التحليل الأساسي للمعادن الثمينة
المعادن الثمينة تتعافى بعض انخفاضها الحاد
شهدت المعادن الثمينة يوم أمس موجة بيوع هائلة دفعت في أسعارها للانخفاض بشكل حاد، و أغلق سعر الذهب تداولات نيويورك يوم أمس على انخفاض مقداره 1.76% عند مستوى 1628.00 دولار للأونصة، كذلك أغلق سعر الفضة على انخفاض مقداره 0.58% عند سعر 30.75 دولار للأونصة فيما البلاتين أغلق عند مستوى 1557.00 دولار بانخفاض مقداره 3.17%.
لكن، رغم هذا الإغلاق السلبي خلال جلسة نيويورك، لكن نستطيع أن نرى بأن المعادن الثمينة انخفضت بشكل أكثر حدّة خلال الجلسة الآسيوية و الأوروبية أمس، حيث حقق سعر الذهب الأدنى له خلال جلسة أمس عند مستوى 1532.00 دولار فيما انخفض سعر الفضة نحو سعر 26.02 دولار للأونصة. كذلك، نجد بأن سعر البلاتين حقق الأدنى له عند مستوى 1468.00 دولار للأونصة. و بالنسبة لهذه الأسعار، نستطيع أن نقول بأن إغلاق نيويورك أمس كان إيجابياً بشكل عام، حيث أن المعادن الثمينة قلّصت من الخسائر الحادة التي تعرّضت لها.
بدأ سعر صرف الدولار الأمريكي في التراجع يوم أمس، حيث أن هنالك بعض الآمال في الأسواق المالية تتجه نحو التفاؤل في اجتماع أوروبي و الذي يعتقد المتداولون بأنه سوف ينتج قرار توسيع خطّة الإنقاذ من خلال توسعة صندوق الاستقرار المالي الأوروبي أو القيام في أساليب أخرى لزيادة قدرة الصندوق على منح الدعم و شراء سندات الدول المتعثرّة، من جهة أخرى، يجب أن نعلم بأن ذلك يحتاج لموافقة البرلمان في الدول المشاركة.
إن اجتماع القادة الأوروبيين في 21 الماضي من هذا الشهر تم من خلاله الموافقة على توسعة قدّرة الصندوق، لكن الآن هنالك تعارض في الآراء بين توقعات النتائج في أسلوب هذه التوسعة، و هنالك مطالب في الأسواق المالية بأن يتم توسعة الصندوق بحوالي 2 تريليون ، و هذا المبلغ الذي تم تقديره من خلال الأسواق المالية باعتقادهم بأنه المبلغ اللازم من أجل إيقاف امتداد أزمة الديون.
لكن مع ذلك، ما زالت الأسواق المالية حذرة جداً حتى في هذا التفاؤل، و هذا الحذر يوفّر طلباً للمعادن الثمينة مما دفعها للارتفاع خلال جلسة هذا اليوم. كذلك، انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي كان دافعاً لأن يتجه المضاربون مجدداً لأسواق المعادن الثمينة التي انخفضت أسعارها بشكل حاد مما شكل فرص مضاربية جيدة بالنسبة لهم.
هنالك بعض التصريحات التي تصدر من بعض صناديق التحوّط يشير المدراء فيها إلى أنهم ما زالوا يعتقدون بأن الإيجابية محتملة في سعر الذهب خلال الفترة المقبلة، و كذلك بالنسبة للفضة مع بعض التحفّظ. حيث أنهم يعتقدون بأن الظروف الاقتصادية الحالية ما زالت تشكل دافعاً لطلب الذهب كملاذ آمن أو على الأقل طلب الذهب لتخفيض المخاطرة التي سببها حالة عدم اليقين. "الرئيس التنفيذي في أحد صناديق التحوط " مورتين سبينر " و التي تبلغ قيمتها 1.8 مليار جنيه إسترليني و هي محفظة ( IAM ) ، أشار إلى أنه ما زال إيجابياً في توقعات سعر الذهب، و أن الانخفاض الحاد الذي حصل لم يمسح أرباح المتداولين طويلة الأمد، حيث أن الذهب بالرغم من انخفاضه الحاد إلا أنه ما زال مرتفعاً أكثر من 7% مقارنة بأسعار بداية شهر تموز ، و ما زال مرتفعاً بأكثر من 14% منذ بداية هذه السنة، و بذلك لم يشكّل الانخفاض الذي حصل حتى الآن أي تهديد على الأرباح المعوّمة، وهذا سبب احتفاظهم في احتياطيات من الذهب."
استغلال انخفاض سعر الذهب، و انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي، و الحاجة لتخفيض المخاطر في الأسواق المالية المرتفعة العائد أسباب تدفع المتداولين لطلب المعادن الثمينة. فالاتجاه نحو أسواق الأسهم التي حققت مكاسب ممتازة خلال هذا اليوم و يوم أمس، ما زال بحاجة لخفض المخاطرة بسبب حالة عدم اليقين التي تسود الأسواق المالية. بذلك، نرى أسعار المعادن الثمينة هذا اليوم تتداول بإيجابية.
يتداول سعر الذهب اليوم حول مستوى 1650.40 دولار للأونصة مستمراً في إيجابيته التي بدأت منذ قاع يوم أمس، و ارتفع سعر الذهب خلال تداولات اليوم بمقدار 1.38% مقارنة بإغلاق جلسة نيويورك أمس. ارتفع سعر الفضة كذلك بمقدار 2.73% عندما تداول في هذه اللحظات عند مستوى 31.59 دولار للأونصة، كذلك نرى بأن البلاتين حقق مكاسب مقدارها 0.51% هذا اليوم ليتداول في هذه اللحظات عند مستوى 1565.00 دولار للأونصة. إن هذه الأسعار كما هي في تمام الساعة 03:11 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 07:11 بتوقيت غرينتش ).