كيف كان أداء "ترامب" خلال الأشهر الأولى من ولايته وفقا للمعايير التي حددها بنفسه؟
ادعى الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أن وسائل الإعلام لا تولي اهتمامًا للقضايا السياسية الحقيقية، مثل الوظائف والاقتصاد والحدود ومواجهة "داعش".
وقال "ترامب" إن ما وصفها بــ"منابر الإعلام الزائف" ستضطر يومًا ما لمناقشة البيانات الجيدة المحققة في سوق العمل، وانتعاش الاقتصاد، والنجاح في التصدي للتنظيم الإرهابي، والتقدم الذي أحرزه في القضايا المتعلقة بالحدود وغيرها.
ويعتقد الرئيس الأمريكي –حسب ما صرح به للإعلام مؤخرًا- أنه قدم أداءً غير مسبوق خلال الأشهر الأولى من ولايته، لكن تقرير لـ"بي بي سي" كان له رأيًا آخر أكثر تفصيلًا حول ما أنجزه "ترامب" وفق أولويات سياساته التي أشار إليها
أربعة ملفات يجدر النظر إليها لتقييم أداء "ترامب"
1- الوظائف
- تعهد "ترامب" خلال الحملة الانتخابية بإضافة 25 مليون وظيفة خلال 10 سنوات، وحال نجح في ذلك بالفعل ستكون تلك أكبر إضافة يحققها أي رئيس لسوق العمل الأمريكي.
- يبدو سوق العمل في الولايات المتحدة حاليًا في حالة صحية، ويظهر تراجعًا في البطالة، وكان "ترامب" على حق حينما قال إن مزيدًا من الوظائف تضاف باستمرار، حيث وفر الاقتصاد الأمريكي 222 ألف فرصة عمل خلال الشهر الماضي فقط.
- لكن هذا الأداء المطرد لا يعني أن تغيرًا جذريًا قد طرأ أو اختلافًا عميقًا عما شهدته البلاد في عهد الرئيس السابق "باراك أوباما" الذي نمت الوظائف خلال عهده بوتيرة ثابتة.
- من بين المجالات التي لا تظهر أداءً إيجابيًا في الوقت الحالي هو الأجور، وطلب بالفعل من الرئيس "ترامب" العمل على معالجة هذا الأمر.
- وعد أيضًا الرئيس الأمريكي قبل انتخابه بجلب المزيد من فرص العمل من الخارج، وتحدث عقب انتخابه بفترة وجيزة حول كيفية إنقاذه 1100 وظيفة في أحد مصانع "كارير" لمكيفات الهواء، ثم تفاجئ الجميع بانتقال 600 من هذه الوظائف إلى المكسيك بعد أشهر.
- ما زالت شركات أخرى مثل "فورد" تتوسع في الخارج، ورغم تأكيد "ترامب" على أنه سيعكس هذا الاتجاه، إلا أن من الصعب إثبات ذلك.
2- الاقتصاد
- تباطأ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام الجاري إلى 1.4%، مقارنة بـ2.1% خلال الربع الأخير من عام 2016.
- كانت هذه واحدة من أسوأ القراءات التي سجلها الناتج المحلي الإجمالي منذ عام، لكن اقتصاديون قالوا إن عادة ما يشهد الربع الأول من العام تباطؤا.
- كان "ترامب" على حق عندما وصف الاقتصاد الأمريكي بـ"القوي"، إذ يحظى باتجاه صعودي منذ عام 2008.
- حدد البيت الأبيض هدفه للنمو هذا العام عند 3%، وهو ما يبدو تحديًا قويًا إذ لم يتجاوز متوسط النمو 2% سنويًا منذ عام 2001، فيما يقدر مكتب الميزانية التابع للكونجرس متوسط النمو للعام الجاري بنحو 1.9%.
- يعزى بعض التحسن في سوق الأسهم إلى التوقعات بشأن التعديلات الضريبية وتبسيط اللوائح التنظيمية، لكن "ترامب" ما زال غير قادر على تمرير هذه الإصلاحات إلى الآن.
3- مواجهة داعش
أكد "ترامب" خلال الحملة الانتخابية وجود خطة سرية لمواجهة التنظيم، ومنذ توليه قيادة البيت الأبيض أمر بإعادة النظر في سياسة الولايات المتحدة تجاه "داعش".
- رغم انتقاده لسياسة "أوباما" في التعامل مع الجماعة المسلحة، فإن استراتيجية "ترامب" مشابهة لها بشكل مذهل، حيث ارتكزت على تواصل الضربات الجوية وتعزيز دعم القوات المحلية، وتجميد أصول عناصر التنظيم.
4- الحدود
- خلال أول 100 يوم من حكم الرئيس "ترامب" أعتقل نحو 41 ألف شخص للاشتباه في دخولهم البلاد بشكل غير قانوني، بينهم نحو 10800 شخص لم توجه لهم أي إدانات جنائية، مقارنة بـ4200 شخص في خلال نفس الفترة من عام 2016.
- مع ذلك ورغم تحذيرات "ترامب" خلال الحملة الانتخابية، بلغ عدد المرحلين خلال أول 100 يوم من حكمه 54.6 ألف شخص، مقارنة بـ62 ألفًا خلال نفس الفترة من العام السابق.
- أعادت المحكمة العليا قراره بحظر دخول مواطني ستة بلدان للعمل بشكل جزئي، بعد أسابيع من حظره من قبل القضاء، بما يسمح للزوار القادمين من هذه الدول بالدخول إذا كانت تربطهم علاقات حسنة النية داخل الولايات المتحدة.