FX-Arabia

جديد المواضيع











الملاحظات

استراحة اف اكس ارابيا استرح هنا و انسى عناء السوق و التداول



إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-03-2013, 01:15 AM   المشاركة رقم: 11
الكاتب
أمير سعيد
عضو متميز
الصورة الرمزية أمير سعيد

البيانات
تاريخ التسجيل: Nov 2012
رقم العضوية: 12256
الدولة: مرشد سياحي متفرغ لعمل الثروة حالياً
العمر: 45
المشاركات: 1,869
بمعدل : 0.43 يوميا

الإتصالات
الحالة:
أمير سعيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمير سعيد المنتدى : استراحة اف اكس ارابيا
افتراضي رد: #### الورشة الرسمية للسيرة النبوية #####


************
الحلقة الرابعة) فترة شبابه صلي الله عليه وسلم)
************

كان الشباب في مكة يلهون ويعبثون، أما محمد صلى الله عليه وسلم فكان يعمل ولا يتكاسل؛ يرعى الأغنام طوال النهار، ويتأمل الكون ويفكر في خلق الله، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم -بعد أن أوتي النبوة- ذلك العمل، فقال: (ما بعث الله نبيًّا إلا رعى الغنم) فقال أصحابه: وأنت؟ قال: (نعم، كنتُ أرعاها على قراريط لأهل مكة) [البخاري] وكان الله -سبحانه- يحرسه ويرعاه على الدوام؛ فذات يوم فكر أن يلهو كما يلهو الشباب، فطلب من صاحب له أن يحرس أغنامه، حتى ينزل مكة ويشارك الشباب في لهوهم، وعندما وصل إليها وجد حفل زواج، فوقف عنده، فسلط الله عليه النوم، ولم يستيقظ إلا في صباح اليوم التالي.

وعندما كانت قريش تجدد بناء الكعبة، كان محمد صلى الله عليه وسلم ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره، فقال له العباس عمه: اجعل إزارك على رقبتك يقيك الحجارة، ففعل، فخر إلى الأرض، وجعل ينظر بعينيه إلى

السماء، ويقول: إزاري.. إزاري، فشد عليه، فما رؤى بعد ذلك عريانًا.

التاجر الأمين:

وحين جاوز النبي صلى الله عليه وسلم العشرين من عمره أُتيحت له فرصة السفر مع قافلة التجارة إلى الشام، ففي مكة كان الناس يستعدون لرحلة الصيف التجارية إلى الشام، وكل منهم يعد راحلته وبضاعته وأمواله، وكانت السيدة خديجة بنت خويلد -وهي من أشرف نساء قريش، وأكرمهن أخلاقًا، وأكثرهن مالا- تبحث عن رجل أمين يتاجر لها في مالها ويخرج به مع القوم، فسمعت عن محمد وأخلاقه العظيمة، ومكانته عند أهل مكة جميعًا ، واحترامهم له؛ لأنه صادق أمين، فاتفقت معه أن يتاجر لها مقابل مبلغ من المال، فوافق محمد صلى الله عليه وسلم وخرج مع غلام لها اسمه ميسرة إلى الشام.

تحركت القافلة في طريقها إلى الشام، وبعد أن قطع القوم المسافات

الطويلة نزلوا ليستريحوا بعض الوقت، وجلس محمد صلى الله عليه وسلم تحت شجرة، وعلى مقربة منه صومعة راهب، وما إن رأى الراهب محمدًا صلى الله عليه وسلم حتى أخذ ينظر إليه ويطيل النظر، ثم سأل ميسرة: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ فقال ميسرة: هذا رجل من قريش من

أهل الحرم، فقال الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي، وباعت القافلة كل تجارتها، واشترت ما تريد من البضائع، وكان ميسرة ينظر إلى محمد ويتعجب من سماحته وأخلاقه والربح الكبير الذي حققه في مال السيدة خديجة.

وفي طريق العودة حدث أمر عجيب، فقد كانت هناك غمامة في السماء تظل محمدًا وتقيه الحر، وكان ميسرة ينظر إلى ذلك المشهد، وقد بدت على وجهه علامات الدهشة والتعجب، وأخيرًا وصلت القافلة إلى مكة فخرج الناس لاستقبالها مشتاقين؛ كل منهم يريد الاطمئنان على أمواله، وما تحقق له

من ربح، وحكى ميسرة لسيدته خديجة ما رأى من أمر محمد، فقد أخبرها بما قاله الراهب، وبالغمامة التي كانت تظل محمدًا في الطريق؛ لتقيه من الحر دون سائر أفراد القافلة.

زواج محمد صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة:

استمعت السيدة خديجة إلى ميسرة في دهشة، وقد تأكدت من أمانة محمد

صلى الله عليه وسلم وحسن أخلاقه، فتمنت أن تتزوجه، فأرسلت السيدة خديجة صديقتها نفيسة بنت منبه؛ لتعرض على محمد الزواج، فوافق محمد صلى الله عليه وسلم على هذا الزواج، وكلم أعمامه، الذين رحبوا ووافقوا على هذا

الزواج، وساروا إلى السيدة خديجة يريدون خطبتها؛ فلما انتهوا إلى دار خويلد قام أبو طالب عم النبي وكفيله يخطُب خُطبة العرس، فقال: (الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل، وجعل لنا بيتًا محجوجًا وحرمًا

آمنًا، وجعلنا أمناء بيته، وسُوَّاس حرمه، وجعلنا الحكام على الناس، ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل شرفًا ونبلاً وفضلاً، وإن كان في المال قلا، فإن المال ظل زائل، وقد خطب خديجة بنت خويلد وبذل لها من الصداق ما عاجله وآجله من مالي كذا وكذا، وهو والله بعد هذا له نبأ

عظيم، وخطر جليل) وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم السيدة خديجة، وعاشا معًا حياة طيبة موفقة، ورزقهما الله تعالى البنين والبنات، فأنجبت له ستة أولاد هم: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وعبدالله، والقاسم، وبه يكنى الرسول فيقال: أبو القاسم.

بناء الكعبة وقصة الحجر الأسود:

اجتمعت قريش لإعادة بناء الكعبة، وأثناء البناء اختلفوا فيمن ينال شرف وضع الحجر الأسود في مكانه، واشتد الخلاف بينهم، وكاد أن يتحول إلى حرب بين قبائل قريش، ولكنهم تداركوا أمرهم، وارتضوا أن يُحكِّموا أول داخل عليهم وانتظر القوم، وكل واحد يسأل نفسه: ترى من سيأتي الآن؟ ولمن سيحكم؟ وفجأة تهللت وجوههم بالفرحة والسرور عندما رأوا محمدًا يقبل عليهم، فكل واحدٍ منهم يحبه ويثق في عدله وأمانته ورجاحة عقله وسداد رأيه، فهتفوا: هذا الأمين قد رضيناه حَكَما، وعرضوا عليه الأمر وطلبوا منه أن يحكم بينهم، فخلع الرسول صلى الله عليه وسلم رداءه ووضع الحجر عليه، ثم أمر رؤساء القبائل فرفعوا الثوب حتى أوصلوا الحجر إلى مكانه من الكعبة، عندئذ حمله الرسول صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة ووضعه مكانه، وهكذا كفاهم الله

شر القتال.



عرض البوم صور أمير سعيد  
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 11-03-2013, 01:15 AM
أمير سعيد أمير سعيد غير متواجد حالياً
عضو متميز
افتراضي رد: #### الورشة الرسمية للسيرة النبوية #####


************
الحلقة الرابعة) فترة شبابه صلي الله عليه وسلم)
************

كان الشباب في مكة يلهون ويعبثون، أما محمد صلى الله عليه وسلم فكان يعمل ولا يتكاسل؛ يرعى الأغنام طوال النهار، ويتأمل الكون ويفكر في خلق الله، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم -بعد أن أوتي النبوة- ذلك العمل، فقال: (ما بعث الله نبيًّا إلا رعى الغنم) فقال أصحابه: وأنت؟ قال: (نعم، كنتُ أرعاها على قراريط لأهل مكة) [البخاري] وكان الله -سبحانه- يحرسه ويرعاه على الدوام؛ فذات يوم فكر أن يلهو كما يلهو الشباب، فطلب من صاحب له أن يحرس أغنامه، حتى ينزل مكة ويشارك الشباب في لهوهم، وعندما وصل إليها وجد حفل زواج، فوقف عنده، فسلط الله عليه النوم، ولم يستيقظ إلا في صباح اليوم التالي.

