كيف يمكن للصين أن تقوض مجهودات "أوبك" في حال ارتفاع أسعار النفط؟
2016-10-04
قد تكون "أوبك" نجحت في التوصل لاتفاق بشأن تحديد سقف للإنتاج، لكن أي جهود تبذلها المنظمة لتعزيز أسعار النفط على المدى الطويل يمكن محوها من قبل لاعب غير متوقع في السوق ألا وهو الصين.
ووفقاً لتقرير لـ"ماركت ووتش"، استفادت الصين من تراجع أسعار النفط خلال الفترة الأخيرة بتسريع وتيرة بناء الاحتياطيات الإستراتيجية من الخام، كأداة قوية للحد من رفع الأسعار، بحسب خبراء في مجال الطاقة.
الصين تفرض نفسها على السوق
بغض النظر عما يحدث في جانب العرض، هناك عامل آخر يمثل ورقة ضغط قوية في سوق النفط وهو الاحتياطيات الإستراتيجية، ولو حاولت "أوبك" تخفيض الإنتاج قد تمتنع الصين عن الشراء وتلجأ لاستخدام المخزونات.
- توجهت كافة الأنظار إلى "أوبك" الأسبوع الماضي بالتزامن مع انعقاد اجتماعها غير الرسمي في الجزائر، والذي اتفقت خلاله على ضرورة خفض الإنتاج للحد من الزيادة في المعروض والتي تسببت في تراجع الأسعار مؤخراً.
- يمكن للأسعار أن تنخفض كثيراً حال قررت الصين التدخل مباشرة في السوق، فهناك احتمال بانخفاض الطلب العالمي على النفط والذي يمكن أن يوقف الانتعاش المرتقب للأسعار.
- هناك احتمال آخر من تدخل الصين في سوق النفط وهو ارتفاع العرض وتعويض أي تراجع أو تجميد للإنتاج.
ماذا تعني المخزونات الضخمة؟
تعني مخزونات الخام بالأساس أن الصين أنشأت نظام طوارئ في حال ارتفعت الأسعار بشكل ملحوظ، وهذا يشكل خطراً كبيراً على أسواق الطاقة، فهذا هو المجهول الذي سيبقي أسعار النفط منخفضة لأكثر مما يتوقع.
- فعلت الصين نفس الأمر مع عدد من السلع الأخرى، مثل القطن والنيكل والمعادن الصناعية، فأي شيء يمكن تخزينه والصين تشتري بقوة حينما تكون الأسعار رخيصة.
- تحافظ الصين على سرية حجم احتياطياتها الإستراتيجية أو كم من الوقت يمكنها أن تلبي حاجة الطلب المحلي دون اللجوء إلى الاستيراد، وقد أتمت بنجاح المرحلة الأولى من برنامج بناء الاحتياطيات في عام 2009.
- المرحلة الأولى شملت أربعة مواقع تصل إجمالي السعة التخزينية لها 91 مليون برميل، ومن المقرر أن تنتهي من المرحلة الثانية بحلول عام 2020 مع قدرة تخزينية تصل إلى 245 مليون برميل.
عوامل أخرى تحدد اتجاه السوق
ليس من المناسب أن يفصح المشتري خاصة الأكثر طلباً حول ما يحتاجه من السوق، لذا من الطبيعي أن تظل البيانات مضللة وغير صريحة، وبما أن المخزونات وصفت بـ"الإستراتيجية" فإن الحكومة لن تتحدث عنها.
- تبني الهند أيضاً مخزوناً كبيراً من الاحتياطيات النفطية، لكنها بدأت للتو هذا العام، وهو ما سيكون أحد العوامل المهمة في السوق.
- قفزت واردات الصين من النفط إلى نحو 7.77 مليون برميل يومياً، بأعلى وتيرة لها منذ أبريل/ نيسان الماضي، لكن الحكومة لم توضح حجم ما يتم استهلاكه أو ما يتم تخزينه.
- قدم بنك "جولدمان ساكس" الثلاثاء نظرة متشائمة بشأن النفط، وخفض توقعاته بشكل كبير للربع الأخير، قائلاً إن الخام الأمريكي سيتداول في نطاق 43 دولاراً للبرميل بدلاً من 50 دولاراً بغض النظر عن قرار "أوبك".
- قال محللون إنه في حين يدعم اتفاق "أوبك" الأسعار على المدى القصير، فإن الاضطرابات والمضاربات تمثل مخاطر من شأنها الدفع في اتجاه الهبوط بحلول نهاية العام.