التحليل الأساسي للمعادن الثمينة
المعادن الثمينة في توتر وسط انتظار مستجدات القادة الأوروبيين
نستطيع أن نرى الميل الهابط الذي سيطر على أسواق المعادن الثمينة يوم أمس، حيث أننا شهدنا جلسة متقلّبة جداً في الأسواق المالية، و فضّل المتداولون الابتعاد عن الأصول التي تتصف في التذبذب الكبير و التي منها المعادن الثمينة. كذلك، اتجها لمتداولون نحو أسواق الأسهم و الأصول المرتفعة العائد إلى حد ما في جلسة الولايات المتحدة الأمريكية و استطاعت مؤشرات الأسهم الأمريكية الارتفاع يوم أمس لكن بشكل طفيف و بعد جلسة متذبذبة جداً.
انخفض سعر الذهب يوم أمس بمقدار 1.37% و أغلق الجلسة عند مستوى 1620.20 دولار للأونصة، و هذا الإغلاق جاء بعد ملامسة السعر الأدنى له خلال الجلسة عند مستوى 1602.70 دولار للأونصة. بالناسبة لسعر الفضة، فقد انخفض يوم أمس بمقدار 2.08% عندما أغلق عند مستوى 30.58 دولار للأونصة، لكن هذا بعد أن حقق الأدنى عند مستوى 29.86 دولار للأونصة. بالنسبة للبلاتين، فقد انخفض بمقدار 1.45% .
هنالك بعض الأحاديث تشير بأن القادة الأوروبيين سوف يعلنون عن مبلغ 2 مليار دولار من اجل تقليل تأثير أزمة الديون السيادية، كذلك، يتجّه البعض الآن بأن يتوقّع أن نرى خططاً لرفع المبالغ إلى 1.3 مليار دولار. في الحقيقة، فأن هنالك بعض القلق الذي اجتاح الأسواق بسبب إعلان أن يتم جعل القرار الأوروبي الذي كان من المفترض أن يكون يوم 23 الشهر الجاري، على مرحلتين و يكون أيضاً في الـ 26، و هذا أعطى توقعات بأن يتم تأجيل قرار حاسم في الموقع المقرر مستبقاً.
تم إعلان إجراءات التقشّف في اليونان، و هذا من أجل أن تقابل اليونان الشروط اللازمة لحصولها على خطط الإنقاذ و التي تحتاجها بسبب وقوعها في أزمة الديون السيادية بشكل عميق. و هذا ما قلل إلى حد ما بعض التوتّر في الأسواق، لكن جاء الإعلان بجعل موقف التصويت الذي كان من المقرر عقده الأحد المقبل تجاه أزمة الديون ليكون أيضاً يوم الأربعاء، و هذا ما أدى لأن نرى جلسة متذبذب جداً في أسواق الأسهم الآسيوية من ناحية الأداء، فبداية ارتفعت مؤشرات الأسهم، لكن نرى الآن بأن المؤشرات عادت لتشهد ميلاً سلبياً.
بالنسبة لأسعار المعادن الثمينة هذا اليوم، فهي تميل للارتفاع باستفادة من الطلب الذي تدفّق إليها بعد انخفاض الأسعار أمس، لكن الارتفاع الذي حصل اليوم ليس بكبير و هذا ما يبقي على أسعار المعادن الثمينة في تداولات ضمن مستويات متدنية نسبياً.
يتداول سعر الذهب اليوم حول مستوى 1624.40 دولار للأونصة مكتسباً حوالي 0.26%، كذلك ارتفع سعر الفضة ليتداول الآن عند مستوى 30.67 دولار للأونصة، مكتسباً بذلك 0.29% من إغلاق نيويورك يوم أمس. بالنسبة لسعر البلاتين، فهو يتداول الآن تماماً عند مستوى إغلاق نيويورك أمس حول سعر 1491.00 دولار للأونصة. إن هذه الأسعار كما هي في تمام الساعة 03:11 صباحاً بتوقيت نيويورك ( الساعة 07:11 بتوقيت غرينتش ).
يسعى زعماء أوروبا لوضع تفاصيل الخطط التي من خلالها يتجهّون لحل أزمة الديون السيادية أو على الأقل احتواءها، لكن المتداولون الآن في انتظار أي مستجدات حول هذا مما قد يبقي على التداولات الضيقة لكن المتذبذبة جداً في نفس النطاق المعهود. لكن بعد إعلان فرنسا و ألمانيا بأن القمّة التي سوف تعقد يوم الأحد القادم لن يتم اتخاذ قرار حاسم من خلالها، بل سوف يتم عقد اجتماع ثان يوم الأربعاء لوضع الحلول، و هذا ما قد سبب تذبذباً كبيراً في الآراء بين المتداولين تطلّب بعض طلبات الملاذ الآمن.
هنالك نقطة هامة أصبح المتداولون ينظرون لها، و هي ماذا سوف تشمل الاتفاقات الأوروبية من مطالبات للقطاع العام بتحمّل مخاطر الدين اليوناني، و هذا بحسب ما صدر بشكل رسمي من المستشارة الألمانية ميركل و كذلك من ساركوزي الرئيس الفرنسي عندما أشارا بأنهما يريدان بدء المفاوضات على الفور مع القطاع الخاص بهذا الشأن.
حتى الولايات المتحدة، فهي أصبحت مهتمّة جداً في أزمة الديون الأوروبية، و أشار الرئيس الأمريكي هذا اليوم عقب اجتماع له في البيت الأبيض مع رئيس وزراء النرويج، بأن هنالك اتفاق بين الدولتين من أجل العمل مع أوروبا للمحافظة على استقرار المنطقة الأوروبية و عدم تفشّي أزمة الائتمان أكثر لمخاطر انعكاس ذلك على شكل تدهور مالي و اقتصادي عام في الاقتصاد الدولي.
كل هذه الحقائق التي أشرنا لها، قد تبدو بأنها مليئة في الآمال، لكن في الحقيقة أن كثرة الحديث و الاهتمام في هذه الأزمة يعطي انطباعاً عن سوء الوضع المحتمل حصوله في حال عجز قادة الاتحاد الأوروبي من التوصّل لاتفاق كاف من أجل الحد من انتشار أزمة الديون السيادية، و فشل القادة في إقناع الأسواق المالية في الحلول المقترحة و قدرتها على احتواء الأزمة، قد يكون أثره مدمّراً على الأسواق المالية مما قد يسبب تذبذب هائل في أسواق المعادن الثمينة.