من يمكنه تغيير مستقبل أمريكا..القطاع التكنولوجي أم "ترامب"؟
2017-03-28
ربما يتخيل البعض أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" سيكون على رأس السلطة في البلاد لثماني سنوات، وفي هذه الحالة، ستتغير حياة المواطنين بالطبع بحلول عام 2024، ولطالما زخر التاريخ برجال غيروا حياة شعوبهم، ورغم ذلك، يرى مؤرخون أن لهؤلاء الرجال – لاسيما من هم على رأس السلطة – تأثير قليل نسبياً على حياة الشعوب في حين يكون التأثير الأكبر للمناخ والتكنولوجيا.
وأوضح تقرير نشرته "فاينانشيال تايمز" أن نظرية الرجال العظماء تعيش فقط في الصحف مثلما يحدث هذه الأيام في ظل تركيز العديد من وسائل الإعلام الأمريكي على الرئيس "ترامب" وقراراته التي ستغير حياة المواطنين، وهو ما يعد مضللا لأنه يركز على الشخص وليس توجهاته، في حين أن للقطاع التكنولوجي تأثير كبير مثلما أثر الجوال في حياة الأمريكيين أكثر من تأثير الرئيس السابق "أوباما".
الواقع الافتراضي
- يحوم الجدل بخصوص المستقبل حالياً حول سؤال غير مجاب عنه بشأن ما إذا كان الروبوت سيستحوذ على وظائف البشر، فعندما يتخيل البعض تواجد "ترامب" في البيت الأبيض لثماني سنوات، ستتغير الأمور.
- من ضمن التغيرات أن يكون لتكنولوجيا الواقع الافتراضي مكان فسيح في الحياة بحيث يمكن للشخص ارتداء نظارات الواقع الافتراضي والتواجد داخل مكتب مدير عمله في دولة أخرى، فمثلما غير الإنترنت الحياة، سيغير الواقع الافتراضي أيضاً العالم.
- علاوة على ذلك، ستظهر وسائل جديدة للترفيه، فمن الممكن أن يقف الشخص في ملعب رياضي ومتابعة مباراة كرة قدم لفريق "برشلونة"، وفي أيامنا الحالية، يعيش البشر بين عالمين الواقعي والرقمي.
- لا تخلو التكنولوجيا من أضرار، وفي تقنية الواقع الافتراضي، يمكن أن يقع الشباب ضحية اضطرابات نفسية وانفصال عن الواقع ولن يتمكن البعض من التمييز بين الحقيقي والافتراضي.
- لن يتوقف الأمر على الواقع الافتراضي، بل سيتطرق إلى اكتشاف أنواع جديدة من الأدوية والعقاقير التي تعالج أمراض قاتلة تسهم في إنقاذ الكثيرين ليزيد متوسط الأعمار، كما يمكن زرع مستشعرات في أجساد البشر لإبلاغه بأي اضطراب ولحاجة لتناول دواء معين وتحذيره قبل أزمة قلبية، كما أن الأثرياء ربما يمكنهم استبدال جيناتهم أو أعضائهم المريضة بأخرى صحية.
رؤية قابلة للتحقق
- في العديد من الدول، لا يتسنى للبعض العناية بكبار السن وتعاني دول مثل الصين من ارتفاع تكاليف رعاية المسنين، ولكن ربما تسمح حكومات بدخول مهاجرين لرعاية كبار السن، وبحلول 2030، يتوقع البعض جذب الدول الغنية للمهاجرين من أجل ذلك.
- رغم ذلك، فإن الروبوت من الممكن أن يحول دون حدوث هذا الأمر ليقتحم مجال رعاية المسنين والصغار أيضاً كما حدث في اليابان بالفعل، وسوف يدخل الواقع الافتراضي أيضاً هذا المجال.
- يتوقع علماء أن يغزو الواقع الافتراضي حياة البشر في رؤية قابلة للتحقق، فمن الممكن أن تعتني الأم بأبنائها وهي في العمل، وربما تدخل التقنية الفريدة قطاع الطاقة لمعالجة مشكلة التغيرات المناخية في ظل توجه دول العالم – عدا إدارة "ترامب" – نحو حل المشكلة.
في ضوء ما سبق، لا يمكن لـ"ترامب" تغيير مستقبل أمريكا كونه رئيسا سوى بتأثير ضئيل، ولكن التكنولوجيا بوسعها تحقيق ذلك بشكل كبير، وسيتذكر التاريخ كثيرا من ابتكر الإنترنت والواقع الافتراضي، ولكنه سيذكر الرؤساء في سطور قليلة.