فكرة التوريث تعرضت لمذبحة عقب ثورة الياسمين في تونس، وعقب الأحداث التي شهدتها مصر واليمن، من الصعب تخيل إصرار نظم الحكم العربية على تمرير ملف التوريث، حسبما قال عمرو حمزاوي، المحلل السياسي لدى مركز كارنيجي للشرق الأوسط.منذ أن تم نقل السلطة بالصورة نفسها وبسلاسة في سورية في 2000، ذاعت فكرة الحكم من القبر في مختلف العواصم الجمهورية العربية، عبر التوريث. ومع كراهية الشعوب لذلك الملف، إلا أنه وجد قبولا ضمن بعض مؤيدي النظم الاستبدادية؛ لأن من شأنها تأمين استمرار الاستقرار، خاصة في الدول التي تعد ضمن الحلفاء الاستراتيجيين.الرئيس التونسي المخلوع بن علي كان قد منح المزيد من القوة الاقتصادية لعناصر من أسرته وأصهاره، بل إن عديدا من الساسة اشتبهوا في أنه كان ينوي الزج بزوجته ليلى في أتون السياسة، وترشيحها لخلافته، رغم أنها محل كراهية معظم التوانسة. في اليمن الفقير، حيث يحكم الرئيس علي عبد الله صالح، منذ أكثر من 30 عاما، كان ملف التوريث من القضايا محل الهمس. في الأسبوع الماضي، شهد اليمن تظاهرات واحتجاجات على غرار ما حدث في تونس، والمطالبة بتغيير سياسي شامل في البلاد، وإقفال احتمالات ملف التوريث. الرئيس اليمني خرج إلى الشعب وتحدث علنا لتهدئة الشارع، بالإشارة إلى أن ما يشاع عن التوريث هو ''منتهى الجلافة'': إننا ضد التوريث .. نحن مع التغيير، حسبما قال. أبناء الرؤساء العرب عموما، يعكسون صورا شابة لزعماء عصريين؛ مما يساعدهم على كسب ود النخب الإصلاحية. وعادة ما يتحلّق حولهم جماعات من الليبراليين والاقتصاديين الإصلاحيين؛ مما يخلق سمعة طيبة في دوائر رجال المال والأعمال والاستثمار. وحتى قبل الأحداث في تونس، لطالما أعربت أحزاب وقوى المعارضة ومؤسسات المجتمع المدني في مصر، عن رفض فكرة التوريث، من الأصل؛ مما دفعها إلى إطلاق حملة واسعة للتحذير من مخاطر هكذا سيناريو.