وعندما كانت قريش تجدد بناء الكعبة، كان محمد صلى الله عليه وسلم ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره، فقال له العباس عمه: اجعل إزارك على رقبتك يقيك الحجارة، ففعل، فخر إلى الأرض، وجعل ينظر بعينيه إلى

السماء، ويقول: إزاري.. إزاري، فشد عليه، فما رؤى بعد ذلك عريانًا.

التاجر الأمين:

وحين جاوز النبي صلى الله عليه وسلم العشرين من عمره أُتيحت له فرصة السفر مع قافلة التجارة إلى الشام، ففي مكة كان الناس يستعدون لرحلة الصيف التجارية إلى الشام، وكل منهم يعد راحلته وبضاعته وأمواله، وكانت السيدة خديجة بنت خويلد -وهي من أشرف نساء قريش، وأكرمهن أخلاقًا، وأكثرهن مالا- تبحث عن رجل أمين يتاجر لها في مالها ويخرج به مع القوم، فسمعت عن محمد وأخلاقه العظيمة، ومكانته عند أهل مكة جميعًا ، واحترامهم له؛ لأنه صادق أمين، فاتفقت معه أن يتاجر لها مقابل مبلغ من المال، فوافق محمد صلى الله عليه وسلم وخرج مع غلام لها اسمه ميسرة إلى الشام.

تحركت القافلة في طريقها إلى الشام، وبعد أن قطع القوم المسافات

الطويلة نزلوا ليستريحوا بعض الوقت، وجلس محمد صلى الله عليه وسلم تحت شجرة، وعلى مقربة منه صومعة راهب، وما إن رأى الراهب محمدًا صلى الله عليه وسلم حتى أخذ ينظر إليه ويطيل النظر، ثم سأل ميسرة: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ فقال ميسرة: هذا رجل من قريش من

أهل الحرم، فقال الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي، وباعت القافلة كل تجارتها، واشترت ما تريد من البضائع، وكان ميسرة ينظر إلى محمد ويتعجب من سماحته وأخلاقه والربح الكبير الذي حققه في مال السيدة خديجة.

وفي طريق العودة حدث أمر عجيب، فقد كانت هناك غمامة في السماء تظل محمدًا وتقيه الحر، وكان ميسرة ينظر إلى ذلك المشهد، وقد بدت على وجهه علامات الدهشة والتعجب، وأخيرًا وصلت القافلة إلى مكة فخرج الناس لاستقبالها مشتاقين؛ كل منهم يريد الاطمئنان على أمواله، وما تحقق له

من ربح، وحكى ميسرة لسيدته خديجة ما رأى من أمر محمد، فقد أخبرها بما قاله الراهب، وبالغمامة التي كانت تظل محمدًا في الطريق؛ لتقيه من الحر دون سائر أفراد القافلة.

زواج محمد صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة:

استمعت السيدة خديجة إلى ميسرة في دهشة، وقد تأكدت من أمانة محمد

صلى الله عليه وسلم وحسن أخلاقه، فتمنت أن تتزوجه، فأرسلت السيدة خديجة صديقتها نفيسة بنت منبه؛ لتعرض على محمد الزواج، فوافق محمد صلى الله عليه وسلم على هذا الزواج، وكلم أعمامه، الذين رحبوا ووافقوا على هذا

الزواج، وساروا إلى السيدة خديجة يريدون خطبتها؛ فلما انتهوا إلى دار خويلد قام أبو طالب عم النبي وكفيله يخطُب خُطبة العرس، فقال: (الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل، وجعل لنا بيتًا محجوجًا وحرمًا

آمنًا، وجعلنا أمناء بيته، وسُوَّاس حرمه، وجعلنا الحكام على الناس، ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل شرفًا ونبلاً وفضلاً، وإن كان في المال قلا، فإن المال ظل زائل، وقد خطب خديجة بنت خويلد وبذل لها من الصداق ما عاجله وآجله من مالي كذا وكذا، وهو والله بعد هذا له نبأ

عظيم، وخطر جليل) وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم السيدة خديجة، وعاشا معًا حياة طيبة موفقة، ورزقهما الله تعالى البنين والبنات، فأنجبت له ستة أولاد هم: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وعبدالله، والقاسم، وبه يكنى الرسول فيقال: أبو القاسم.

بناء الكعبة وقصة الحجر الأسود:

اجتمعت قريش لإعادة بناء الكعبة، وأثناء البناء اختلفوا فيمن ينال شرف وضع الحجر الأسود في مكانه، واشتد الخلاف بينهم، وكاد أن يتحول إلى حرب بين قبائل قريش، ولكنهم تداركوا أمرهم، وارتضوا أن يُحكِّموا أول داخل عليهم وانتظر القوم، وكل واحد يسأل نفسه: ترى من سيأتي الآن؟ ولمن سيحكم؟ وفجأة تهللت وجوههم بالفرحة والسرور عندما رأوا محمدًا يقبل عليهم، فكل واحدٍ منهم يحبه ويثق في عدله وأمانته ورجاحة عقله وسداد رأيه، فهتفوا: هذا الأمين قد رضيناه حَكَما، وعرضوا عليه الأمر وطلبوا منه أن يحكم بينهم، فخلع الرسول صلى الله عليه وسلم رداءه ووضع الحجر عليه، ثم أمر رؤساء القبائل فرفعوا الثوب حتى أوصلوا الحجر إلى مكانه من الكعبة، عندئذ حمله الرسول صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة ووضعه مكانه، وهكذا كفاهم الله

شر القتال.





رد مع اقتباس
قديم 13-03-2013, 12:37 AM   المشاركة رقم: 12
الكاتب
أ.نادر غيث
المشرف العام و مشرف القسم التعليمى
الصورة الرمزية أ.نادر غيث

البيانات
تاريخ التسجيل: Sep 2010
رقم العضوية: 1403
الدولة: أرض الاسراء والمعراج
العمر: 40
المشاركات: 36,512
بمعدل : 7.04 يوميا

الإتصالات
الحالة:
أ.نادر غيث غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمير سعيد المنتدى : استراحة اف اكس ارابيا
افتراضي رد: #### الورشة الرسمية للسيرة النبوية #####

فين الحلقة الخامسة ؟



عرض البوم صور أ.نادر غيث  
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 13-03-2013, 12:37 AM
أ.نادر غيث أ.نادر غيث غير متواجد حالياً
المشرف العام و مشرف القسم التعليمى
افتراضي رد: #### الورشة الرسمية للسيرة النبوية #####

فين الحلقة الخامسة ؟




رد مع اقتباس
قديم 13-03-2013, 01:29 AM   المشاركة رقم: 13
الكاتب
أمير سعيد
عضو متميز
الصورة الرمزية أمير سعيد

البيانات
تاريخ التسجيل: Nov 2012
رقم العضوية: 12256
الدولة: مرشد سياحي متفرغ لعمل الثروة حالياً
العمر: 45
المشاركات: 1,869
بمعدل : 0.43 يوميا

الإتصالات
الحالة:
أمير سعيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمير سعيد المنتدى : استراحة اف اكس ارابيا
افتراضي رد: #### الورشة الرسمية للسيرة النبوية #####


الحلقة الخامسة ( الوحي)

كان محمد صلى الله عليه وسلم يكثر من الذهاب إلى غار حراء، فيجلس وحده فيه أيامًا بلياليها؛ يفكر في خالق هذا الكون بعيدًا عن الناس وما يفعلونه

من آثام، ولقد كان يمشي تلك المسافة الطويلة ويصعد ذلك الجبل العالي، ثم يعود إلى مكة ليتزود بالطعام ويرجع إلى ذلك الغار، وظل مدة لا يرى رؤيا إلا وتحققت كما رآها، وبدأت تحدث له أشياء عجيبة لا تحدث لأي إنسان
آخر، فقد كان في مكة حَجَر يسلم عليه كلما مر به، قال صلى الله عليه وسلم: (إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلم عليَّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه
الآن) [مسلم].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس ذات يوم في الغار، وإذا بجبريل -عليه السلام- ينزل عليه في صورة رجل ويقول له: اقرأ. وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف القراءة ولا الكتابة، فخاف وارتعد، وقال للرجل: ما أنا بقارئ. وإذا بجبريل -عليه السلام- يضم النبي صلى الله عليه وسلم إليه بشدة، ثم يتركه ويقول له: اقرأ. فقال محمد: ما أنا بقارئ. وتكرر ذلك مرة ثالثة، فقال جبريل: {اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم} _[العلق:1-3]. فكانت هذه أولى آيات القرآن التي نزلت في شهر رمضان على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في السنة الأربعين من عمره.
رجع محمد صلى الله عليه وسلم إلى بيته مسرعًا، ثم رقد وهو يرتعش، وطلب من زوجته أن تغطيه قائلا: (زملونى، زملونى) وحكى لها ما رآه في الغار، فطمأنته السيدة خديجة، وقالت له: كلا والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكلَّ (الضعيف) وتُكسب المعدوم، وتُقري (تكرم) الضيف، وتعين على نوائب الحق، فلما استمع النبي صلى الله عليه وسلم إلى كلام السيدة خديجة، عادت إليه الطمأنينة، وزال عنه الخوف والرعب، وبدأ يفكر فيما حدث.



