ما سر الشغف الصيني تجاه الوصول للمريخ ؟
2017-02-23
سجلت الهند قبل أيام رقمًا قياسيًا عالميًا بإطلاق 104 أقمار صناعية على متن صاروخ واحد، لتعزز زخم التسابق الآسيوي إلى الفضاء الذي تقوده الصين بعد إعلانها الأسماء المقترحة للمركبة المقرر انطلاقها إلى المريخ عام 2020.
وشملت الأسماء الصينية المقترحة –أعلن عنها قبل أسابيع- "مطاردة الأحلام" وحتى المخلوقات الأسطورية مثل "العنقاء الطائر" و"التنين المحلق".
ووفقًا لتقرير لـ"الإيكونوميست"، فإن لجنة التحكيم التي اختارت هذه الأسماء من بين أكثر من 35 ألف مقترح ستعلن اختيارها النهائي بحلول الرابع والعشرين من أبريل/ نيسان المقبل الذي يوافق الاحتفال الرسمي بيوم الفضاء.
لكن لماذا تحرص الصين على استكشاف النظام الشمسي في الوقت الذي يبدو فيه أغلب العالم أكثر تركيزًا على الأمور الخاصة بالكوكب؟
انطلاق الطموح الصيني
رغم السرية المحيطة ببرنامج الفضاء الصيني، إلا أن البلاد تبدو لديها رؤية طموحة لاستكشاف الفضاء، ذلك النوع من الطموح الذي يدفع المسؤولين عادة للتملص من وكالات الأنباء الغربية.
- وصول الصين إلى المريخ يدلل على استكمال مسيرتها بين القوى الفضائية الرائدة في العالم بنجاح، بعد انطلاق برنامج الفضاء الصيني عام 1956 والذي تعرض لارتباك هائل جراء "ثورة ماو الثقافية".
- تم تقويض موارد البرنامج خلال ثمانينيات القرن الماضي بفعل إصلاحات الرئيس "دينغ شياو بينغ" التي ركزت على التنمية الاقتصادية، واستمر الأمر إلى العقد التالي حتى اعتبرت الصين التقدم في قطاع الفضاء أمرًا إستراتيجيًا.
- يعزى هذا التحول جزئيًا إلى حرب الخليج عام 1991، عندما تمكن التحالف الذي شاركت فيه أمريكا من حسم النصر لصالحه بفضل الصواريخ الموجهة عبر الأقمار الصناعية، لكن محاولات التعلم من القوى الفضائية كانت "محبطة".
- بعد تعاون استمر لعشر سنوات شهدت إطلاق العشرات من الأقمار الصناعية الأمريكية على متن صواريخ صينية، توقفت العلاقات المشتركة في هذا الصدد بعد سلسلة من الإخفاقات ومزاعم سرقة التقنيات.
إخفاقات ومكاسب مأمولة
لم يسمح أبدًا لرواد الفضاء الصينيين بالولوج لمحطة الفضاء الدولية، بينما المشاركة الصينية الأولى في نظام الملاحة الأوروبي باستخدام الأقمار الصناعية "جاليليو" لم تسفر عن أي تقدم.
- مع تراجع فرص التعاون إلى حد كبير، ضاعفت الصين جهودها لتطوير التقنيات الفضائية محليًا، وأسفرت خسارتها لسفينة فضاء اتجهت إلى المريخ على متن صاروخ روسي معيب عام 2011 عن وضع الأمر ضمن أولوياتها.
- تمكنت الصين من تطوير قدراتها بشكل كبير بدءًا من المراقبة الأرضية حتى رحلات الفضاء البشرية، لكن هبوط مركبة على سطح المريخ قد يعد انقلابًا (تحطم قبل أربعة أشهر مسبار أوروبي-روسي قبل هبوطه على الكوكب).
- نجاح الصين في ذلك يمنحها تقدمًا على الهند صاحبة أول مسبار يصل المريخ في سبتمبر/ أيلول 2014، وعزز من هيبة الحزب الحاكم ومصداقية شعار الرئيس "شي جين بينغ" "حلم الصين" الرامي لاستعادة عظمة البلاد.
- الغرض العلمي للبعثة مهم أيضًا: لاستكشاف الغلاف الجوي للمريخ، والتقاط صور رادارية على عمق 400 متر تحت سطح الكوكب.
تطلعات ومخاوف
هناك خطط لإرسال أول رحلة بشرية متعددة الجنسيات ومزودة بتقنيات عالية بحلول منتصف الثلاثينيات المقبلة، وقد تم تشكيل كيان بمشاركة 13 دولة للترتيب لهذا الأمر، وبالطبع تنوي الصين الوجود بين أول الوافدين للكوكب الأحمر.
- يتمالك القوى الغربية الشعور بالخوف إزاء برنامج الفضاء الصيني، حيث إن الكثير من التقنيات التي طورتها بكين يمكن استخدمها لكلا الغرضين المدني والعسكري، كما أنها ارتبطت دومًا بجيش التحرير الشعبي (القوات المسلحة الصينية).
- خوفًا من نسخ التقنيات، تجنبت الولايات المتحدة وحلفاؤها الاستجابة لمطالب الصين بتجديد جهود التعاون.
- من المتوقع اكتمال أول محطة فضاء صينية خالصة بحلول عام 2022، قبل بضع سنوات من الاستغناء عن المحطة الدولية، واقتنصت بكين موافقة الأمم المتحدة على اعتبار محطتها بوابة للبلدان التي تفتقر قدرة الوصول للفضاء.
- في حال عدم التقارب بين برامج الفضاء الكبرى قبل ذلك، فإن أيا من هاتين المحطتين سيتوجب عليها أن تجوب في المدارات الفضائية الخاصة بمالكيها فقط.