ما السبب وراء تباين الموقف الروسي بشأن اتفاق "أوبك" لخفض الإنتاج؟ وما أثره على السوق؟
2016-10-17
وقع خلاف داخلي في روسيا ألقى بظلال من الشك حول ما إذا كانت خطة "أوبك" لتخفيض الإنتاج العالمي ستؤتي ثمارها أم لا، بحسب تقرير لـ"ماركت ووتش".
وقال الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" إنه مستعد للانضمام إلى أي اتفاق لـ"أوبك" بهدف تحقيق الاستقرار بسوق النفط، لكن "إيغور سيتشين" رئيس شركة "روسنفت" المملوكة للحكومة الروسية قال إن ذلك لن يحدث.
ويرى محللون أن تصريحات "ستشين" ترسل إشارات متضاربة وتثير الشكوك حول الموقف الروسي من مجهودات خفض الإنتاج، ونيتها استخدام المحادثات فقط لرفع الأسعار في الوقت الذي تزيد فيه إنتاجها.
لماذا التباين في الموقف؟
تسببت التصريحات المتضاربة في تراجع أسعار النفط الأربعاء الماضي، وقد يفسرها المستثمرون كأحد الكروت التي تلعب بها روسيا مثل باقي الدول المنتجة الكبرى لرفع الأسعار، لكن في الحقيقة هناك ما هو أكثر من ذلك.
- حجم الضرائب في روسيا ضخم، لذا فإن انخفاض أسعار النفط بحوالي 50% على مدار العامين الماضيين أثر في إيرادات الحكومة الروسية بشكل كبير.
- في الواقع، انخفاض أسعار النفط لا يؤثر كثيراً في شركة "روسنفت" وبالتالي ليس لدى "ستشين" أدنى دافع لتقليص حصته وأرباحه.
- يعرف "ستشين" برفضه الشديد لتوجهات "أوبك" على مدار السنوات الماضية، لذا فرفضه للحد من الإنتاج يتسق مع مواقفه السابقة.
- من المهم أيضاً ملاحظة تأكيد "بوتين" على انفتاحه على أي اتفاق لـ"أوبك" ما دامت المنظمة نفسها ملتزمة به.
شروط
أعرب "ستشين" عن مخاوفه علانية وبشكل مباشر وشكك في إمكانية التزام "أوبك" باتفاق الخفض، مؤكداً التزامه هو بمواصلة الضخ.
- من المعروف تاريخياً أن "أوبك" تحافظ على ضخ النفط بمستويات مرتفعة للغاية للدفاع عن الحصص السوقية لأعضائها، وهنا تتلخص المشكلة.
- برغم الخلافات السياسية الداخلية في الكرملين الآن، فإن توافق روسيا مع "أوبك" مهم في الوقت الراهن، لكن ذلك يتوقف أيضاً على إثبات المنظمة لالتزامها بالاتفاق واتخاذ قرار خفض الإنتاج على محمل الجد.
- على الرغم من المكاسب التي حققها النفط منذ الاتفاق الذي توصلت إليه منظمة الدول المصدرة في الجزائر خلال الشهر الماضي، فإنه حتى الآن لا يمكن الجزم بوجود اتفاق حقيقي للحد من تخمة المعروض.
- صحيح أن "أوبك" توصلت لاتفاق يستهدف خفض إنتاجها إلى ما بين 32.5 مليون برميل يومياً و33 مليون برميل يومياً، لكن التفاصيل الكاملة ستكون في اجتماع نوفمبر/ تشرين الثاني في فيينا.
ترقب الاتفاق
قالت "أوبك" إنها تخطط لعقد اجتماع فني على مدار يومي الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من الشهر الجاري، ودعت روسيا وكبار المنتجين غير الأعضاء في المنظمة للحضور.
- يرى محللون أنه كلما كان حجم الحضور أكبر كلما كان التوصل إلى اتفاق أصعب، وأن إقرار حصص الخفض التي ستلتزم بها كل دولة سيكون أمرا شبه مستحيل.
- إذا توصلت "أوبك" لاتفاق حقيقي الشهر القادم، فإن روسيا قد تساهم في الاتفاق ولكن بشكل رمزي بخفض يحتمل أن يزيد أو يقل قليلاً عن مستوى 100 ألف برميل يومياً.
- البعض يرى أن هذا الخفض سيكون نظرياً فقط في ظل تشكك الأسواق في الموقف الروسي، لذا لن يكون الأمر مفاجئاً إذا انخفض سعر خام "برنت" دون الخمسين دولاراً للبرميل خلال الأيام القادمة.
- إذا انخفضت الأسعار أدنى 50 دولاراً فإن ذلك لن يكون صادماً فالأسعار ستعود إلى ما قبل اجتماع الجزائر الذي لم يغير من الواقع في شيء حتى الآن من وجهة نظر محللين.
نفس محتوى الخبر السابق كتبته الاسبوع
الماضى
فى تعليق على سلسة اخبار النفط