حكاية ورقة بن نوفل:
وكان للسيدة خديجة ابن عم، اسمه (ورقة بن نوفل) على علم بالديانة المسيحية فذهبت إليه ومعها زوجها؛ ليسألاه عما حدث، فقالت خديجة لورقة: يابن عم اسمع من ابن أخيك، فقال ورقة: يابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بالذي حدث في غار حراء، فلما سمعه ورقة قال: هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى، ثم أخبره (ورقة) أنه يتمنى أن يعيش حتى ينصره، ويكون معه عندما يحاربه قومه، ويُخرجونه من مكة، فلما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك تعجب وسأل ورقة قائلا: أو مُخرجيَّ هم؟ فقال له: نعم، لم يأتِ أحد بمثل ما جئت به إلا عُودِيَ، ومنذ ذلك اليوم والرسول صلى الله عليه وسلم يزداد شوقًا لوحي السماء الذي تأخر نزوله عليه بعد هذه المرة.
عودة الوحي:
وبعد فترة، وبينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي إذا به يسمع صوتًا، فرفع وجهه إلى السماء، فرأى الملك الذي جاءه في غار حراء جالسًا على كرسي بين السماء والأرض، فارتعد الرسول صلى الله عليه وسلم من هول المنظر، وأسرع إلى المنزل، وطلب من زوجته أن تغطيه، قائلا: دثرونى . دثرونى، وإذا بجبريل ينزل إليه بهذه الآيات التي يوجهها الله إليه: {يا أيها المدثر . قم فأنذر . وربك فكبر . وثيابك فطهر . والرجز فاهجر} _[المدثر: 1-5] وفي هذه الآيات تكليف من الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يدعو الناس.
الدعوة إلى الإسلام سرَّا:
كان الناس في مكة يعبدون الأصنام منذ زمن بعيد، وقد ورثوا عبادتها عن آبائهم وأجدادهم؛ فبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الإسلام سرَّا، وبدأ بأقرب الناس إليه، فآمنت به زوجته خديجة بنت خويلد، وآمن به أيضًا ابن عمه علي بن أبي طالب، وكان غلامًا في العاشرة من عمره، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يقوم بتربيته، وكان صديقه أبو بكر أول الذين آمنوا به من الرجال، وكان ذا مكانة عظيمة بين قومه، يأتي الناس إليه ويجلسون
معه، فاستغل أبو بكر مكانته هذه وأخذ يدعو من يأتي إليه ويثق فيه
إلى الإسلام، فأسلم على يديه عبدالرحمن بن عوف، وعثمان بن عفان، والزبير ابن العوام، وطلحة بن عبيد الله .. وغيرهم.
ولم تكن الصلاة قد فرضت في ذلك الوقت بالكيفية التي نعرفها، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بأصحابه الذين أسلموا سرًّا ركعتين قبل طلوع الشمس وركعتين قبل الغروب، وذلك في مكان بعيد عن أعين
الكفار.
وذات يوم كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه في شِعبٍ من شِعَابِ مكة، إذ أقبل عليهم أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم والذي لم يؤمن برسالته، فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه يصلون، سأله عن هذا الدين الجديد، فأخبره الرسول صلى الله عليه وسلم به لأنه يثق في عمه ويأمل أن يدخل الإسلام، ولكن أبا طالب رفض أن يترك دين آبائه وأجداده وطمأن النبي صلى الله عليه وسلم وتعهد بحمايته من أعدائه، وأوصى ابنه عليًّا أن يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستمر الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو قومه سرَّا، وعدد المسلمين يزداد يومًا بعد يوم، ويقوى الإيمان في قلوبهم بما ينزله الله عليهم من القرآن الكريم، وظلوا هكذا ثلاث سنوات.



عرض البوم صور أمير سعيد  
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 13-03-2013, 01:29 AM
أمير سعيد أمير سعيد غير متواجد حالياً
عضو متميز
افتراضي رد: #### الورشة الرسمية للسيرة النبوية #####


الحلقة الخامسة ( الوحي)

كان محمد صلى الله عليه وسلم يكثر من الذهاب إلى غار حراء، فيجلس وحده فيه أيامًا بلياليها؛ يفكر في خالق هذا الكون بعيدًا عن الناس وما يفعلونه

من آثام، ولقد كان يمشي تلك المسافة الطويلة ويصعد ذلك الجبل العالي، ثم يعود إلى مكة ليتزود بالطعام ويرجع إلى ذلك الغار، وظل مدة لا يرى رؤيا إلا وتحققت كما رآها، وبدأت تحدث له أشياء عجيبة لا تحدث لأي إنسان
آخر، فقد كان في مكة حَجَر يسلم عليه كلما مر به، قال صلى الله عليه وسلم: (إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلم عليَّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه
الآن) [مسلم].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس ذات يوم في الغار، وإذا بجبريل -عليه السلام- ينزل عليه في صورة رجل ويقول له: اقرأ. وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف القراءة ولا الكتابة، فخاف وارتعد، وقال للرجل: ما أنا بقارئ. وإذا بجبريل -عليه السلام- يضم النبي صلى الله عليه وسلم إليه بشدة، ثم يتركه ويقول له: اقرأ. فقال محمد: ما أنا بقارئ. وتكرر ذلك مرة ثالثة، فقال جبريل: {اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم} _[العلق:1-3]. فكانت هذه أولى آيات القرآن التي نزلت في شهر رمضان على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في السنة الأربعين من عمره.
رجع محمد صلى الله عليه وسلم إلى بيته مسرعًا، ثم رقد وهو يرتعش، وطلب من زوجته أن تغطيه قائلا: (زملونى، زملونى) وحكى لها ما رآه في الغار، فطمأنته السيدة خديجة، وقالت له: كلا والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكلَّ (الضعيف) وتُكسب المعدوم، وتُقري (تكرم) الضيف، وتعين على نوائب الحق، فلما استمع النبي صلى الله عليه وسلم إلى كلام السيدة خديجة، عادت إليه الطمأنينة، وزال عنه الخوف والرعب، وبدأ يفكر فيما حدث.



