نرى هذا اليوم ارتفاعاً في سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل العديد من العملات الأجنبية، لكن الارتفاع الأكثر وضوحاً للدولار الأمريكي هو مقابل اليورو الذي تغيّرت آراء المتداولين حوله بعد أن اتجه البنك المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي نحو الإشارة إلى أن البنك يدعم النمو في وقت أراد فيه المتداولون البنك الأوروبي أن يركّز أكثر على مستويات التضخم. و بذلك، نرى موجة هابطة واضحة أصابت سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي. بيانات الأوامر الصناعية الألمانية التي أشارت إلى انكماش أكبر بكثير من التوقعات سببت مزيداً من الضغوط السلبية على اليورو، حيث أشارت البيانات بأن الأوامر الصناعية الألمانية قد انخفضت بمقدار 3.4%.
هذا اليوم، انخفض سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي بعد أن لامس اليورو أعلى سعر له مقابل الدولار عند 1.3626 دولار لليورو الواحد، فيما استمر الدولار في الضغط على سعر صرف اليورو حتى كسر مستوى الدعم 1.3575 و هذا ما دفع الزوج للانخفاض نحو الأدنى لليورو هذا اليوم مقابل الدولار الأمريكي عند سعر 1.3532. استمرار التداول ما دون سعر 1.3575 ( الذي أصبح الآن مستوى مقاومة ) قد يكون سبباً لدفع سعر صرف اليورو نحو مزيد من الانخفاض نحو الدعم الأقرب المتواجد عند 1.3500، فيما كسر هذا المستوى قد يكون سبباً لظهور مزيد من السلبية لدفعه أكثر نحو الأسفل.
بالرغم من الضغوط السلبية التي تعرّض لها الجنيه الإسترليني هذا اليوم مقابل الدولار الأمريكي، لكننا ما زلنا نرى الجنيه الإسترليني يتداول ببعض الإيجابية محاولاً تقليص الخسائر التي تكبّدها خلال يوم الجمعة الماضي. تداول سعر صرف الجنيه الإسترليني هذا اليوم بين 1.6088 و 1.6184 دولار أمريكي للجنيه الإسترليني الواحد، و بالرغم من الانخفاض الذي حصل خلال الساعات الأربع الماضية، إلا أن الجنيه استطاع أن يحتفظ ببعض الإيجابية ليتداول على ارتفاع بقياس تداولات هذا اليوم جميعها.
يشير التحليل الفني بأن استقرار سعر صرف الجنيه الإسترليني فوق 1.6090 قد يكون سبباً لأن نرى مزيداً من الاتجاه الصاعد، فيما الثبات فوق 1.6130 يزيد من احتمال استمرار الإيجابية لإعادة اختبار مستويات بين 1.6185 و 1.6250 دولار للجنيه الإسترليني الواحد. بيد أن كسر مستوى 1.6090 قد يكون بمثابة إنذار لاحتمال اختبار 1.6055 و ربما 1.5990 دولار للجنيه الإسترليني الواحد.
لم نرى هذا اليوم بيانات اقتصادية هامة من المملكة المتحدّة، لكن في نفس الوقت ينتظر المتداولون قرار البنك البريطاني هذا الأسبوع. إن حقيقة انكماش الاقتصاد البريطاني خلال الربع الرابع الماضي لم تكن سبباً لأن يتوقّف المتداولون عن توقع أن يغيّر البنك البريطاني سياساته النقدية أو على الأقل السياسات المالية ضمن خطط التسهيلات الائتمانية، و هذا ما يبقي على الجنيه الإسترليني محتفظاً في بعض القوّة حتى عند استمرار ارتفاع الدولار الأمريكي. التعارض الذي بدأ يصبح أكبر فأكبر بين أعضاء البنك البريطاني يعطي المتداولين سبباً للاعتقاد بأن البنك البريطاني قد يقوم بتغيير سياساته المالية في وقت ليس ببعيد خصوصاً مع الارتفاع الذي تشهده مستويات التضخم.
شهدنا خلال تداولات يوم الجمعة الماضي موجة صاعدة قوية للدولار الأمريكي مقابل الين الياباني بعد تداولات في غاية التذبذب، و اليوم استمر سعر صرف الدولار الأمريكي في الارتفاع مقابل الين الياباني بمقارنة إغلاق يوم الجمعة في تداولات الزوج الحالية. لكن في الحقيقة، معظم تداولات الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني هذا اليوم كانت ضمن نطاق تداول الزوج خلال الجمعة الماضي بعد صدور بيانات الوظائف الأمريكية التي أشارت إلى انخفاض ملموس مرّة أخرى في البطالة. فعلى شهرين متتالين، انخفض مستوى البطالة من 9.8% إلى 9.00% بأربع نقاط كل شهر.
ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي هذا اليوم مقابل الين الياباني بعد ملامسته للأدنى عند سعر 82.14 ين ياباني للدولار الأمريكي الواحد و لامس الأعلى عند سعر 82.47 ين للدولار. كما نرى، التداولات ضعيفة نسبياً، لكنها بالتأكيد تميل لصالح الدولار الأمريكي لليوم الرابع على التوالي.
يشير التحليل الفني إلى أن تداول الدولار الأمريكي ما دون 82.40 يبقي على احتمال عودة السلبية، لذلك على الدولار أن يؤكد لنا قدرته على الاستقرار فوق هذا المستوى و يغلق تداولات نيويورك هذا اليوم فوقه من أجل تأكيد قوّته. لكن في حال عجز عن ذلك، فأمامنا احتمال اختبار مستويات حول 81.85 الدعم الأقرب للزوج.