لهذه الأسباب سيظل التحول للاعتماد على الطاقة المتجددة أملا بعيد المنال
2017-02-28
لم يعد انخفاض الإيرادات المصاحب لانتشار نماذج المدن الرائدة في توليد الطاقة المتجدة خبرًا سيئًا لقادة شركات توليد ونقل الكهرباء باستخدام الوقود الأحفوري، وإنما أصبح أيضًا مشكلة لشركات الطاقة المتجددة نفسها وبالتالي لجهود خفض الانبعاثات.
وفي عام 2014، توقع محلل شبه رسمي في الوكالة الدولية للطاقة أن تصل تكلفة التخلص من الانبعاثات الكربونية من شبكة الكهرباء العالمية نحو 20 تريليون دولار من الاستثمارات حتى عام 2035.
لكن حتى مع ضخ هذه الاستثمارات على مدار العقدين المقبلين سيظل تحقيق الهدف بعيدًا عن المتناول، ويذكر هنا أن مصادر الكهرباء التي لا تولد إيرادات موثوقة لن تحظى باهتمام المستثمرين، بحسب تقرير لـ"الإيكونوميست".
الاستفادة من الجهود العالمية
عززت المعركة ضد التغير المناخي النمو في أعمال الطاقة المتجددة بما فيها مصادر الرياح والشمس خلال العقد الماضي، وخلال عام 2015 تدفقت استثمارات من عدة حكومات بقيمة 150 مليار دولار لدعم المبادرة عالميًا.
- لكن المدن الرائدة مثل "Wildpoldsried" الألمانية تحظى بكثير من الاستثناء، ففي عام 2015 شكلت المصادر المتجددة 7% فقط من الكهرباء المولدة في العالم، بينما أكثر من 80% من الطاقة العالمية ولدت من الوقود الأحفوري.
- الخبر السار هو أنه بعد عقد زمني من النمو انخفضت التكاليف، فرغم أن مصادر الطاقة المتجددة ما زالت مرتفعة في أماكن إلا أنها تواصل الانخفاض في أماكن أخرى، وأصبحت مصادر الرياح ذات تنافسية مقبولة.
- الدفع بالطاقة المتجددة إلى سوق الكهرباء له آثار تفوق حركة الأسعار ويطال الاستثمارات أيضًا، ففي البلدان الغنية اتجهت الحكومات لهذا النمط في ظل عدم حاجتها لتعزيز القدرة الإنتاجية نظرًا لتراجع الطلب.
الأثر ما زال محدودًا
من المنطقي تعزيز الإنفاق على إنتاجية المولدات التقليدية للاعتماد عليها حال عدم توافر الطاقة المتجددة، لكن ما الذي يجعل من المنطقي الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة ذاتها؟
- كونها تشكل جزءًا صغيرًا من النظام، فإن الطاقة المتجددة ما زالت بمعزل عن تأثير التكاليف الحدية المنخفضة على الأسعار، لأنه ما دامت المولدات تستخدم الوقود الأحفوري فإن أسعار الجملة للكهرباء ستبقى مرتفعة لحد مقبول.
- لكن بطبيعة الحال كلما تزايدت مصادر الطاقة المتجددة كلما تراجعت الأسعار، وفي بعض الأوقات تستطيع الطاقة المتجددة تغطية الطلب كاملًا مما يحيد الوقود الأحفوري كمؤثر في أسعار الجملة للكهرباء.
- مع انخفاض الاعتماد على الشبكة التقليدية للكهرباء يتقاسم عدد أقل من الناس التكاليف المرتبطة بها، ومع اتجاه الكثيرين لتوليد الطاقة الخاصة بهم، تضطر الشركات لرفع تكاليف خدمات الشبكة وهو ما يدفع نحو التخلي عنها.
تجارب ناجحة
في ولاية كاليفورنيا هناك دلالات على الأثر القوي لمصادر الطاقة المتجددة المحلية على الطلب على الكهرباء عبر الشبكة التقليدية، وبالتالي على إيرادات مرافق توليد الكهرباء.
- مع كل عام يمر يزداد إقبال سكان كاليفورنيا على استخدام الخلايا الشمسية، ونتيجة لذلك ينخفض الطلب على الكهرباء عاما تلو الآخر، وبطبيعة الحالة تهبط إيرادات المرافق.
- نفس الأمر تقريبًا يحدث في ألمانيا التي يوجد بها نحو 1.4 مليون مستخدم للألواح الضوئية محليًا، وبجانب الدعم والتحفيز الحكومي للقطاع ظلت أسعار التجزئة مرتفعة بينما انخفضت أسعار الجملة.
- هذا النمط من المولدات المنزلية لا يسهم في الحد من الطلب على شبكة الكهرباء التقليدية فقط، إنما يسمح بضخ فائض إنتاجه إلى الشبكة، ويكون على مرافق الكهرباء دفع مقابل هذه الفوائض.
تحديات محتملة
- الوصول بمصادر الطاقة المتجددة لما هي عليه الآن من تقدم نسبي تطلب عملا شاقا ومكلفا للغاية.
- الحصول على أنظمة تشكل بها الطاقة المتجددة 80% أو أكثر من الكهرباء التي يحتاجها المستهلكون، سيخلق تحديات أكبر رغم أن المصادر المتجددة باتت رخيصة نسبيًا.
- من المحتمل التخلي تمامًا عن مرافق توليد الكهرباء التقليدية في بعض الأماكن حول العالم مثل بلدة "Wildpoldsried" الألمانية، لكن هذا لا يعني بالضرورة توفير بدائل نظيفة وخضراء للجميع.