان " مصر تحتاج إلى إصلاح وليس ثورة".
الدول الغربية طالبت الحكومة المصرية بعدم قمع المظاهرات
وتقول الصحيفة إن تصريحات وزير الخارجية البريطاني وليام هيج زادت من الضغوط الدولية التي تمارسها الدول الغربية على الحكومة المصرية بضرورة التحلي بضبط النفس في تعاملها مع المظاهرات الغاضبة ضد حكم الرئيس مبارك.
ونقلت الصحيفة عن هيج مطالبته للحكومة المصرية بضرورة " الاستماع إلى المتظاهرين وضمان حرية التعبير والتجمع" وهي الدعوة التي جاءت بعد دعوات مماثلة من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى تشعر بالقلق إزاء الاجراءات القمعية التي تقوم بها قوات الأمن تجاه الاحتجاجات التي تعد الأكبر منذ ثلاثة عقود.
وذكرت التلجراف أن ارتفاع البطالة والغلاء وازدياد موجة الاستياء من الحكم القمعي للرئيس مبارك كانت من الأسباب الرئيسية التي دفعت الآلاف من المصريين إلى النزول الى الشوارع للتعبير عن غضبهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن كثير من منظمي الاحتجاجات من الشباب المتعلمين من الطبقة المتوسطة الذين شعروا بالاحباط لانعدام الفرصة المتاحة لهم في بلد خضع لقانون الطوارئ منذ اغتيال الرئيس السابق أنور السادات في عام 1981.
وأضافت أنه بدلا من أن تقوم الحكومة بالاستماع لمطالب المحتجين شنت حملات اعتقال جماعي، والآن هي متهمة بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت التي يستخدمها منظمو الاحتجاجات لتنسيق حملاتهم.
وحذرت من أن نظام مبارك يمكن أن يكون مصيره الفناء مثلما أطاحت الاحتجاجات في تونس بنظام الرئيس زين العابدين بن علي إذا ما أصرت الحكومة على تحدي إرادة الشعب المصري.
تحديات
الجارديان تناولت أيضا التطورات في مصر وقالت إن الرئيس مبارك يواجه الآن تحديات على عدة جبهات مع
خروج الآلاف للمشاركة في أكبر احتجاجات تشهدها مصر منذ عقود والتي سيشارك فيها أحد أكبر منتقدي مبارك
وهو محمد البرادعي الذي دعا صراحة إلى "نظام جديد" بديلا لنظام مبارك.
البرادعي طالب الرئيس مبارك بالرحيل
وأَضافت الصحيفة أنه مما يضاعف من تأزم الموقف لمبارك الذي حكم البلاد على مدار ثلاثة عقود هو إعلان جماعة الإخوان المسلمين مشاركتها في الاحتجاجات.
ونقلت الصحيفة عن البرادعي قوله لدى وصوله إلى القاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة " هذه لحظة حرجة في تاريخ مصر ولهذا حضرت لمشاركة الشعب هذه اللحظة".
ووفقا للجارديان فإن حواجز أمنية ورجال جهاز أمن الدولة منعوا الجماهير من استقبال البرادعي ولكن ذلك لم يمنعهم عند رؤيته من الصياح " نريدك معنا غدا يا دكتور".
ونقلت الصحيفة أيضا عن شاب مصري يعمل طبيب أسنان ويدعى شريف قوله " نحن مصريون ومن واجبنا استقبال البرادعي الذي نريده أن يقودنا إلى التغيير الذي نسعى إليه".
ورفض شريف الانتقادات التي وجهت للبراعي لتأخره في الانضمام للاحتجاجات قائلا " هذا ليس دوره أن يحتج، نحن من نخرج إلى الشارع للاحتجاجات ونريده فقط أن يكون قائدا لنا ورمزا لما بعد، وهو ما نفتقده الآن".
حاجز الخوف
الفاينانشيال تايمز ركزت في مقالها الذي تصدر صفحتها الرئيسية تحت عنوان " زيادة الضغوط على مبارك" على وصول البرادعي إلى مصر ونقلت عنه قوله " إن حاجز الخوف انكسر ولن يعود مرة أخرى".
وذكرت الصحيفة أن البرادعي كان من المقرر أن يعقد اجتماعات مع زعماء وقادة القوى السياسية المعارضة للإعداد إلى رد سياسي على نظام الرئيس حسني مبارك.
وتناولت الصحيفة أيضا تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الأوضاع في مصر والتي أضوح فيها أن " الإصلاحات السياسية ضرورية بشكل مطلق" من أجل مصر على المدى البعيد.
ونقلت الصحيفة أيضا عن عبد الجليل مصطفى المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير التي يقودها البرادعي قوله إن المعارضة حددت مطالبها وهي انهاء حكم الرئيس مبارك وحل البرلمان وتشكيل حكومة انتقالية.
وأشارت الفاينانشيال تايمز إلى أن الأوضاع في مصر أثرت على البورصة المصرية التي سجل مؤشرها أكبر انخفاض له منذ عامين مع زعزعة ثقة المستثمرين في استقرار نظام الرئيس مبارك.