لهذه الأسباب ستشكل بيانات المخزون الأمريكي مصدر خوف لـ"أوبك"
2017-03-14
صارت بيانات المخزون الأمريكي من النفط الخام مصدر إزعاج شديد للمنتجين الرئيسيين القلقين بالأساس حيال احتمالات نجاح الجهود التي تقودها "أوبك" لإعادة التوازن بين العرض والطلب في الأسواق، بحسب تقرير لـ"ماركيت ووتش".
وأظهرت أحدث البيانات الحكومية ارتفاع مخزونات الخام لدى الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي جديد خلال الأسبوع المنتهي في الثالث من الشهر الجاري، تزامنًا مع تزايد نشاط الواردات والمصافي ونمو الإنتاج المحلي لأعلى مستوى في عام.
تطور غير مسبوق
التزايد المستمر في الإنتاج المحلي الأمريكي إلى جانب نمو المخزونات لمستوى قياسي، سيضعان ضغوطًا على أسعار النفط، كما سيسهم تحسن العرض في الولايات المتحدة في الحد من الاتجاه الصعودي بالأسواق العالمية وتفاؤل المستثمرين.
- تزامنًا مع صدور البيانات الأربعاء الماضي، أنهت أسعار النفط التعاملات عند أدنى مستوياتها في حوالي ثلاثة أشهر، وسجل خام "نايمكس" الأمريكي خسائر بنسبة 5.4%، فيما بلغت خسائر خام "برنت" القياسي 5%.
- أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة، ارتفاع مخزونات الخام بمقدار 8.2 مليون برميل إلى 528.4 مليون برميل، وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق، لتواصل بذلك تسجيلها مستويات قياسية للأسبوع الرابع على التوالي.
- تعليقًا على إعلان وزارة الطاقة الأمريكية بيع جزء من الاحتياطيات، قال محللون إن البيانات أظهرت تحولا طفيفا في المخزونات الإستراتيجية بلغ 250 ألف برميل، بينما تترقب الأسواق ارتفاع تلك الكمية إلى 16 مليون برميل.
ملامح النمو
جاء الارتفاع الكبير في معروض الخام الأمريكي عقب الانخفاض الكبير في مخزونات المنتجات النفطية، حيث تراجعت مدخلات المصافي بمقدار 172 ألف برميل يوميًا إلى متوسط بلغ 15.5 مليون برميل.
- على مدى الأسابيع الأربعة المنتهية في الثالث من مارس/ آذار، تراجع توريد منتجات بنزين المحركات (مؤشر للطلب) بنسبة 6.1% مقارنة بما كان عليه قبل عام إلى 8.8 مليون برميل يوميًا.
- في الوقت نفسه، واصل إجمالي إنتاج النفط الخام الارتفاع خلال الأسابيع الأخيرة، ليبلغ 9.088 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى له منذ الأسبوع المنتهي في التاسع عشر من فبراير/ شباط عام 2016.
- النمو المستمر بإنتاج النفط في الولايات المتحدة، جاء مدعومًا بتزايد عدد منصات التنقيب في البلاد على مدار الأسابيع الماضية إلى جانب الارتفاع النسبي بحجم الواردات.
الأثر ما زال محدودًا
انتاب الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط الشعور بالقلق إزاء احتمالات امتصاص الإنتاج الأمريكي المتنامي للآثار الإيجابية لجهود خفض المعروض العالمي وزيادة الأسعار.
- يجب على المنتجين البدء في التساؤل حول مدى استدامة النمو الذي طرأ على الإنتاج الأمريكي، والذي إذا استمر فسيعطل جهودهم لإعادة التوازن بين العرض والطلب العالمي في الأسواق سريعًا.
- قال وزير الطاقة السعودي "خالد الفالح" إن بلاده تحتمل القدر الأكبر من خفض الإنتاج وأنها تسعى نحو تحقيق المزيد من التعاون، مشيرًا إلى أنه تفاجأ من السرعة التي عادت بها عمليات النفط الصخري.
- مع ذلك، أبدى "الفالح" ترحيبه باستثمارات شركات النفط الصخري، معللًا ذلك باحتياج القطاع لمزيد من الإنفاق خلال السنوات المقبلة لتلبية الطلب.
- على أي حال وبعد مرور نحو نصف مدة اتفاق خفض الإنتاج الذي يستمر طيلة ستة أشهر تنتهي في يونيو/ حزيران، فإن البعض يرى ارتفاع الإنتاج الأمريكي كان محدود الأثر على أسعار النفط.