"إيلون ماسك" سطر اسمه في تاريخ قطاع الأعمال الأمريكي..هل سيصبح قصة ملهمة أم إشارة تحذيرية؟
على غرار غالبية رجال أعمال القطاع التكنولوجي، يتطلع المدير التنفيذي لـ"تسلا موتورز" و"سبيس إكس" "إيلون ماسك" لتحقيق رؤية استعمار الفضاء، وأصبح الرجل من الشخصيات البارزة في هذا المجال في الولايات المتحدة والعالم.
ومنذ أكثر من عشر سنوات، دشن "ماسك" إمبراطوريته بقيمة 44 مليار دولار رغم خسائر ثقيلة لتكون بمثابة مختبر مالي لكل ما هو جديد وأبعد من حدود فكر الكثيرين من البشر، وتساءلت "الإيكونوميست" في تقرير هل سيصبح "ماسك" حكاية ملهمة يتعلم منها شباب الأعمال، أم أنها قصة تحذيرية؟
صعوبات
- واجه "ماسك" العديد من الصعوبات في بداية الأمر للحفاظ على القيمة السوقية لأعماله وتعزيز الثقة بالكشف عن إجراءات مالية جديدة ومنتجات إبداعية، وتحدى جميع العوائق مع زيادة استثماراته.
- من أبرز الصعوبات زيادة إنتاجية "تسلا" ومواجهة مستقبل مجهول لسوق السيارات الكهربائية، كما أعلن اندماج الشركة مع "سولار سيتي" لصناعة الألواح الشمسية على الأسطح.
- بدأ الملياردير الأمريكي حياته في جنوب إفريقيا، ثم أسس أعماله بناءً على رؤية تنقسم إلى أربعة أجزاء أكبرها "تسلا" المدرجة في البورصة، ثم أطلق "سبيس إكس" الممولة بالاستثمار الخاص، و"سولار سيتي"، وأخيراً امتلاك موازنة شخصية خاصة لتصل إجمالي حصصه في تلك الشركات إلى 13 مليار دولار.
- بوجه عام، حقق "ماسك" مبيعات بحوالي 8 مليارات دولار، وبصدد إنفاق 2.3 مليار دولار هذا العام، ويتولى الإدارة التنفيذية للشركات الثلاث المذكورة كما أن استثماراته لها صدى واسع في أسواق آسيوية وأوروبية.
- يحلم "ماسك" بوضع مستعمرات على كوكب المريخ وإنشاء أنابيب "هايبرلوب" وكبسولات تنقل المواطنين بين "لوس أنجلوس" و"سان فرانسيسكو" في 35 دقيقة، وربما تواجه أحلامه تحديات في جمع التمويلات اللازمة.
- جمع "ماسك" تمويلات بحوالي ست مليارات دولار من قيمة الأسهم وحتى من منافسي "تسلا" مثل "تويوتا" و"دايملر" اللتين تمتلكان حصصاً في الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية.
- يدين "ماسك" أيضاً بسندات قيمتها ست مليارات دولار لبنوك ومستثمرين وودائع من عملاء قبل تسليم سياراتهم بالإضافة إلى أوراق مالية مدعمة بأصول الشركة وتمويل خاص.
السيولة
- يسعى "ماسك" دائما لبناء ثقة في منتجاته بالأسواق، ورغم تذبذب مبيعات "تسلا"، إلا أنه تلقى طلبيات تسليم مسبقة على 400 ألف سيارة "موديل 3" في أبريب/نيسان الماضي قيمة الواحدة 35 ألف دولار.
- يدعم "ماسك" منتجات "تسلا" لتحقيق إيرادات وأرباح من أجل تعويض النقص في منتجات أخرى، فقد انفجر صاروخ تابع لشركته "سبيس إكس"في سبتمبر/أيلول الماضي، ولكنه عمل على غض الطرف عن هذه الأزمة من خلال التركيز على منتجات أخرى.
- يعد الهدف الأكبر لدى "ماسك" هو السيطرة حيث يمتلك 50% تقريبا من "سبيس إكس" و23% من "تسلا" و22% من "سولار سيتي"، ومن أجل تحقيق الهيمنة عليها جميعا، عليه الوفاء بالأهداف المحددة.
- ربما تحتاج "سولارسيتي" لخفض النفقات، و"تسلا" لزيادة الإنتاج من سيارات "موديل إكس" و"موديل 3" للتنافس مع ثورة السيارات الكهربائية التي تعكف عليها شركات مثل "جنرال موتورز" و"دايملر" وغيرها.
- هناك توقعات بتآكل سيولة قدرها 4.5 مليار دولار من النصف الثاني الحالي حتى عام 2018 مع الحاجة لتمويل قدره ملياري دولار لخدمة الدين، ورغم ذلك، يبدو أن السيولة التي بحوذة رجل الأعمال الأمريكي لم تنضب، فهو يمتلك 5 مليارات دولار كخطوط سيولة من البنوك
هدف ثلاثي
- يبني "ماسك" خططه على هدف ثلاثي يعتمد على جمع التمويل ودعم القيمة السوقية والهيمنة، حيث إن الاستحواذ المحتمل على "سولار سيتي" سيتم من خلال شراء "تسلا" لأسهم الأولى مع ضرورة الحفاظ على القيمة السوقية لشركة السيارات الكهربائية والهيمنة عليهما.
- بالمثل، لو حاولت "تسلا" تيسير الضغوط المالية من خلال جمع المزيد من الأسهم، فإن حصة "ماسك" ستنخفض أدنى 20% وتضيع هيمنته، لكن ربما يحاول بيع "تسلا" لشركة أخرى أو"سبيس إكس".
- مع الأخذ في الاعتبار كل هذه الاحتمالات، ربما يتبنى "ماسك" نهجاً مألوفاً في الأسابيع القادمة يعتمد على خفض الإنفاق والتكاليف على المدى القصير وزيادة المنتجات وتوضيح كيفية انتعاش هذه الشركات الثلاث، والزمن وحده كفيل بمعرفة نتائج ذلك.
- يرى الجميع أن رؤية "ماسك" لا تنحصر فقط في السيارات أو الفضاء، ولكن بتدشين إمبراطورية مالية تحقق خططاً طموحة ليبدو رجل الأعمال الأمريكي كأنه رائد فضاء يدور حول الأرض من دون وجود وسيلة سهلة للهبوط.