بعد اجتماع الجزائر.. ما العقبات التي تواجه "أوبك" لتفعيل الاتفاق؟
2016-10-03
بعد عامين من التوتر، تمكنت "أوبك" أخيراً من التوصل لاتفاق بشأن خفض إنتاج النفط ومعالجة تخمة المعروض العالمية، وذلك بتثبيت إنتاج الدول الأعضاء بين 32.5 مليون برميل يومياً و33 مليون برميل يومياً.
ويبدو بذلك أن "أوبك" عادت بقوة بخلاف ما توقعه البعض بموتها وإنقضاء أثرها، لكن لا تزال هناك عقبات تواجه المنظمة قبل التوقيع على الاتفاق بشكل نهائي، وفقًا لتقرير لـ"فاينانشال تايمز".
أوبك والسعودية تقودان السوق مجدداً
خففت الرياض من موقفها تجاه طهران متعهدة بتخفيض إنتاجها في إطار اتفاق "أوبك" لتثبيت الإنتاج.
- يشير اتفاق الجزائر إلى تغير في إستراتيجية السعودية للحفاظ على حصتها السوقية ووضع مزيد من الضغوط على النفط عالي التكلفة (النفط الصخري)، كما أنه يشير إلى عودة المملكة والمنظمة لإدارة السوق.
- مع ذلك، لا تزال التحديات شديدة أمام تحويل الاتفاق إلى قرار ملزم في الوقت المناسب خلال الاجتماع الرسمي المقبل للمنظمة في فيينا يوم 30 نوفمبر/ تشرين الثاني.
- يأتي التحول في السياسات السعودية بالتزامن مع بعض العثرات المالية التي تبعها إلغاء للعلاوات والبدلات وتخفيض أجور الوزارء.
- أسفرت محادثات "أوبك" في فرنسا والنمسا والصين والاجتماعات الاستثنائية عن عدة مقترحات لتخفيض الإنتاج بين السعودية وإيران، واستمرت الخلافات حول سقف الإنتاج حتى الساعات الأخيرة قبل اجتماع الجزائر.
تساؤلبعد فشل محادثات الدوحة في أبريل/ نيسان، اعترفت كل من السعودية وإيران بضرورة إظهار الوحدة وحتى لو لم يتبنوا نفس المواقف، وهو ما عزز من اعتبار التوصل لاتفاق في الجزائر مؤشراً إيجابياً للسوق.
- الخفض الرسمي لن يحدث حتى تجتمع المنظمة في نوفمبر/ تشرين الثاني، ويسبق ذلك تساؤل مثير حول من ينبغي أن يخفض إنتاجه وبأي حجم؟ والحقيقة أن الكثير من العمل ينبغي أن ينجز رغم التوافق.
- بادرت السعودية قبل اجتماع الجزائر بعرضها تخفيض الإنتاج بنحو مليون برميل يومياً مقابل تثبيت إنتاج إيران عند مستوياته الحالية 3.6 مليون برميل يوميا.
- على الرغم من أن إيران دعمت تجميد الإنتاج، إلا أنها قدمت موقفاً متشدداً خلال الأيام التي سبقت اجتماع الجزائر، ورفضت الحد من إنتاجها مؤكدة أنها تسعى لرفع الإنتاج قرب مستوى 4.2 مليون برميل يومياً.
عقبات أخرى
يمثل العراق عقبة أخرى، فمع دعم بغداد لخفض الإنتاج جاء رد الفعل مختلفاً، حيث أكد مندوب كبير في "أوبك" أن موقف العراق كان جامداً خلال المناقشات أكثر حتى من موقف إيران.
- شدد وزير النفط العراقي على أن مستويات إنتاج بلاده قليلة للغاية كثاني أكبر منتج للنفط في المنظمة، فيما أشار بنك "جولدمان ساكس" إلى أن هناك احتمالا بزيادة إنتاج العراق بمقدار 300 ألف برميل.
- خطر أخر يواجه مجهودات "أوبك" وهو السماح لكل من ليبيا ونيجيريا باستعادة سابق إنتاجهما بعد الاضطرابات التي عانى منها كل منهما بسبب الصراعات الداخلية، وهو سينظر له كتعديل في المعروض.
- التحديات على المستوى الطويل ستستمر، خاصة في ظل صمود صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة وليس ذلك فحسب بل إنها تتجه للانتعاش أكثر مع ارتفاع الأسعار.
- انخفض إنتاج الولايات المتحدة بمقدار 10% منذ أواخر عام 2014، لكن الشركات التي نجت حتى الآن أكثر مرونة وكفاءة، ويعتقد الكثيرون أنهم سيحققون أرباحاً مع ارتفاع سعر البرميل إلى 50 دولارا.