بعد مرور 78 على اكتشاف البترول.. كيف غير "الذهب الأسود" الحياة في السعودية؟
يصادف يوم 3 مارس/آذار الذكرى الـ 78 لاكتشاف البترول في المملكة العربية السعودية، الأمر الذي ساهم بقوة في تغيير شكل الحياة في شبة الجزيرة العربية.
بدأت القصة في العام 1933، حين منحت السعودية حقّ التنقيب عن البترول لشركة “ستاندر اويل” أو “كاسوك” الأميركية في المنطقة الشرقية، وهي المنطقة التي بدأ فيها التنقيب في العام 1935، وتمّ حفر أول بئر للبترول بمنطقة قبة الدمام.
ستينكي.. و”الذهب الأسود”
عمليات الحفر لم تسفر عن نتيجة جيدة طيلة ذاك العام، إلى أن وصل الجيولوجي الأميركي ماكس ستينكي، الذي ظل يختبر الطبيعة الجيولوجية للمملكة ويؤكد إمكانية وجود كميات تجارية من البترول في تلك المنطقة.
وفي 3 مارس/آذار 1938، أعلنت السعودية عن اكتشاف بئر “الدمام 7” شرق المملكة، والذي وصل إنتاجه إلى 100 ألف برميل بعد أسابيع من بداية الاستخراج.
وكانت بداية تصدير النفط في العام 1939 عندما خرجت أول ناقلة محملة بالبترول من البلاد.
لكن عمليات الحفر والتنقيب قلت خلال الحرب العالمية الثانية وكان النفط المستخرج يذهب لدول الحلفاء، وفي العام 1944 تم تغيير اسم شركة “كاسوك” إلى “آرامكو” أو “الشركة العربية الأميركية”.
النفط يتحول إلى أهم سلعة
كانت السعودية تعتمد على عائدات الحج والعمرة كمصدر رئيسي للدخل، وعقب اكتشاف البترول أصبحت عائدات تصدير النفط الخام تشكل 90% من دخل البلاد، ثم قل تدريجياً بعد اعتماد الدولة على مصادر أخرى غير نفطية.
أما السكان، فكانوا يعملون برعي الأغنام والزراعة والغوص في البحار لجمع اللؤلؤ، ليتحولوا بعد اكتشاف النفط إلى مهن أكثر عصرية كالطب والهندسة وغيرها من الأعمال المرتبطة بالصناعة.
كيف غيّر النفط الحياة في السعودية؟
في العام 1975، قامت السلطات السعودية ببناء مدينتين صناعيتين في ينبع والجبيل، خصصتا لتكرير النفط والبتروكيماويات والشحن، فارتفع متوسط دخل الفرد إلى 18 ألف ريالاً في العام 1981.
كما تحولت قدرة المملكة على توليد الكهرباء من 7,359 ميغاواط، إلى أكثر من 49,000 ميغاواط في العام 2010.
واستثمرت الدولة في البنية التحتية، فبنت خطاً للسكك الحديدة بطول 1378 كيلومتراً، وطرقاً بطول 48 ألف كيلومتراً، منها 4 آلاف كيلومتراً من الطرق السريعة، كما بنت جسراً يربط المملكة بالبحرين بطول 25 كيلومتراً.
وأنشأت البلاد 26 مطاراً، و4 موانئ عالمية في كلٍ من الدمام وجدة والجبيل وينبع.
ومنذ منتصف السبعينيات، أصبحت السعودية دولةً مانحةً واحتلت المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأميركية من حيث المساعدات التنموية التي تقدمها للدول المحتاجة، إذ بلغ ما تقدمه من أموال حوالي 49 مليار دولار بين العامين 1976 وحتى 2006.