حكاية ورقة بن نوفل:
وكان للسيدة خديجة ابن عم، اسمه (ورقة بن نوفل) على علم بالديانة المسيحية فذهبت إليه ومعها زوجها؛ ليسألاه عما حدث، فقالت خديجة لورقة: يابن عم اسمع من ابن أخيك، فقال ورقة: يابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بالذي حدث في غار حراء، فلما سمعه ورقة قال: هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى، ثم أخبره (ورقة) أنه يتمنى أن يعيش حتى ينصره، ويكون معه عندما يحاربه قومه، ويُخرجونه من مكة، فلما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك تعجب وسأل ورقة قائلا: أو مُخرجيَّ هم؟ فقال له: نعم، لم يأتِ أحد بمثل ما جئت به إلا عُودِيَ، ومنذ ذلك اليوم والرسول صلى الله عليه وسلم يزداد شوقًا لوحي السماء الذي تأخر نزوله عليه بعد هذه المرة.
عودة الوحي:
وبعد فترة، وبينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي إذا به يسمع صوتًا، فرفع وجهه إلى السماء، فرأى الملك الذي جاءه في غار حراء جالسًا على كرسي بين السماء والأرض، فارتعد الرسول صلى الله عليه وسلم من هول المنظر، وأسرع إلى المنزل، وطلب من زوجته أن تغطيه، قائلا: دثرونى . دثرونى، وإذا بجبريل ينزل إليه بهذه الآيات التي يوجهها الله إليه: {يا أيها المدثر . قم فأنذر . وربك فكبر . وثيابك فطهر . والرجز فاهجر} _[المدثر: 1-5] وفي هذه الآيات تكليف من الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يدعو الناس.
الدعوة إلى الإسلام سرَّا:
كان الناس في مكة يعبدون الأصنام منذ زمن بعيد، وقد ورثوا عبادتها عن آبائهم وأجدادهم؛ فبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الإسلام سرَّا، وبدأ بأقرب الناس إليه، فآمنت به زوجته خديجة بنت خويلد، وآمن به أيضًا ابن عمه علي بن أبي طالب، وكان غلامًا في العاشرة من عمره، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يقوم بتربيته، وكان صديقه أبو بكر أول الذين آمنوا به من الرجال، وكان ذا مكانة عظيمة بين قومه، يأتي الناس إليه ويجلسون
معه، فاستغل أبو بكر مكانته هذه وأخذ يدعو من يأتي إليه ويثق فيه
إلى الإسلام، فأسلم على يديه عبدالرحمن بن عوف، وعثمان بن عفان، والزبير ابن العوام، وطلحة بن عبيد الله .. وغيرهم.
ولم تكن الصلاة قد فرضت في ذلك الوقت بالكيفية التي نعرفها، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بأصحابه الذين أسلموا سرًّا ركعتين قبل طلوع الشمس وركعتين قبل الغروب، وذلك في مكان بعيد عن أعين
الكفار.
وذات يوم كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه في شِعبٍ من شِعَابِ مكة، إذ أقبل عليهم أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم والذي لم يؤمن برسالته، فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه يصلون، سأله عن هذا الدين الجديد، فأخبره الرسول صلى الله عليه وسلم به لأنه يثق في عمه ويأمل أن يدخل الإسلام، ولكن أبا طالب رفض أن يترك دين آبائه وأجداده وطمأن النبي صلى الله عليه وسلم وتعهد بحمايته من أعدائه، وأوصى ابنه عليًّا أن يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستمر الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو قومه سرَّا، وعدد المسلمين يزداد يومًا بعد يوم، ويقوى الإيمان في قلوبهم بما ينزله الله عليهم من القرآن الكريم، وظلوا هكذا ثلاث سنوات.





رد مع اقتباس
قديم 13-03-2013, 01:31 AM   المشاركة رقم: 14
الكاتب
أمير سعيد
عضو متميز
الصورة الرمزية أمير سعيد

البيانات
تاريخ التسجيل: Nov 2012
رقم العضوية: 12256
الدولة: مرشد سياحي متفرغ لعمل الثروة حالياً
العمر: 45
المشاركات: 1,869
بمعدل : 0.43 يوميا

الإتصالات
الحالة:
أمير سعيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمير سعيد المنتدى : استراحة اف اكس ارابيا
افتراضي رد: #### الورشة الرسمية للسيرة النبوية #####

(الحلقة السادسة مرحلة الدعوة الجهرية)



أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يجهر بالدعوة ويبدأ بعشيرته وأهله، فقال تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين} _[الشعراء:214] فنادى الرسول صلى الله عليه وسلم قريشًا، وقال: (يا بني كعب أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم وبني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار، فإني والله لا أملك لكم من الله شيئًا إلا أن لكم رحمًا سأَبُلُّهَا بِبِلالِهَا (سَأصِلُها) ) _[مسلم].

ونزل هذا الكلام على قلوب الكفار نزول الصاعقة، فقد أصبحت المواجهة واضحة بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه يطلب منهم أن يتركوا الأصنام التي يعبدونها، وأن يتركوا الفواحش، فلا يتعاملون بالربا، ولا يزنون، ولا يقتلون أولادهم، ولا يظلمون أحدًا، لكنهم قابلوا تلك الدعوة بالرفض، وبدءوا يسخرون من النبي صلى الله عليه وسلم، ومن دعوته، فصبر صلى الله عليه وسلم عليهم وعلى تطاولهم.

وذات مرة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت، فتطاول عليه بعض الكفار بالكلام، ولكنه صبر عليهم ومضى، فلما مرَّ عليهم ثانية تطاولوا عليه بمثل ما فعلوا، فصبر ولم يرد، ثم مرَّ بهم الثالثة، فتطاولوا عليه بمثل ما فعلوا أيضًا، فقال صلى الله عليه وسلم لهم: (أتسمعون يا معشر قريش؟ أما والذي نفسي بيده، لقد جئتكم بالذبح) فخاف القوم حتى إن أكثرهم وقاحة أصبح يقول للرسول

صلى الله عليه وسلم بكل أدب: انصرف يا أبا القاسم، انصرف راشدًا، فوالله ما كنت جهولا.

وذات يوم، أقبل رجل من بلد اسمها (إراش) إلى مكة، فظلمه أبو جهل، وأخذ منه إبله، فذهب الرجل إلى نادي قريش يسألهم عن رجل ينصره على

أبي جهل، وهنا وجد الكفار فرصة للتسلية والضحك والسخرية من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمروا الرجل أن يذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليأخذ له حقه، فذهب الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذوا ينظرون إليه ليروا ما سيحدث، فقام النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجل ليعيد له حقه من أبي جهل، فأرسلوا وراءه أحدهم؛ ليرى ما سوف يصنعه أبوجهل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي جهل، وطرق بابه، فخرج أبو جهل من البيت خائفًا مرتعدًا، وقد تغير لونه من شدة الخوف، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعطِ هذا الرجل حقه) فرد أبو جهل دون تردد: لا تبرح حتى أعطيه الذي له، ودخل البيت مسرعًا، فأخرج مال الرجل، فأخذه، وانصرف.

وعندما أقبل أبو جهل على قومه بادروه قائلين: ويلك! ما بك؟ فقال لهم: والله ما هو إلا أن ضرب عليَّ وسمعت صوته فملئت منه رعبًا، ثم خرجت إليه، وإن فوق رأسه لفحلا من الإبل ما رأيتُ مثلَه قط، فوالله لو أبَيتُ لأكلني. [البيهقي]

وبدأ كفار قريش مرحلة جديدة من المفاوضات، فذهبوا إلى أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا له: يا أبا طالب، إن ابن أخيك قد سبَّ

آلهتنا، وعاب ديننا، وسفه أحلامنا، وضلل آباءنا، فإما أن تكفه عنا، وإما أن تخلى بيننا وبينه، فردَّ عليهم أبو طالب ردًّا رقيقًا، فانصرفوا عنه.

ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم استمر في إظهار دين الله ودعوة الناس إليه، فجمع الكفار أنفسهم مرة أخرى وذهبوا إلى أبي طالب، فقالوا له: يا أبا طالب، إن لك سنًّا وشرفًا ومنزلة فينا، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب

آلهتنا، حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين.

وأرسل أبو طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما جاء قال له: يابن أخي! إن قومك قد جاءوني، وقالوا كذا وكذا فأَبقِ علىَّ وعلى نفسك، ولا تُحملني من الأمر ما لا أطيق أنا ولا أنت، فاكفف عن قومك ما يكرهون من قولك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمه: (والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري، ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه) فقال أبو طالب: امضِ على أمرك وافعل ما أحببت، فوالله! لا أسلمك لشيء أبدًا.

لم يستطع المشركون أن يوقفوا مسيرة الدعوة للإسلام، ولم يستطيعوا إغراء الرسول صلى الله عليه وسلم بالمال أو بالجاه، وقد خاب أملهم في عمه

أبي طالب، وها هو ذا موسم الحج يقبل، والعرب سوف يأتون من كل

مكان، وقد سمعوا بمحمد ودعوته، وسوف يستمعون إليه وربما آمنوا به

ونصروه، فتسرب الخوف إلى قلوب الكفار في مكة، وفكروا في قول واحد يتفقون عليه ويقولونه عن محمد صلى الله عليه وسلم حتى يصرفوا العرب

عنه، فالتفوا حول الوليد بن المغيرة، وكان أكبرهم سنًّا؛ فقال أحدهم: نقول إن محمدًا كاهن، فقال الوليد: والله ما هو بكاهن، لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه، فقالوا: نقول إن محمدًا مجنون، فقال لهم: ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون وعرفناه، فقالوا: نقول إن محمدًا شاعر، فقال لهم: ما هو بشاعر لقد عرفنا الشعر كله فما هو بالشعر، فقالوا: نقول ساحر، فقال لهم: ما هو

بساحر، لقد رأينا السحرة وسحرهم وما هو منهم.

