أسعار النفط لن تنهار قريباً .. كيف يركز الجميع على البيانات الخطأ؟
في الآونة الأخيرة، يركز المتعاملون في أسواق الطاقة بشكل كبير على بيانات المخزونات الأمريكية من النفط الخام.
فعندما تصدر إدارة معلومات الطاقة تقريرها الأسبوعي حول المخزونات، يركز الجميع على ارتفاع أو انخفاض مخزون النفط، بينما يتم تجاهل إلى حد كبير تفاصيل أخرى في التقرير حول مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
البحث عن المنتجات النفطية
- مع اقتراب موسم رحلات القيادة الصيفية في الولايات المتحدة، ينبغي ألا تصبح مخزونات النفط هي النقطة التي تجذب انتباه المتعاملين، على الأقل في المدى القصير، وإنما مخزونات المنتجات النفطية وهوامش التكرير.
- المخزونات الأمريكية من النفط التي وصلت إلى مستويات قياسية لا توجد لها صلة مباشرة بموسم القيادة الصيفية، وإنما مخزونات البنزين والديزل فقط.
الأسبوع الماضي، انخفضت مخزونات البنزين للأسبوع السابع على التوالي، كما تراجعت مخزونات نواتج التقطير التي تشمل الديزل.
- بعبارة أخرى، يوجد الكثير من النفط، في صورة مادة خام، إلا أن هناك انخفاضا في المنتجات النفطية المكررة، وهي ما يحتاجه السائقون، وذلك بحسب ما ذكره التقرير الذي نشرته "بلومبيرج".
هوامش التكرير
- تنعكس أهمية المنتجات المكررة في قيمة هوامش التكرير، وهي الفارق السعري بين النفط الخام والمنتجات النفطية المستخرجة منه.
- يتم حساب هامش تكرير البنزين من خلال طرح سعر برميل واحد (42 جالونا) من النفط من سعر برميل من البنزين.
يوجد هناك أيضاً هامش لتكرير زيت التدفئة، وهامش تكرير يطلق عليه "3-2-1" والذي تم تصميمه ليعكس نسبة المنتجات المستخرجة في المصافي الأمريكية من النفط الخفيف الحلو، حيث يتم استخراج 3/2 برميل من البنزين و3/1 برميل من زيت التدفئة من كل برميل من النفط الخام.
- يتم حساب هامش التكرير "3-2-1" عن طريق إضافة سعر برميلين من البنزين إلى سعر برميل واحد من زيت التدفئة، مطروحاً منه سعر ثلاثة براميل من النفط الخام.
- هوامش التكرير المرتفعة تحفز بشكل تلقائي مصافي التكرير على شراء المزيد من النفط الخام وتحويله إلى منتجات مكررة، وهذا من شأنه أن يرفع الطلب على النفط، ويؤدي إلى انخفاض مخزونات النفط وارتفاع أسعاره.
- في الأسابيع الأخيرة، ارتفع هامش تكرير البنزين بسرعة الصاروخ، وهو ما أسهم في تحسن أسعار خام غرب "تكساس" بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي، والذي استمر في التراجع لأكثر من شهر وتحديداً من 23 فبراير/شباط.
ليس هذا فحسب
- في حين أن هوامش التكرير تقود حالياً أسعار النفط إلى الأعلى بدعم من ارتفاع طلب مصافي التكرير، تدعم أيضاً أساسيات السوق أسعار الخام.
- على جانب العرض من المعادلة، يبدو أن أعضاء اتفاق"أوبك" لخفض الإنتاج في طريقهم لاتخاذ قرار في اجتماعهم المقرر عقده في 25 مايو/أيار بتمديد الاتفاق إلى ما بعد يونيو/حزيران القادم.
- أما على جانب الطلب، تستمر الديناميات العالمية في التحسن، مع حفاظ مؤشر مديري المشتريات الصناعي الصيني Caixin على وتيرة توسعه، وتسارع نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي على الأرجح خلال عام 2018، وإن كان بوتيرة متواضعة.
- من المرجح أن تؤدي هذه العوامل إلى زيادة في الطلب على النفط.
التحليل الفني أيضاً يشير إلى استمرار تحسن أسعار خام غرب "تكساس" في الفترة القادمة، وهو ما تظهره أنماط التداول في مؤشرات مثل مؤشر "ستوكاستيك".
- الآن، وعندما يتم ترتيب الأوراق التالية بجانب بعضها: تراجع المخزونات الأمريكية من المنتجات المكررة في الآونة الأخيرة بأكبر وتيرة في أكثر من عقد من الزمان، والقفزة التي شهدتها هوامش تكرير البنزين، واتفاق "أوبك" لخفض الإنتاج الذي من المرجح أن يتم تمديده، والارتفاع المتوقع في حجم الطلب العالمي، يبدو أنه من الصعب جداً مجرد تخيل انهيار أسعار النفط مباشرة قبل موسم القيادة الصيفية في الولايات المتحدة.