اضرابات معاشات التقاعد بفرنسا تبرز مشكلة توفير فرص عمل للشباب
باريس (رويترز) - يقع التقاعد على مسافة بعيدة من شاب في الثالثة والعشرين من عمره لكن هذا لم يمنع الشبان الفرنسيين من التعبير عن قلقهم بشأن المستقبل في حركة احتجاجية ضد اصلاحات المعاشات.
ويقول محللون ان الالاف الذين خرجوا في احتجاجات الاسبوع الماضي زادوا من مخاوف جيل يواجه معدلات بطالة مرتفعة وسنوات من التقشف المالي وشعب يغلب عليه كبار السن واحتمال عمله لسنوات اطول كثيرا من ابائهم.
وأدهشت مشاركتهم وسائل الاعلام الفرنسية اذ جاءت قبل بدء الدراسة في الكثير من الجامعات الكبرى وعلى الرغم من جهود الحكومة اثناء الصيف لاسترضاء الطلبة من خلال زيادة المبالغ المخصصة للمنح.
وتساءل عنوان مقتبس من احدى اللافتات في صحيفة لو باريزيان يوم الاضرابات "لماذا خرج الشباب الى الشوارع.."
وقالت ان موكسيل الخبيرة في الحركات الشبابية بمعهد سيانس بو في باريس ان مخاوف الشباب بشأن اصلاحات المعاشات تعبر عن قلق أعمق بشأن افاق مستقبلهم.
وأضافت "هذا جيل يشعر بقلق عميق بشأن مستقبله. خائف... انه قلق عام يحاصر سوق العمل والافاق المهنية (للشباب) لكن ايضا على المدى الطويل فكرة التقاعد."
ونتيجة لارتفاع التكاليف الاجتماعية وقوانين العمل التي تفتقر للمرونة يحجم أصحاب العمل عن تقديم عقود عمل طويلة الاجل للشباب. وفي المتوسط يبدأ الشباب الفرنسيون حياتهم العملية في السابعة والعشرين من العمر وهو سن متأخر عن نظرائهم في المانيا وبريطانيا.
وزاد هذا قلق الشباب بشأن المدة التي سيضطرون فيها الى اقتطاع جزء من رواتبهم لمعاشات التقاعد لان الاصلاح يدعو الى تمديد فترة الاقتطاع حتى سن 41.5 عام بدلا من 40.5 عام بحلول عام 2020 .
ويرى كثيرون أن وجود أغلبية من كبار السن سيضطرهم للعمل لفترات اطول من الزيادة التي تبلغ عامين التي يدعو اليها الاصلاح لدفع معاشات مجموعة اكبر من المتقاعدين.
وقالت ماريون اوديرا (24 عاما) وهي طالبة في جامعة باريس انضمت للاحتجاج "هذا الاصلاح يجري باسم الشباب لكننا سنكون الاكثر تضررا."
كانت الحكومة قالت انه بدون اصلاح نظام المعاشات فانه سيخسر 45 مليار يورو (60 مليار دولار) في العام بحلول عام 2020 . ووافق مجلس النواب على مسودة مشروع قانون الاصلاح ويتوقع تمريره بشكل نهائي الشهر القادم