فقالوا للوليد بن المغيرة: فما تقول يا أبا عبد شمس؟ فأقسم لهم أن كلام محمد هو أحلى الكلام وأطيبه، وما هم بقائلين من هذا شيئًا إلا عُرف أنه باطل، وإن أقرب القول فيه أن تقولوا: إن محمدًا ساحر يفرق بين المرء وأخيه وبين الرجل وزوجته والرجل وأبيه، فوافق الكفار على رأيه وانتشروا في موسم الحج يرددون هذه الافتراءات بين الناس، حتى يصدوهم عن دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى في الوليد بن المغيرة قوله: {ذرني ومن خلقت

وحيدًا . وجعلت له مالاً ممدودًا . وبنين شهودًا . ومهدت له تمهيدًا . ثم يطمع أن أزيد . كلا إنه كان لآياتنا عنيدًا . سأرهقه صعودًا . إنه فكر وقدر . فقتل كيف قدر . ثم قتل كيف قدر . ثم نظر . ثم عبس وبسر . ثم أدبر

واستكبر . فقال إن هذا إلا سحر يؤثر . إن هذا إلا قول البشر . سأصليه

سقر . وما أدراك ما سقر . لا تبقي ولا تذر . لواحة للبشر . عليها تسعة عشر} _[المدثر:11-30].

إسلام عمر بن الخطاب:

دعا الرسول صلى الله عليه وسلم الله أن يعز الإسلام بأحد العمرين: عمر بن الخطاب، أو عمرو بن هشام، وكان عمر بن الخطاب قبل أن يسلم شديد الإيذاء للمسلمين، وذات يوم حمل عمر سيفه، وانطلق يبحث عن محمد ليقتله، وفي الطريق قابله رجل، وأخبره أن أخته فاطمة قد أسلمت هي وزوجها سعيد بن زيد، فاتجه عمر غاضبًا نحو دار أخته، ودق الباب، وكان الصحابي خباب بن الأَرَتِّ -رضي الله عنه- يعلِّم أخت عمر وزوجها القرآن الكريم، فلما سمعوا صوت عمر امتلأت قلوبهم بالرعب والخوف، وأسرع خباب فاختبأ في زاوية من البيت، ودخل عمر فقال: لقد أُخبرت أنكما تبعتما محمدًا على دينه، ثم ضرب زوج أخته، وضرب أخته على وجهها حتى سال الدم من وجهها، ولكنها لم تخف، وقالت له في ثبات وشجاعة: نعم أسلمنا وآمنا بالله ورسوله، فاصنع ما شئت.

ندم عمر على ما صنع بأخته، وطلب منها الصحيفة التي كانوا يقرءون

منها، فقالت له: يا أخي إنك نجس وإنه لا يمسه إلا المطهرون، فقام عمر فاغتسل، فأعطته الصحيفة، فقرأ عمر: بسم الله الرحمن الرحيم {طه . ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى . إلا تذكرة لمن يخشى . تنزيلاً ممن خلق الأرض والسموات العلى . الرحمن على العرش استوى . له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى . وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر

وأخفى . الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى} _[طه:1-8].

وكانت هذه الآيات نورًا جذب عمر إلى الإسلام وأضاء له طريق الحق، فما إن قرأها حتى لان قلبه، وهدأ طبعه، وذهب عنه الغضب، وقال -والإيمان يفيض في جوانحه-: ما أحسن هذا الكلام وما أكرمه، ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلن إسلامه، وبعد قليل من إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله

عنه- سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة في وضح النهار بين عمر بن الخطاب وحمزة بن عبدالمطلب -رضي الله عنهما- وامتنع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما، وكان المسلمون لا يقدرون أن يُصَلُّوا عند الكعبة حتى أسلم عمر بن الخطاب، فلما أسلم هو وحمزة بن عبدالمطلب صلى المسلمون عند الكعبة



عرض البوم صور أمير سعيد  
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 13-03-2013, 01:31 AM
أمير سعيد أمير سعيد غير متواجد حالياً
عضو متميز
افتراضي رد: #### الورشة الرسمية للسيرة النبوية #####

(الحلقة السادسة مرحلة الدعوة الجهرية)



أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يجهر بالدعوة ويبدأ بعشيرته وأهله، فقال تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين} _[الشعراء:214] فنادى الرسول صلى الله عليه وسلم قريشًا، وقال: (يا بني كعب أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم وبني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار، فإني والله لا أملك لكم من الله شيئًا إلا أن لكم رحمًا سأَبُلُّهَا بِبِلالِهَا (سَأصِلُها) ) _[مسلم].

ونزل هذا الكلام على قلوب الكفار نزول الصاعقة، فقد أصبحت المواجهة واضحة بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه يطلب منهم أن يتركوا الأصنام التي يعبدونها، وأن يتركوا الفواحش، فلا يتعاملون بالربا، ولا يزنون، ولا يقتلون أولادهم، ولا يظلمون أحدًا، لكنهم قابلوا تلك الدعوة بالرفض، وبدءوا يسخرون من النبي صلى الله عليه وسلم، ومن دعوته، فصبر صلى الله عليه وسلم عليهم وعلى تطاولهم.

وذات مرة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت، فتطاول عليه بعض الكفار بالكلام، ولكنه صبر عليهم ومضى، فلما مرَّ عليهم ثانية تطاولوا عليه بمثل ما فعلوا، فصبر ولم يرد، ثم مرَّ بهم الثالثة، فتطاولوا عليه بمثل ما فعلوا أيضًا، فقال صلى الله عليه وسلم لهم: (أتسمعون يا معشر قريش؟ أما والذي نفسي بيده، لقد جئتكم بالذبح) فخاف القوم حتى إن أكثرهم وقاحة أصبح يقول للرسول

صلى الله عليه وسلم بكل أدب: انصرف يا أبا القاسم، انصرف راشدًا، فوالله ما كنت جهولا.

وذات يوم، أقبل رجل من بلد اسمها (إراش) إلى مكة، فظلمه أبو جهل، وأخذ منه إبله، فذهب الرجل إلى نادي قريش يسألهم عن رجل ينصره على

أبي جهل، وهنا وجد الكفار فرصة للتسلية والضحك والسخرية من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمروا الرجل أن يذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليأخذ له حقه، فذهب الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذوا ينظرون إليه ليروا ما سيحدث، فقام النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجل ليعيد له حقه من أبي جهل، فأرسلوا وراءه أحدهم؛ ليرى ما سوف يصنعه أبوجهل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي جهل، وطرق بابه، فخرج أبو جهل من البيت خائفًا مرتعدًا، وقد تغير لونه من شدة الخوف، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعطِ هذا الرجل حقه) فرد أبو جهل دون تردد: لا تبرح حتى أعطيه الذي له، ودخل البيت مسرعًا، فأخرج مال الرجل، فأخذه، وانصرف.

وعندما أقبل أبو جهل على قومه بادروه قائلين: ويلك! ما بك؟ فقال لهم: والله ما هو إلا أن ضرب عليَّ وسمعت صوته فملئت منه رعبًا، ثم خرجت إليه، وإن فوق رأسه لفحلا من الإبل ما رأيتُ مثلَه قط، فوالله لو أبَيتُ لأكلني. [البيهقي]

وبدأ كفار قريش مرحلة جديدة من المفاوضات، فذهبوا إلى أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا له: يا أبا طالب، إن ابن أخيك قد سبَّ

آلهتنا، وعاب ديننا، وسفه أحلامنا، وضلل آباءنا، فإما أن تكفه عنا، وإما أن تخلى بيننا وبينه، فردَّ عليهم أبو طالب ردًّا رقيقًا، فانصرفوا عنه.

ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم استمر في إظهار دين الله ودعوة الناس إليه، فجمع الكفار أنفسهم مرة أخرى وذهبوا إلى أبي طالب، فقالوا له: يا أبا طالب، إن لك سنًّا وشرفًا ومنزلة فينا، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب

آلهتنا، حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين.

وأرسل أبو طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما جاء قال له: يابن أخي! إن قومك قد جاءوني، وقالوا كذا وكذا فأَبقِ علىَّ وعلى نفسك، ولا تُحملني من الأمر ما لا أطيق أنا ولا أنت، فاكفف عن قومك ما يكرهون من قولك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمه: (والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري، ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه) فقال أبو طالب: امضِ على أمرك وافعل ما أحببت، فوالله! لا أسلمك لشيء أبدًا.

