التشاؤم يسيطر على الأسواق قبل بدء الجلسة الأمريكية
يسيطر التشاؤم على الأسواق العالمية اليوم، حيث فشل البنك الفيدرالي في اعادة الثقة إلى الأسواق على الرغم من اعلانه عن برنامج لإعادة حالة التوازن إلى محفظة حيازته من السندات في صالح السندات طويلة الأجل على حساب السندات قصيرة الأجل، مع تركيز المستثمرين على التوقعات المتشائمة من قبل البنك الفيدرالي، حيثاشار البنك الى أن تعاظم مخاطر تباطؤ معدلات النمو.
وبموجب الخطة فسيقوم البنك الفدرالي الأمريكي بإعادة التوازن إلى "ميزانيته العمومية والتي تبلغ قيمتها 2.8 تريليون دولار أمريكي"، وذلك من خلال ما تحدثنا عنه في الأسطر القليلة الماضية "شراء سندات طويلة الأجل بقيمة 400 مليار دولار أمريكي وبيع سندات قصيرة الأجل بقيمة 400 مليار دولار أمريكي"، في حين أكد الفدرالي على أن خطه هذه ستعمل على تمكينه من الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير عند مستوياتها المتدنية الحالية. حيث أكد البنك الفدرالي الأمريكي على أنه سيقوم بشراء سندات خزينة لأجل 6 إلى 30 عام.
ومع ذلك، سيطر التشاؤم على الأسواق العالمية مع انتشار مخاوف من أن اقتصاد الولايات المتحدة ربما يكون في طريقه إلى الركود من جديد ، حيث لمح البنك الفدرالي إلى تراجع توقعاته بالنسبة لمعدلات النمو الاقتصادي، في حين أن البنك الفيدرالي أشار أيضا إلى أن الأوضاع في سوق العمل لا تزال ضعيفة، حيث يتوقع البنك أن تظل معدلات البطالة مرتفعة وأن تتراجع تدريجيا فقط.
انخفضت مؤشرات الأسهم بشدة في نهاية جلسة يوم الاربعاء، بينما شهدت الاسواق الاسيوية والاوروبية انخفاضا حادا اليوم الخميس مع انتشار الذعر في الأسواق حول مستقبل معدلات النمو العالمي، في حين تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية في التعاملات الآجلة قبل افتتاح الجلسة الأمريكية.
سيصدر اليوم المزيد من البيانات من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث من المتوقع انخفاض طلبات الاعانة للعاطلين عن العمل في الأسبوع المنتهي في 17 أيلول، ?الى 420 ألف مقارنة مع القراءة السابقة بقيمة من 428 ألف، في حين من المتوقع أن ينخفض مؤشر طلبات الاعانة المستمرة للأسبوع المنتهي في 10 أيلول، ??الى 3.722 مليون، مقارنة مع القراءة السابقة بقيمة 3.726 مليون.
الظروف السائدة في سوق العمل لا تزال ضعيفة جدا، لأن أرباب العمل لا يزالون مترددين في إضافة موظفين جدد وسط الضعف الاقتصادي الراهن. علاوة على ذلك ، لا تزال معدلات البطالة مرتفعة فوق مستويات 9 في المئة، و ذلك يضيف ضغوطا سلبية كبيرة على النمو الاقتصادي، هذا بالاضافة إلى أن الشركات الأمريكية قد تفكر في تسريح المزيد من العمال خلال الفترة المقبلة، والذي قد يدفع معدلات البطالة إلى الارتفاع، حيث بين تقريرالعمالة لشهر آب عدم إضافة أية وظائف جديدة.
و سيصدر أيضا المؤشرات القائدة لشهر آب، حيث يعتبر المؤشر كمقياس للأنشطة الاقتصادية في المستقبل خلال ثلاثة إلى ستة أشهر المقبلة، ومن المتوقع أن يرتفع المؤشر بنسبة 0.1%، مقارنة بالقراءة السابقة بنسبة 0.5% في تموز.
لا تزال وتيرة النمو الاقتصادي ضعيفة، حيث أن ارتفاع معدلات البطالة، وتشديد شروط الائتمان، بالاضافة إلى ضعف معدلات الإنفاق، لا تزال تثقل على النمو الاقتصادي في أكبر اقتصاد في العالم، في حين أن علامات تباطؤ النمو العالمي بدأت في الظهور، و ذلك سيجعل الوضع أسوأ بالنسبة للنمو الاقتصادي.
والآن كل العيون ستكون موجهة على حكومة الولايات المتحدة، حيث اقترح الرئيس الأمريكي باراك أوباما حزمة تحفيز جديدة لدعم سوق العمل، و مع ذلك، فإن الجمهوريين يعارضون زيادة الضرائب على الأميركيين الأغنياء، وهو ما يمثل جزءا حيويا من خطة أوباما من أجل التأكد من أن الإنفاق الحكومي لن يضيف المزيد من الضغوط للعبء المالي المتضخم بالفعل، ويبقى أن نرى اذا كان الجمهوريون على استعداد للموافقة على خطة الرئيس أوباما، على الرغم من فرص حدوث ذلك تبدو قاتمة في الوقت الراهن.
وسيصدر من كندا مؤشر مبيعات التجزئة لشهر تموز، حيث من المتوقع انخفاض مبيعات التجزئة بنسبة 0.3%، مقارنة مع الارتفاع السابق بمعدل 0.7% في تموز، بينما من المتوقع ارتفاع مبيعات التجزئة باستثناء السيارات بنسبة 0.2%، مقارنة مع الانخفاض السابق بنسبة 0.1%.