التحليل الأساسي للمعادن الثمينة
هل سوف تعود العلاقة العكسية بين الذهب و سعر صرف الدولار ؟
خلال الفترة الماضية عندما انخفضت أسعار العملات الأجنبية انخفاضاً حاداً مقابل الدولار الأمريكي مما دفع في المستثمرين لشراء الذهب كغطاء لمخاطر انخفاض سعر صرف العملات مقابل الدولار و بذلك كنا نرى بأن ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي كان يحمل في طياته ارتفاعاً في سعر الذهب. كذلك الأمر، نرى بأن المشاكل الاقتصادية التي مرّت في الاقتصاد الدولي و أهمها أزمة الديون السيادية الأوروبية كانت سبباً لدفع الدولار للارتفاع لإقبال المستثمرين إليه كملاذ آمن و كذلك استفاد الذهب من ذلك و ارتفع بسبب طلبه أيضاً كملاذ آمن أو استثمار بديل. بذلك اعتدنا أن نرى ارتفاع الذهب مرتبطاً بارتفاع الدولار إن جاز التعبير فيما الحقيقة تشير إلى أن انخفاض العملات خصوصاً اليورو و العديد من العملات كانت تحمل معها ارتفاعاً في طلب الذهب.
خلال الأسبوع الماضي، ارتفع سعر الذهب مرافقاً لانخفاض سعر صرف الدولار الكبير مقابل العديد من العملات الأجنبية، من جهة أخرى كانت البيانات الاقتصادية الأمريكية من أسواق الوظائف سلبية برغم استقرار مستوى البطالة عند 9.5%، حيث أن المستثمرين يرون أن هذا المستوى من البطالة مرتفع جداً و رافقه أيضاً فقدان كبير في الوظائف في الاقتصاد الأمريكي مما أشار إلى استمرار ركود القطاع الذي قد يكون سبباً في التأثير على القدرة الشرائية.
خلال تداولات يوم الجمعة الماضي و بتأثير من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي اعتبرت بيانات سلبية مشيرة إلى ركود أسواق الوظائف، ارتفع سعر الذهب بمقدار 0.90% و أغلق تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 1205.70 فيما ارتفع سعر الفضة بمقدار 0.65% بتأثير من انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي و أغلق تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 18.46 دولار للأونصة. البلاتين كان المعدن الأقل حظّاً بين هذه المعادن حيث أنه اكتفى بارتفاع مقداره 0.13% و أغلق عند تداولات 1571.00 دولار للأونصة الواحدة.
البيانات الاقتصادية السلبية يوم الجمعة كانت سبباً في انخفاض مؤشرات السلع، لكن هذا اليوم نرى بأن مؤشر S&P GSCI يتداول بارتفاع مقداره 2.55 نقطة عند مستوى 536.69 نقطة لكن في تداولات يوم الجمعة الماضي شهدنا انخفاضاً بمؤشر RJ/CRB للسلع حيث أن هذا الانخفاض حصل بالرغم من ارتفاع أسعار المعادن الثمينة التي تؤثر بشكل واضح في المؤشر لكن انخفاض سلع أخرى أهمها النفط كان سبباً في دفع المؤشر نحو الأسفل.
هذا اليوم، شهت الأسواق الآسيوية تذبذباً و اختلافاً بين الدول من ناحية أسواق الأسهم، أغلق مؤشر نيكاي الياباني على انخفاض مقداره 0.72% فيما نرى بأن مؤشر هانج سينج يتداول بارتفاع يزيد عن 0.20% بعد جولة متذبذبة جداً هذا اليوم.
الاختلاط في مؤشرات الأسهم دفع في المستثمرين لطلب المعادن الثمينة على شكل استثمار بديل أو على شكل تغطية و تخفيض للمخاطرة في المحافظ المالية. ذلك دفع في سعر الذهب للارتفاع هذا اليوم. في تمام الساعة 02:25 صباحاً بتوقيت نيويورك، نرى سعر الذهب يتداول بارتفاع مقداره 0.19% عند مستوى 1208.00 دولار للأونصة الواحدة فيما ارتفع سعر الفضة بمقدار 0.38% و يتداول في هذه اللحظات عند مستوى 18.53 دولار للأونصة الواحدة. لم يكن البلاتين هذا اليوم مرغوباً فيه من قبل المتداولين، و انخفاض انخفاضاً ملموساً مقداره 0.83% في وقت ابتعت المستثمرون عنه وسط القلق من كفاءة الطلب في العالم على الصناعة.
التداولات الإيجابية للذهب مستمرة، قد نرى هذا الأسبوع مزيداً من الاتجاه الصاعد في الذهب خصوصاً في ظل الحيرة التي تسود في الأسواق المالية كنتيجة اختلاف الآراء حول كفاءة الاقتصاد الدولي و استمرار تعافيه و بين ضعف الاستهلاك و قطاعات الوظائف و غيرها من القطاعات. من هنا، قد نرى طلباً على الذهب على شكل استثمار بديل أو احتياطي تخفيض مخاطرة مما قد يدفع في سعره لمزيد من الارتفاع خلال هذا الأسبوع.