ماذا تعني الدعوة لانتخابات مبكرة في المملكة المتحدة بالنسبة لـ"بريكست"؟
2017-04-20
دعت رئيسة وزراء بريطانيا "تيريزا ماي" إلى عقد انتخابات مبكرة في الثامن من يونيو/حزيران القادم، وذلك في إطار الاستعداد لعامين من المفاوضات للخروج من الاتحاد الأوروبي.
وفي إطار الاستعداد لمفاوضات "بريكست"، يتمتع حزب المحافظين الذي تنتمي المعارض الأمر الذي يدعم موقف رئيسة الوزراء بشكل أكبر، ونشرت "بلومبرج" تقريرا عما تعنيه الدعوة لانتخابات مبكرة بالنسبة لـ"بريكست".
لماذا دعت "ماي" لانتخابات مبكرة الآن؟
- رغم استبعادها الدعوة لانتخابات مبكرة منذ توليها رئاسة الوزراء العام الماضي، تغير موقف "ماي" نتيجة وجود أغلبية في مجلس العموم بحوالي 17 مشرعا فقط.
- في ظل بعض الانقسام بين المؤيدين لـ"بريكست" والمعارضين له، ربما تبقى أيدي "ماي" مكتوفة في التفاوض على الخروج بعد نتيجة الاستفتاء التاريخي، وبالتالي، فإن عقد انتخابات مبكرة يعزز مواقفها في ظل التقلبات الاقتصادية.
ماذا يعني ذلك لـ"بريكست"؟
- حال نجاح "ماي" في تعزيز أغلبيتها في البرلمان، فسوف تمتلك مفوضا شخصيا قويا يدعمها خلال مفاوضات "بريكست"، وحتى الآن، تتجه "ماي" نحو مفاوضات صعبة مع ممثلي الاتحاد الأوروبي للخروج والتي يمكن أن تفقد بريطانيا مزايا السوق الموحدة والاتحاد الجمركي والسيطرة على الهجرة.
- من المتوقع أن يسفر فوز حزب المحافظين في الانتخابات المبكرة عن منح مرونة كبيرة لـ"ماي" من أجل توفير امتيازات هامة خلال مفاوضات "بريكست" دون القلق من إمكانية دعمها من جميع الأطراف في الحزب.
ما القضايا الرئاسية التي ستكون في الانتخابات؟
- بالفعل ستكون القضية الرئيسية المطروحة في هذه الانتخابات هي "بريكست"، وسوف يحاول حزب العمال إثارة الجدل بان مفاوضات المحافظين سوف تتسبب في مجتمع غير عادل.
- رغم ذلك، فإن الأجندة المحلية لـ"ماي" التي تعد ببناء دولة صالحة للجميع ربما تخفف من حدة الهجوم ضدها في الوقت الذي ستنطلق فيه حملات الديمقراطيين الليبراليين لمناهضة الرحيل عن التكتل الأوروبي الموحد.
ما هو حال المعارضة؟
- تبدو المعارضة المتمثلة في حزب العمال في بريطانيا مبعثرة، وتمثل هذه الانتخابات المبكرة فرصة لهم لتعزيز مواقفهم على الأرض.
- بالطبع سوف تكون الانتخابات أيضاً فرصة للديمقراطيين الليبراليين للحصول على المزيد من المقاعد في البرلمان حيث يرون أن دعمهم للبقاء في الاتحاد الأوروبي سيزيد تواجدهم.
- في اسكتلندا المناهضة لـ"بريكست"، ستزيد بالطبع حالة الانقسام بين المعارضة حيث يهيمن في هذا البلد الحزب الوطني الاسكتلندي.
ماذا يعني الأمر لاسكتلندا؟
- في الوقت الذي ربما تمنح فيه هذه الانتخابات المبكرة فرصة لـ"ماي" من أجل دعم موقفها، فإنها فرصة أيضاً لرئيسة الوزراء الاسكتلندية "نيكولا ستيرجيون".
- حال نجاح الحزب الوطني الاسكتلندي في تعزيز التواجد بالبرلمان، فإن ذلك يعني منح "ستيرجيون" صلاحية للدعوة إلى عقد استفتاء ثان من أجل الانفصال عن المملكة المتحدة بعد خسارة استفتاء 2014 الذي سبق "بريكست".
- اختار الاسكتلنديون في استفتاء "بريكست" العام الماضي البقاء في الاتحاد الأوروبي، وبالتالي، فإن النتيجة جاءت مغايرة لموقفهم.
هل يمكن أن تدعو "ماي" لانتخابات مبكرة من تلقاء نفسها؟
- اعتاد رئيس الوزراء في بريطانيا امتلاك صلاحية الدعوة إلى عقد انتخابات مبكرة خلال الدورة الانتخابية التي تمتد لخمس سنوات، ولكن هذا الأمر تغير عام 2011 عندما سعى ائتلاف الديمقراطيين الليبراليين والمحافظين لتشريع قانون البرلمان الثابت.
- بناء على هذا القانون، تحتاج الحكومة لتصويت ثلثي البرلمان في مجلس العموم من أجل امتلاك صلاحية الدعوة لانتخابات مبكرة، ومع ترحيب حزب العمال بدعوتها مؤخرا، يبدو أنها ستفوز بهذه الصلاحية.
ماذا تعني الانتخابات المبكرة للأسواق؟
- قفز الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوى في أكثر من شهرين أمام الدولار بعد إعلان "ماي" الدعوة لعقد انتخابات مبكرة.
- رغم أن هذه الانتخابات تمثل فترة من عدم اليقين للأسواق، إلا أنها تمثل تفويضا قويا لـ"ماي" على المدى الطويل سيزيد الاستقرار بعد ذلك لأنها ستكون أكثر صلابة في التفاوض على "بريكست" دون النظر إلى أي مصالح حزبية.