لماذا وقع "ترامب" على انسحاب أمريكا من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ؟ وما أهميتها للأمريكيين؟
وقع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أمراً تنفيذياً في الثالث والعشرين من يناير/كانون الثاني بانسحاب الولايات المتحدة من التفاوض على اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ (TPP)، وعلق على هذا القرار قائلاً: "ما فعلناه أمر عظيم لعمال أمريكا".
وكان "ترامب" قد صرح أثناء حملته الانتخابية صيف العام الماضي في "أوهايو" بأن اتفاقية (TPP) تعد بمثابة كارثة أخرى تهدد مصالح الولايات المتحدة وتسلبها حقوقها، وتناولت "سي إن بي سي" في تقرير أسباب اتخاذ هذا القرار ومدى أهميته للأمريكيين.
ولم يكن "ترامب" وحده المعارض لهذه الاتفاقية، فقد صرحت منافسته في انتخابات الرئاسة "هيلاري كلينتون" بأنها ستوقف أي اتفاقيات تضر وظائف الأمريكيين أو تقلص أجورهم بسببها، مشيرةً إلى أنها ضد (TPP) وسوف تعارضها.
توفير وظائف وخسارتها
- أقبلت إدارة الرئيس السابق "باراك أوباما" على دعم اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ والتي تعنى بإقامة سوق موحدة لأمريكا وإحدى عشرة دولة أخرى مطلة على المحيط الهادئ من بينها كندا والمكسيك وتشيلي.
- اعتمدت فكرة الاتفاقية على سهولة تدفق السلع والبضائع بشكل أكثر حرية ومرونة وأقل تكلفة بين الدول المشاركة التي تمثل ثلث حجم التجارة العالمي.
- كان الغرض الأساسي لمشاركة أمريكا في الاتفاقية هو الحفاظ على هيمنة الولايات المتحدة التجارية على آسيا بجلب شركاء متنوعين تحت جناح الاقتصاد الأكبر في العالم في مواجهة تنامي تأثير الصين.
- تعتمد الفكرة أيضا لو أن جميع الدول المشاركة خفضت الضرائب على السلع المصدرة، فإن الولايات المتحدة ستدفع أسعاراً أقل على الواردات كما ستستفيد من العمالة الرخيصة في الخارج.
- أوضحت دراسة نشرها معهد "بيترسون" أن الاتفاق كان سيزيد صادرات أمريكا بحوالي 123 مليارات دولار وقدر "أوباما" أن يسفر عن إضافة 650 ألف وظيفة، كما يرى مؤيدوه أنه سيحسن الاقتصاد والأجور.
- علاوةً على ذلك، كان هذا الاتفاق سيعد بمثابة ضغط على الدول الأخرى لإصلاح اقتصاداتها وتخفيف القيود التجارية والممارسات الجمركية والضريبية.
اتفاق تجاري من دون فوائد تجارية
- أوضح خبراء أنه عند الحديث عن هذه الاتفاقيات – من بينها اتفاقية الشراكة بين دول أمريكا الشمالية "NAFTA" التي يعارضها "ترامب" أيضاً – تكمن المشكلة في أن الحكومات تدعم ثروات الشركات كي تزيد الوظائف والأجور، ولكن الواقع يقول إن ثرواتها تتزايد وتوزعها على المساهمين دون استفادة عادلة للعمالة.
- قال معارضون للاتفاقية إن "TPP" لا تعدو سوى كونها دبلوماسية أمريكية – وليست اقتصادية – لكبح التأثير الصيني، كما أن الشركات لم تتوقع مطلقاً تمريرها عبر الكونجرس
شملت الاتفاقية تخفيف قواعد حقوق العمال مع توسيع حماية حقوق الملكية الدولية، وهو ما انعكس سلباً على نفوس المواطنين في الولايات المتحدة الذين رأوا إجحافاً لهم بتوفير وظائف في الخارج وحتى في الداخل دون حقوق.
- والآن بعد انسحاب أمريكا من "TPP"، فإن إدارة "ترامب" سوف تنخرط في اتفاقيات تجارية أخرى مع كل دولة الأمر الذي سيستغرق وقتاً نظراً لأن اتفاقية الشراكة عبر الهادئ قد بدأت مفاوضاتها عام 2008.
- في المقابل، فإن سياسة الحمائية التي يعتزم "ترامب" تبنيها ربما تطلق حرباً تجارية كما أنها تمنح فرصة للصين لإبرام اتفاقيات مغرية للدول الأخرى مع المزيد من التأثير والنفوذ.
- ربما يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار الواردات للولايات المتحدة خاصة السلع التي اعتاد الأمريكيون عليها.