لم يستطع المشركون أن يوقفوا مسيرة الدعوة للإسلام، ولم يستطيعوا إغراء الرسول صلى الله عليه وسلم بالمال أو بالجاه، وقد خاب أملهم في عمه

أبي طالب، وها هو ذا موسم الحج يقبل، والعرب سوف يأتون من كل

مكان، وقد سمعوا بمحمد ودعوته، وسوف يستمعون إليه وربما آمنوا به

ونصروه، فتسرب الخوف إلى قلوب الكفار في مكة، وفكروا في قول واحد يتفقون عليه ويقولونه عن محمد صلى الله عليه وسلم حتى يصرفوا العرب

عنه، فالتفوا حول الوليد بن المغيرة، وكان أكبرهم سنًّا؛ فقال أحدهم: نقول إن محمدًا كاهن، فقال الوليد: والله ما هو بكاهن، لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه، فقالوا: نقول إن محمدًا مجنون، فقال لهم: ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون وعرفناه، فقالوا: نقول إن محمدًا شاعر، فقال لهم: ما هو بشاعر لقد عرفنا الشعر كله فما هو بالشعر، فقالوا: نقول ساحر، فقال لهم: ما هو

بساحر، لقد رأينا السحرة وسحرهم وما هو منهم.

فقالوا للوليد بن المغيرة: فما تقول يا أبا عبد شمس؟ فأقسم لهم أن كلام محمد هو أحلى الكلام وأطيبه، وما هم بقائلين من هذا شيئًا إلا عُرف أنه باطل، وإن أقرب القول فيه أن تقولوا: إن محمدًا ساحر يفرق بين المرء وأخيه وبين الرجل وزوجته والرجل وأبيه، فوافق الكفار على رأيه وانتشروا في موسم الحج يرددون هذه الافتراءات بين الناس، حتى يصدوهم عن دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى في الوليد بن المغيرة قوله: {ذرني ومن خلقت

وحيدًا . وجعلت له مالاً ممدودًا . وبنين شهودًا . ومهدت له تمهيدًا . ثم يطمع أن أزيد . كلا إنه كان لآياتنا عنيدًا . سأرهقه صعودًا . إنه فكر وقدر . فقتل كيف قدر . ثم قتل كيف قدر . ثم نظر . ثم عبس وبسر . ثم أدبر

واستكبر . فقال إن هذا إلا سحر يؤثر . إن هذا إلا قول البشر . سأصليه

سقر . وما أدراك ما سقر . لا تبقي ولا تذر . لواحة للبشر . عليها تسعة عشر} _[المدثر:11-30].

إسلام عمر بن الخطاب:

دعا الرسول صلى الله عليه وسلم الله أن يعز الإسلام بأحد العمرين: عمر بن الخطاب، أو عمرو بن هشام، وكان عمر بن الخطاب قبل أن يسلم شديد الإيذاء للمسلمين، وذات يوم حمل عمر سيفه، وانطلق يبحث عن محمد ليقتله، وفي الطريق قابله رجل، وأخبره أن أخته فاطمة قد أسلمت هي وزوجها سعيد بن زيد، فاتجه عمر غاضبًا نحو دار أخته، ودق الباب، وكان الصحابي خباب بن الأَرَتِّ -رضي الله عنه- يعلِّم أخت عمر وزوجها القرآن الكريم، فلما سمعوا صوت عمر امتلأت قلوبهم بالرعب والخوف، وأسرع خباب فاختبأ في زاوية من البيت، ودخل عمر فقال: لقد أُخبرت أنكما تبعتما محمدًا على دينه، ثم ضرب زوج أخته، وضرب أخته على وجهها حتى سال الدم من وجهها، ولكنها لم تخف، وقالت له في ثبات وشجاعة: نعم أسلمنا وآمنا بالله ورسوله، فاصنع ما شئت.

ندم عمر على ما صنع بأخته، وطلب منها الصحيفة التي كانوا يقرءون

منها، فقالت له: يا أخي إنك نجس وإنه لا يمسه إلا المطهرون، فقام عمر فاغتسل، فأعطته الصحيفة، فقرأ عمر: بسم الله الرحمن الرحيم {طه . ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى . إلا تذكرة لمن يخشى . تنزيلاً ممن خلق الأرض والسموات العلى . الرحمن على العرش استوى . له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى . وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر

وأخفى . الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى} _[طه:1-8].

وكانت هذه الآيات نورًا جذب عمر إلى الإسلام وأضاء له طريق الحق، فما إن قرأها حتى لان قلبه، وهدأ طبعه، وذهب عنه الغضب، وقال -والإيمان يفيض في جوانحه-: ما أحسن هذا الكلام وما أكرمه، ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلن إسلامه، وبعد قليل من إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله

عنه- سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة في وضح النهار بين عمر بن الخطاب وحمزة بن عبدالمطلب -رضي الله عنهما- وامتنع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما، وكان المسلمون لا يقدرون أن يُصَلُّوا عند الكعبة حتى أسلم عمر بن الخطاب، فلما أسلم هو وحمزة بن عبدالمطلب صلى المسلمون عند الكعبة





رد مع اقتباس
قديم 13-03-2013, 08:34 PM   المشاركة رقم: 15
الكاتب
Herr.Omar
عضو ذهبى
الصورة الرمزية Herr.Omar

البيانات
تاريخ التسجيل: May 2011
رقم العضوية: 3894
المشاركات: 3,050
بمعدل : 0.62 يوميا

الإتصالات
الحالة:
Herr.Omar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمير سعيد المنتدى : استراحة اف اكس ارابيا
افتراضي رد: #### الورشة الرسمية للسيرة النبوية #####

جزاك الله خيرا استاذ امير



التوقيع

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


عرض البوم صور Herr.Omar  
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 13-03-2013, 08:34 PM
Herr.Omar Herr.Omar غير متواجد حالياً
عضو ذهبى
افتراضي رد: #### الورشة الرسمية للسيرة النبوية #####

جزاك الله خيرا استاذ امير




رد مع اقتباس
قديم 14-03-2013, 03:45 AM   المشاركة رقم: 16
الكاتب
akermi
عضو جديد

البيانات
تاريخ التسجيل: Mar 2013
رقم العضوية: 14058
العمر: 39
المشاركات: 31
بمعدل : 0.01 يوميا

الإتصالات
الحالة:
akermi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمير سعيد المنتدى : استراحة اف اكس ارابيا
افتراضي رد: #### الورشة الرسمية للسيرة النبوية #####

merci



عرض البوم صور akermi  
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 14-03-2013, 03:45 AM
akermi akermi غير متواجد حالياً
عضو جديد
افتراضي رد: #### الورشة الرسمية للسيرة النبوية #####

merci




رد مع اقتباس
قديم 23-05-2013, 10:46 AM   المشاركة رقم: 17
الكاتب
أمير سعيد
عضو متميز
الصورة الرمزية أمير سعيد

البيانات
تاريخ التسجيل: Nov 2012
رقم العضوية: 12256
الدولة: مرشد سياحي متفرغ لعمل الثروة حالياً
العمر: 45
المشاركات: 1,869
بمعدل : 0.43 يوميا

الإتصالات
الحالة:
أمير سعيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمير سعيد المنتدى : استراحة اف اكس ارابيا
افتراضي رد: #### الورشة الرسمية للسيرة النبوية #####

(الحلقة السابعة مرحلة الجهرة إلي الحبشة)

