لهذه الأسباب ستواجه الأسواق مخاطر سياسية عقب الانتخابات الأمريكية بغض النظر عن الفائز بها
2016-11-03
سلكت الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة مساراً درامياً، منذ أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الجمعة الماضية استئناف التحقيقات في قضية البريد الإلكتروني لـ"هيلاري كلينتون" ومع ذلك تشير استطلاعات الرأي لتقدمها، بحسب تقرير لـ"فاينانشال تايمز".
ومع ذلك لن يعني فوز "كلينتون" انتصاراً للأسواق على المستوى العالمي أو في الولايات المتحدة، فسيكون على المستثمرين الاستعداد لمواجهة أنماط جديدة من المخاطر السياسية والاقتصادية بغض النظر عن من سيفوز في هذه الانتخابات.
اتجاهات جديدة مقلقة
أي سوق يتلقى دعما من آفاق فوز "كلينتون" على منافسها الجمهوري "دونالد ترامب" سيدرك في النهاية أن هذا يعني انقساما في الكونجرس والوصول إلى طريق مسدود بشأن سقف الديون مع احتمالات ضئيلة للإصلاح.
- بعد تصويت المملكة المتحدة لصالح قرار الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وصعود "ترامب" تنامت الاتجاهات السلطوية والقومية في الاقتصادات المتقدمة وفقاً لدراسة أجرتها "يوجوف".
- الانعكاسات المترتبة على المخاطر السياسية مرشحة لأن تكون أكثر تأثيراً في الأسواق المتقدمة مقارنة بالأسواق الناشئة، وفقاً لتوقعات صندوق النقد العالمي الذي أكد أن المخاطر السياسية في الاقتصادات الكبرى تهدد النمو العالمي.
- التهديد بسجن الخصوم بتهم الفساد وانتشار نظريات المؤامرة، آليات اتبعتها حملة "ترامب" مؤخراً، وهو ما يخلق شكوكا ليس فقط حول ملاءمة الخصم ولكن أيضاً حول المؤسسات السياسية للولايات المتحدة.
- غالبية الجمهوريين يعتقدون بأن الانتخابات ستكون مزورة، وفقاً لبيانات صادرة عن مركز الأبحاث "بيو"، رغم عدم وجود أي سابقة مماثلة في تاريخ الانتخابات الأمريكية.
الخطورة لا تكمن في الأشخاصالأمر الأكثر إثارة للقلق هو رفض "ترامب" للاعتراف بنتيجة الانتخابات حال هزيمته وتقويض المبدأ الأساسي للانتخابات الديمقراطية الذي ينص على قبول الخاسر للنتائج.
- هذه المخاطر السياسية تتسبب في تراجع الثقة في المؤسسات والنخب السياسية والاقتصادية والخبراء وفي وسائل الإعلام، فتشكل الثقة والإيمان بالمستقبل وليس فقط النمو درعاً للكيان السياسي ضد القومية.
- انهيار الثقة واضح للغاية من خلال الأعداد الهائلة للأكاذيب التي تعقبها موقع "Politifact" أثناء الحملة الانتخابية، وكما يقال "لو كانت كل الأمور زائفة فسيكون كل شيء مباحا".
- العوامل الناعمة مثل الهوية والتغيير الثقافي فضلاً عن التقدم التكنولوجي، تعد محفزات للتفكك الاجتماعي وعدم الارتياح، وفقاً لمؤشر "إيدلمان للثقة".
- قد يكون "ترامب" في طريقه للخسارة لكن الثقة انخفضت وتنامت الاتجاهات القائمة على الهوية والانقسامات الديموغرافية عبر الاقتصادات المتقدمة، وهذه المخاطر قد تلعب دوراً مهماً في الانتخابات الألمانية والفرنسية والهولندية العام المقبل.
الأسواق أكثر تعبيراً عن التغيرات
علاوة على ما سابق، تواجه "كلينتون" حال توليها للرئاسة احتمالات كبيرة بالإقالة في ظل التحقيقات المستمرة.
- رد فعل الأسواق المالية أكثر وضوحا في التعبير، وبحسب معهد "بروكينجز" فإن ترشيح "ترامب" أثر في تحركات الأسعار، مع توقعات بانخفاض قيمة مؤشر " S&P 500" وانهيار 25% من قيمة البيزو الميكسيكي حال فوزه.
- انتهت الارتباطات القديمة بين النمو وبين نتائج الانتخابات، وقد يكون الارتباط بين الأوضاع السياسية في الاقتصادات المتقدمة والناشئة قد اختفى معها.
- الوضع الطبيعي الجديد في الاقتصادات المتقدمة يبدو الآن أشبه كثيراً بالأسواق الناشئة لكن مع مساهمة أكبر في الاقتصاد العالمي.