سكان : خفض الانفاق وممارسات الشرطة وراء اعمال الشغب بلندن
قال سكان يوم الاحد ان الغضب ازاء زيادة معدلات البطالة وخفض الانفاق العام تضافر مع الاستياء من الشرطة لتفجير موجة من الغضب واعمال النهب في حي فقير بلندن.
واندلعت اعمال الشغب في حي توتنهام وهي منطقة تقع في شمال لندن المترامي الاطراف وتقطنها العديد من الجماعات مختلفة الاعراق مساء السبت في اعقاب مظاهرة احتجاج على مقتل رجل من السكان المحليين برصاص الشرطة.
واشعل مثيرو الشغب النار في سيارات للدورية ومبان وحافلة ذات طابقين. وانتهز اخرون فرصة انشغال الشرطة لنهب منطقة تجارية قريبة فحطموا واجهات ا لمتاجر وسرقوا اجهزة التلفزيون والكمبيوتر واحذية رياضية.
واغلقت الشرطة الشارع الرئيسي الذي يخترق توتنهام يوم الاحد بينما كانت تجري تحقيقات في اعمال العنف التي اسفرت عن اصابة 26 ضابطا بجروح. وشوهدت فيه سيارة محترقة على مقربة بينما تناثرت في الشارع قطع من الطوب التي استخرجت من الشارع لاستخدامها في رشق رجال الشرطة.
واستمر التوتر في المنطقة بينما تجمع السكان لينظروا في ذهول الى مشاهد الدمار حيث نفس بعضهم عن غضبه من الشرطة والحكومة.
وقال كثيرون ان مشاعر الاحباط تزايدت ازاء الوضع الاقتصادي المتردي الذي دفع الحكومة الى خفض الانفاق العام لكبح عجز الموازنة كما خرج الغضب عن السيطرة ازاء ما يتصوره البعض معاملة ظالمة من قبل الشرطة للاقليات العرقية.
وقال ساكن محلي عاطل يدعى سكوت الين انه يخشى من تفجر اعمال عنف مماثلة في مناطق اخرى من لندن.
واضاف الين البالغ من العمر 40 عاما لرويترز "يتزايد التوتر بسبب اجراءات خفض النفقات من جانب الحكومة الائتلافية. يشعر الناس في المناطق الاكثر فقرا من لندن وفي انحاء البلاد بانهم سيكونون ضحايا."
وتأتي أعمال الشغب قبل اقل من عام على دورة الالعاب الاولمبية التي ستتولى شرطة لندن تأمينها. وقال الين ان المناطق الفقيرة مثل توتنهام لا ترى فوائد لها من وراء مليارات الجنيهات التي تنفق على دورة الالعاب الاولمبية.
ومضى قائلا وهو يشير الى الاضرار التي تسببت فيها اعمال الشغب "الاسابيع القلائل الاخيرة كانت كلها تنصب على دورة الالعاب الاولمبية وكيف ستغير لندن وتعطينا ارثا ضخما. حسنا هذا هو الارث. الارث هنا بالفعل."
واوضح ان توتنهام تاثرت بشدة بالخفض الكبير في الانفاق الذي أمرت باجرائه الحكومة الائتلافية التي تشكلت قبل 15 شهرا في محاولة لموازنة امورها. وقلصت خدمات الشباب وارتفع معدل البطالة بعد تسريح عمال القطاع العام.
وتأتي أعمال الشغب بعد تفجر اعمال العنف عدة مرات في لندن في العام المنصرم خلال مظاهرات احتجاج ضد سياسات التقشف الحكومية. وقال جاسون وهو رجل اسود يبلغ من العمر 26 عاما ذكر اسمه الاول فقط ان اعمال الشغب هي "صرخة استغاثة".
واضاف "لا عمل لي ولا امل ولا اي شيء. ثم يتساءلون لماذا تقع الجريمة" موضحا انه لا يعمل منذ ان انتهى من الدراسة.
واوضح "هذا هو الجيتو.. هذه هي الاحياء المعدمة.. انهم لا يهتمون بامرنا. لقد اوقفتني الشرطة خارج منزلي بلا سبب.. لا توجد وظائف... الا انهم مع ذلك يريدون خفض الفوائد. لا سبيل امامنا للنجاة وهم (يتصرفون) كأنه لا أحد منهم لا يهتم بنا.
"هذا ظلم وقد ظلمنا كثيرا".
وقالت امراة تدعى ديانا (28 عاما) وهي ام لطفلين من منطقة انفيلد القريبة ان الغضب يتزايد بين الاقليات العرقية منذ زمن طويل لان الكثيرين يشعرون بان الشرطة لا تتعامل معهم بطريقة عادلة.
واضافت "بالتالي تستلب الكثير من الفرص من هؤلاء وهم من الطبقة العاملة وهذا من شانه ان يؤثر على الاقليات العرقية."
ومضت قائلة ان اعمال النهب لا مبرر لها لكن الناس يشعرون بالاستياء ورأوا في اعمال النهب وسيلة للتنفيس عن شعورهم بالاحباط وصب جام غضبهم على منظمات كبيرة.
وفي منطقة توتنهام هيل التجارية للبيع بالتجزئة وصل أصحاب المتاجر الذين روعوا عندما شاهدوا متاجرهم التي تعرضت للتحطيم والنهب.
وحطمت واجهات وابواب متاجر (بي.سي وورلد اند كاريز) لبيع السلع الالكترونية ومتاجر (اوه 2) لبيع الهواتف المحمولة ومتاجر ارجوس وجيه دي للملابس الرياضية