أصبحت مكة سجنًا كبيرًا يعذب فيه ضعفاء المسلمين، فهذا أمية بن خلف يُخرج عبده بلال بن رباح -رضي الله عنه- في حر الظهيرة ويطرحه على ظهره عريانًا فوق الرمال المحرقة، ويضع على صدره صخرة كبيرة، كل هذا العذاب لأن بلالا أسلم وسيده يريد منه أن يكفر بمحمد ويعبد الأصنام، لكن بلالا كان قوي الإيمان صلب العقيدة، لم يلن ولم يستسلم، وكان يردد قائلا: أحد .. أحد. وتحمل كل هذا العذاب حتى فَرَّجَ الله عنه.
وعُذِّبَ المسلمون داخل بيوتهم؛ فهذا مصعب بن عمير قد حبسته أمه، ومنعت عنه الطعام، وجمعت أخواله حتى يعذبوه ليترك الإسلام، وهكذا أصبحت مكة مكانًا غير مأمون على المسلمين، فتعذيب الكفار لهم يزداد يومًا بعد يوم، ففكر النبي صلى الله عليه وسلم في مكان يطمئن فيه على أصحابه، فوقع اختياره على الحبشة، فأمر أصحابه ممن يطيقون الهجرة بالتوجه إليها، لأن فيها ملكًا لا يُظلم عنده أحد، وخرج بعض المسلمين المهاجرين إلى هناك سرًّا، وكان من بينهم عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وجعفر بن أبي طالب وزوجته أسماء بنت عميس، وعبدالله بن مسعود -رضي الله عنهم- وغيرهم.
ولما علم أهل قريش بذلك اشتد غيظهم ورفضوا أن يتركوا المسلمين المهاجرين إلى الحبشة وشأنهم، بل صمموا على إرجاعهم إلى مكة، فاختاروا من بينهم رجلين معروفين بالذكاء، وهما: عمرو بن العاص وعبدالله بن أبي بلتعة وأرسلوهما بهدايا إلى ملك الحبشة، فدخل عمرو بن العاص على النجاشي، وقال له: أيها الملك، إنه ضَوَى (جاء) إلى بلدك منا سفهاء، فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينكم، وجاءوا بدين مبتدع، لا نعرفه نحن ولا أنتم، وقد بعثنا إلى الملك فيهم آباؤهم وأعمامهم وعشائرهم؛ لتردهم إليهم، فهم أعلى بهم عينًا وأعلم بما عابوا عليهم، فرفض النجاشي أن يسلِّم المسلمين لهم، حتى يبعث إليهم ويتأكد من صحة كلام عمرو وصاحبه.
فأرسل النجاشي في طلب المسلمين المهاجرين إلى بلاده فجاءوا إليه، وأنابوا جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- حتى يتحدث باسمهم، فسأله النجاشي: ما هذا الدين الذي قد فارقتم به قومكم، ولم تدخلوا في ديني، ولا في دين أحد من هذه الملل؟ فَرَدَّ عليه جعفر قائلا: أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف
نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات.
وأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام فصدَّقناه وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به من الله، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئًا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومُنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان عن عبادة الله -تعالى- وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وضيَّقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نُظلَم عندك أيها الملك، فقال له النجاشي: هل معك مما جاء به الله من شيء؟ قال جعفر: نعم. فقال النجاشي: اقرأه عليَّ.
فقرأ عليه جعفر أول سورة مريم، فبكى النجاشي، ثم قال: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، ثم قال لعمرو وصاحبه: انطلقا، فلا والله لا أسلمهم إليكما، وردَّ النجاشي الهدايا إلى عمرو ولم يسلم المسلمين إليه، وهكذا فشل المشركون في الإيقاع بين المسلمين وملك الحبشة.



التوقيع

اللهم أغفر لوالدي ولموتانا وموتي المسلمين و المسلمات اللهم أغفر وارحم وأنت خيرُ الراحمين

(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور أمير سعيد  
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 23-05-2013, 10:46 AM
أمير سعيد أمير سعيد غير متواجد حالياً
عضو متميز
افتراضي رد: #### الورشة الرسمية للسيرة النبوية #####

(الحلقة السابعة مرحلة الجهرة إلي الحبشة)

أصبحت مكة سجنًا كبيرًا يعذب فيه ضعفاء المسلمين، فهذا أمية بن خلف يُخرج عبده بلال بن رباح -رضي الله عنه- في حر الظهيرة ويطرحه على ظهره عريانًا فوق الرمال المحرقة، ويضع على صدره صخرة كبيرة، كل هذا العذاب لأن بلالا أسلم وسيده يريد منه أن يكفر بمحمد ويعبد الأصنام، لكن بلالا كان قوي الإيمان صلب العقيدة، لم يلن ولم يستسلم، وكان يردد قائلا: أحد .. أحد. وتحمل كل هذا العذاب حتى فَرَّجَ الله عنه.
وعُذِّبَ المسلمون داخل بيوتهم؛ فهذا مصعب بن عمير قد حبسته أمه، ومنعت عنه الطعام، وجمعت أخواله حتى يعذبوه ليترك الإسلام، وهكذا أصبحت مكة مكانًا غير مأمون على المسلمين، فتعذيب الكفار لهم يزداد يومًا بعد يوم، ففكر النبي صلى الله عليه وسلم في مكان يطمئن فيه على أصحابه، فوقع اختياره على الحبشة، فأمر أصحابه ممن يطيقون الهجرة بالتوجه إليها، لأن فيها ملكًا لا يُظلم عنده أحد، وخرج بعض المسلمين المهاجرين إلى هناك سرًّا، وكان من بينهم عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وجعفر بن أبي طالب وزوجته أسماء بنت عميس، وعبدالله بن مسعود -رضي الله عنهم- وغيرهم.
ولما علم أهل قريش بذلك اشتد غيظهم ورفضوا أن يتركوا المسلمين المهاجرين إلى الحبشة وشأنهم، بل صمموا على إرجاعهم إلى مكة، فاختاروا من بينهم رجلين معروفين بالذكاء، وهما: عمرو بن العاص وعبدالله بن أبي بلتعة وأرسلوهما بهدايا إلى ملك الحبشة، فدخل عمرو بن العاص على النجاشي، وقال له: أيها الملك، إنه ضَوَى (جاء) إلى بلدك منا سفهاء، فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينكم، وجاءوا بدين مبتدع، لا نعرفه نحن ولا أنتم، وقد بعثنا إلى الملك فيهم آباؤهم وأعمامهم وعشائرهم؛ لتردهم إليهم، فهم أعلى بهم عينًا وأعلم بما عابوا عليهم، فرفض النجاشي أن يسلِّم المسلمين لهم، حتى يبعث إليهم ويتأكد من صحة كلام عمرو وصاحبه.
فأرسل النجاشي في طلب المسلمين المهاجرين إلى بلاده فجاءوا إليه، وأنابوا جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- حتى يتحدث باسمهم، فسأله النجاشي: ما هذا الدين الذي قد فارقتم به قومكم، ولم تدخلوا في ديني، ولا في دين أحد من هذه الملل؟ فَرَدَّ عليه جعفر قائلا: أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف
نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات.
وأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام فصدَّقناه وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به من الله، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئًا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومُنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان عن عبادة الله -تعالى- وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وضيَّقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نُظلَم عندك أيها الملك، فقال له النجاشي: هل معك مما جاء به الله من شيء؟ قال جعفر: نعم. فقال النجاشي: اقرأه عليَّ.
فقرأ عليه جعفر أول سورة مريم، فبكى النجاشي، ثم قال: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، ثم قال لعمرو وصاحبه: انطلقا، فلا والله لا أسلمهم إليكما، وردَّ النجاشي الهدايا إلى عمرو ولم يسلم المسلمين إليه، وهكذا فشل المشركون في الإيقاع بين المسلمين وملك الحبشة.




رد مع اقتباس
قديم 23-05-2013, 11:20 AM   المشاركة رقم: 18
الكاتب
سونيا
عضو نشيط
الصورة الرمزية سونيا

البيانات
تاريخ التسجيل: Jan 2013
رقم العضوية: 13006
المشاركات: 306
بمعدل : 0.07 يوميا

الإتصالات
الحالة:
سونيا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمير سعيد المنتدى : استراحة اف اكس ارابيا
افتراضي رد: #### الورشة الرسمية للسيرة النبوية #####

ما شاء الله جزاك الله كل خير



عرض البوم صور سونيا  
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 23-05-2013, 11:20 AM
سونيا سونيا غير متواجد حالياً
عضو نشيط
افتراضي رد: #### الورشة الرسمية للسيرة النبوية #####

ما شاء الله جزاك الله كل خير




رد مع اقتباس
قديم 24-05-2013, 12:45 PM   المشاركة رقم: 19
الكاتب
أمير سعيد
عضو متميز
الصورة الرمزية أمير سعيد

البيانات
تاريخ التسجيل: Nov 2012
رقم العضوية: 12256
الدولة: مرشد سياحي متفرغ لعمل الثروة حالياً
العمر: 45
المشاركات: 1,869
بمعدل : 0.43 يوميا

الإتصالات
الحالة:
أمير سعيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمير سعيد المنتدى : استراحة اف اكس ارابيا
افتراضي رد: #### الورشة الرسمية للسيرة النبوية #####

