ويكيليكس : مصر رفضت عرضا لشراء تكنولوجيا وأسلحة نووية من السوق السوداء عقب انهيار الاتحاد السوفيتي

- الجارديان : الرفض جاء لتأكيد حرص مصر على منطقة خالية من السلاح النووي .. وخبيرة دولية : حذر مبارك دفعه للرفض
ترجمة – نفيسة الصباغ:
ذكرت صحيفتي “جارديان” و “هاآرتس” في تقرير لها اليوم أن مصر رفضت عرضا بشراء مواد نووية من دولة سوفيتية سابقة، ونقلت “هاآرتس” عن وثائق حديثة من ويكيليكس قولها إن مبعوثا أمميا أبلغ الولايات المتحدة العام الماضي إن الرئيس المصري محمد حسني مبارك، رفض عرضا من السوق السوداء لشراء مواد نووية في فترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق، وفقا لبرقية نشرت على موقع صحيفة جارديان اليوم وتعود لشهر مايو ٢٠٠٩.
وقالت “جارديان” في عددها اليوم أن موقف الرئيس مبارك يثير تساؤلات حول ما إذا كانت صفقات لبيع مواد نووية قد تم عقدها بالفعل خلال تلك الفترة، لدول أو جماعات في مرحلة فوضى بدايات التسعينات في روسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق.”
وكان سفير مصر في الأمم المتحدة ماجد عبد العزيز، وفقا لـ”جارديان”،أخبر المفاوض الأمريكي البارز روز جوتيموللر خلال التفاوض حول السيطرة على الأسلحة النووية، بهذه الأنباء .. ونقلت الوثيقة التي كتبت في مايو العام الماضي، أنه تم الإعلان عن ذلك خلال مناقشة حول جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي، باعتبارها واحدة من أولويات مصر، وقالت البرقية :”أخيرا في محاولة واضحة للتعبير عن أن مصر عضو يتحمل المسئولية قال عبد العزيز إن بلاده تلقت عرضا ببيع مواد نووية وأسلحة كانت تخص الاتحاد السوفيتي السابق بعد انهياره، لكن مصر رفضت ذلك العرض”. وحين سئل جوتيموللر عما إذا كان عبد العزيز يدرك أن ذلك الكلام صحيح، قال إنه كان في موسكو خلال تلك الفترة ولديه معلومات عن الأمر”
ورفض عبد العزيز التعليق على ذلك لـ”جارديان” ولم يوضح النص تحديدا الجهة التي قدمت ذلك العرض، إلا أن أدلة أخرى تشير إلى أن مجموعات مسلحة سابقة وعلماء نووين اكتشفوا فجأة فقدان مزاياهم ودخولهم في تلك الفترة.
وقالت ماريا روست روبلي خبيرة البرنامج النووي المصري التاريخي، إنها علمت من ٣ مصادر موثوقة، هي دبلوماسي مصري سابق، ومسئول عسكري وعالم نووي، أن طرفا غير مرتبط بالدولة، من إحدى دول الاتحاد السوفيتي السابق حاول بيع مواد وتكنولوجيا نووية لمصر.
وقالت روبلي التي تقوم حاليا بالتدريس في جامعة أوكلاند و كتبت دراسة عن أسباب عزوف بعض الدول عن اختيار مسار الطاقة النووية إن “مبارك رفض العرض انطلاقا من حذره الشديد، حتى بالنسبة للطاقة النووية، وألغى مخططات لبدء برنامج بعد كارثة تشيرنوبل”. وقالت إن التسريبات التي كشفت عنها وثيقة ٢٠٠٩، تكشف المرة الأولى التي أعلنت فيها الحكومة المصرية أنها تلقت عرضا لمساعدات ورؤوس نووية ومساعدات في تطوير تكنولوجيا نووية.
ومن جانبه، قال أولي هاينونن، الرئيس السابق لشعبة الحماية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه: “في وقت انهيار الاتحاد السوفيتي، كان هناك الكثير من الناس يعانون من صعوبات مالية. وكان بعض الرجال يبحثون عن طرق كثيرة لجمع المال وإنشاء شركات، وبيع المواد النووية، ولكن كان الأفراد هم من يقدمون العروض، وليس الدول”.
وتمت مصادرة عدة كيلوجرامات من اليورانيوم والبلوتونيوم المستخدمين في الأسلحة من المهربين خلال تلك السنوات. كما تم اكتشاف حسابات بنكية من حين لآخر لعلماء أسلحة سوفييت سابقين يعرضون خدامتهم في هذا المجال للبيع في الخارج. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحاول معرفة ما إذا كان عالما روسيا –أوكرانيا ممن عملوا على البرنامج السوفيتي في سيبيريا، كان يقوم بنفس العمل في إيران في منتصف التسعينات.
وفي الوقت نفسه، تركز القاعدة كثيرا على البرنامج النووي الباكستاني كمصدر محتمل لصنع قنبلة إرهابية.
وأضافت جارديان أنه “وسط حالة عدم اليقين في كل شيء، يؤكد الخبراء أنه إذا كان رأسا نوويا قد فقد في تلك الفترة الحرجة في بدايات التسعينات، فمن المحتمل أن يكون قد تم تفجيرها بالفعل الآن”