(الحلقة الثامنة )المقاطعة


ازداد عدد المسلمين، وانضم إليهم عدد من أصحاب القوة والسيطرة، فأصبح من الصعب على المشركين تعذيبهم، ففكروا في تعذيب من نوع آخر، يشمل كل المسلمين قويهم وضعيفهم، بل يشمل كل من يحمي النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين حتى ولو لم يدخل في الإسلام، فقرر المشركون أن يقاطعوا بني هاشم ومن معهم، فلا يزوجونهم ولا يتزوجون منهم، ولا يبيعون لهم ولا يشترون منهم، ولا يكلمونهم، ولا يدخلون بيوتهم، وأن يستمروا هكذا حتى يُسلِّموا إليهم محمدًا ليقتلوه أو يتركوا دينهم، وأقسم المشركون على هذا العهد، وكتبوه في صحيفة وعلقوها داخل الكعبة.
وأحكم المشركون الحصار، فاضطر الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه إلى الاحتباس في شعب بني هاشم، وكان رجال قريش ينتظرون التجار القادمين إلى مكة ليشتروا منهم الطعام ويمنعوا المسلمين من شرائه، فيظلوا على جوعهم، فهذا أبو لهب يقول لتجار قريش عندما يرى مسلمًا يشترى طعامًا لأولاده: يا معشر التجار، غالوا على أصحاب محمد؛ حتى لا يدركوا معكم شيئًا، فيزيدون عليهم في السلعة، حتى يرجع المسلم إلى أطفاله، وهم يتألمون من الجوع، وليس في يديه شيء يطعمهم به.
ويذهب التجار إلى أبي لهب فيربحهم فيما اشتروا من الطعام واللباس، حتى تعب المؤمنون ومن معهم من الجوع والعرى، واستمر هذا الحصار على بني هاشم والمسلمين مدة ثلاث سنوات، ولكن المسلمين أثبتوا أنهم أقوى من كل حيل المشركين، فإيمانهم راسخ في قلوبهم لا يزحزحه جوع ولا عطش، حتى وإن اضطروا إلى أكل أوراق الشجر، فلم ييأسوا، ولم ينفضُّوا من حول نبيهم صلى الله عليه وسلم.
وشعر بعض المشركين بسوء ما يفعلونه، فقرروا إنهاء هذه المقاطعة الظالمة وأرسل الله تعالى الأرضة (دودة أو حشرة صغيرة تشبه النملة) فأكلت صحيفتهم، ولم تُبْقِ إلا اسم الله تعالى، وأوحى الله إلى نبيه بذلك، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب بما حدث للصحيفة، فذهب أبو طالب إلى الكفار وأخبرهم بما أخبره محمد صلى الله عليه وسلم به، فأسرعوا إلى الصحيفة، فوجدوا ما قاله أبو طالب صدقًا، وتقدم من المشركين هشام بن عمرو، وزهير بن أبي أمية والمطعم بن عدى، وأبو البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود، فتبرءوا من هذه المعاهدة، وبذلك انتهت المقاطعة بعد ثلاث سنوات من الصبر، والثبات
والتحمل.



التوقيع

اللهم أغفر لوالدي ولموتانا وموتي المسلمين و المسلمات اللهم أغفر وارحم وأنت خيرُ الراحمين

(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور أمير سعيد  
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 24-05-2013, 12:45 PM
أمير سعيد أمير سعيد غير متواجد حالياً
عضو متميز
افتراضي رد: #### الورشة الرسمية للسيرة النبوية #####

(الحلقة الثامنة )المقاطعة


ازداد عدد المسلمين، وانضم إليهم عدد من أصحاب القوة والسيطرة، فأصبح من الصعب على المشركين تعذيبهم، ففكروا في تعذيب من نوع آخر، يشمل كل المسلمين قويهم وضعيفهم، بل يشمل كل من يحمي النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين حتى ولو لم يدخل في الإسلام، فقرر المشركون أن يقاطعوا بني هاشم ومن معهم، فلا يزوجونهم ولا يتزوجون منهم، ولا يبيعون لهم ولا يشترون منهم، ولا يكلمونهم، ولا يدخلون بيوتهم، وأن يستمروا هكذا حتى يُسلِّموا إليهم محمدًا ليقتلوه أو يتركوا دينهم، وأقسم المشركون على هذا العهد، وكتبوه في صحيفة وعلقوها داخل الكعبة.
وأحكم المشركون الحصار، فاضطر الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه إلى الاحتباس في شعب بني هاشم، وكان رجال قريش ينتظرون التجار القادمين إلى مكة ليشتروا منهم الطعام ويمنعوا المسلمين من شرائه، فيظلوا على جوعهم، فهذا أبو لهب يقول لتجار قريش عندما يرى مسلمًا يشترى طعامًا لأولاده: يا معشر التجار، غالوا على أصحاب محمد؛ حتى لا يدركوا معكم شيئًا، فيزيدون عليهم في السلعة، حتى يرجع المسلم إلى أطفاله، وهم يتألمون من الجوع، وليس في يديه شيء يطعمهم به.
ويذهب التجار إلى أبي لهب فيربحهم فيما اشتروا من الطعام واللباس، حتى تعب المؤمنون ومن معهم من الجوع والعرى، واستمر هذا الحصار على بني هاشم والمسلمين مدة ثلاث سنوات، ولكن المسلمين أثبتوا أنهم أقوى من كل حيل المشركين، فإيمانهم راسخ في قلوبهم لا يزحزحه جوع ولا عطش، حتى وإن اضطروا إلى أكل أوراق الشجر، فلم ييأسوا، ولم ينفضُّوا من حول نبيهم صلى الله عليه وسلم.
وشعر بعض المشركين بسوء ما يفعلونه، فقرروا إنهاء هذه المقاطعة الظالمة وأرسل الله تعالى الأرضة (دودة أو حشرة صغيرة تشبه النملة) فأكلت صحيفتهم، ولم تُبْقِ إلا اسم الله تعالى، وأوحى الله إلى نبيه بذلك، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب بما حدث للصحيفة، فذهب أبو طالب إلى الكفار وأخبرهم بما أخبره محمد صلى الله عليه وسلم به، فأسرعوا إلى الصحيفة، فوجدوا ما قاله أبو طالب صدقًا، وتقدم من المشركين هشام بن عمرو، وزهير بن أبي أمية والمطعم بن عدى، وأبو البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود، فتبرءوا من هذه المعاهدة، وبذلك انتهت المقاطعة بعد ثلاث سنوات من الصبر، والثبات
والتحمل.




رد مع اقتباس
قديم 29-01-2014, 07:04 PM   المشاركة رقم: 20
الكاتب
أمير سعيد
عضو متميز
الصورة الرمزية أمير سعيد

البيانات
تاريخ التسجيل: Nov 2012
رقم العضوية: 12256
الدولة: مرشد سياحي متفرغ لعمل الثروة حالياً
العمر: 45
المشاركات: 1,869
بمعدل : 0.43 يوميا

الإتصالات
الحالة:
أمير سعيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمير سعيد المنتدى : استراحة اف اكس ارابيا
افتراضي رد: #### الورشة الرسمية للسيرة النبوية #####





التوقيع

اللهم أغفر لوالدي ولموتانا وموتي المسلمين و المسلمات اللهم أغفر وارحم وأنت خيرُ الراحمين

(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور أمير سعيد  
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 29-01-2014, 07:04 PM
أمير سعيد أمير سعيد غير متواجد حالياً
عضو متميز
افتراضي رد: #### الورشة الرسمية للسيرة النبوية #####







رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
####, #####, للسيرة, النبوية, الورشة, الرسمية

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 11:09 AM



جميع الحقوق محفوظة الى اف اكس ارابيا www.fx-arabia.com

تحذير المخاطرة

التجارة بالعملات الأجنبية تتضمن علي قدر كبير من المخاطر ومن الممكن ألا تكون مناسبة لجميع المضاربين, إستعمال الرافعة المالية في التجاره يزيد من إحتمالات الخطورة و التعرض للخساره, عليك التأكد من قدرتك العلمية و الشخصية على التداول.

تنبيه هام

موقع اف اكس ارابيا هو موقع تعليمي خالص يهدف الي توعية المستثمر العربي مبادئ الاستثمار و التداول الناجح ولا يتحصل علي اي اموال مقابل ذلك ولا يقوم بادارة محافظ مالية وان ادارة الموقع غير مسؤولة عن اي استغلال من قبل اي شخص لاسمها وتحذر من ذلك.

اتصل بنا

البريد الإلكتروني للدعم الفنى : support@fx-arabia.com
جميع الحقوق محفوظة اف اكس ارابيا – احدى مواقع Inwestopedia Sp. Z O.O. للاستشارات و التدريب – جمهورية بولندا الإتحادية.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024 , Designed by Fx-Arabia Team