لماذا تقلق أمريكا بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟
2016-06-16
تزايدت التصريحات والتحذيرات من عدة شخصيات أمريكية على رأسها "أوباما" بخصوص استفتاء عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي مع اقتراب هذا الحدث في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، وعلى ما يبدو، فإن وجود المملكة المتحدة في التكتل الأوروبي هام لمستقبل العالم.
وتناولت "فاينانشيال تايمز" في تقرير القلق في الأوساط الأمريكية ليس فقط بسبب احتمالية فوز المرشح الجمهوري "دونالد ترامب" برئاسة البلاد، بل أيضاً بسبب إمكانية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على أثر الاستفتاء.
بالون اختبار
- بدأت العديد من الشركات في الولايات المتحدة اختبار منتجاتها في السوق البريطاني كما انتشرت استطلاعات الرأي عبر وسائل إعلامية متنوعة عما سيكون عليه الأمر إذا جاءت نتيجة الاستفتاء بـ"نعم".
- أصبح استفتاء عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي بالون اختبار للديمقراطية في الغرب بالإضافة إلى التوجهات السياسية في المملكة المتحدة وأمريكا التي لطالما اعتبرت متشابهة للغاية.
- على سبيل المثال، تولت رئيسة الوزراء البريطانية "مارجريت ثاتشر" السلطة عام 1979 قبل تولي "رونالد ريجان" رئاسة أمريكا، كما مهد "بيل كلينتون" الطريق لتولي "توني بلير" الحكومة في بريطانيا.
- هناك تماثل أيضاً في الداعمين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومؤيدي "ترامب" في أمريكا الذين يدعمون خروج المملكة المتحدة من تكتل القارة العجوز.
- يعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالنسبة للمؤيدين مشابه لداعمي "ترامب" الذين يدعون لبناء حائط بين أمريكا والمكسيك، وبدأ الموظفون في شركات لندن وواشنطن في ترقب للأمر.
"ترامب" و"جونسون"
- يقود "بوريس جونسون" في بريطانيا حملة لخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي لتحريرها – على حد قوله – من شبكة القواعد الأوروبية الخانقة، بينما يصر "ترامب" على ما ضرورة منع ما وصفهم بغير القانونيين الذي يدخلون بريطانيا تحت غطاء القواعد الأوروبية.
- يشير كلاً من "ترامب" و"جونسون" إلى الانقسام في البلدين بخصوص قضية الهجرة وتعزيز الحدود ومستقبل الغرب، وأفاد "أوباما" في زيارته الأخيرة للندن بأنه يجب تذكر خطابات "تشيرشل" عن وحدة القارة وتجنب الحروب.
حاول رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" تهدئة المخاوف إزاء قضية الهجرة التي تؤرق المناهضين لبقاء بلادهم في الاتحاد الأوروبي، وذلك بالتركيز على الجوانب الإيجابية والمكاسب الاقتصادية.
- لدى "أوباما" حوافز أكبر للحيلولة دون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تكمن في احتمالية فرض قيود بين دول القارة تقود إلى تفككها وخلافات ربما تؤدي إلى انهيار الحلف الأطلنطي.
- اعتمدت القوة العالمية لواشنطن دائما على بناء تحالفات وتضخيمها، ومن الممكن أن تؤدي عزلة أكبر حليف أوروبي لأمريكا "بريطانيا" إلى بداية تفكك وخلافات، وبالتالي، يرى محللون أن عام 2016 سيشهد لحظات فارقة.
- على العكس، اعتبر "ترامب" أول مرشح لأمريكا منذ تشكيل حلف شمال الأطلسي "الناتو" يختلف مع قواعد الحلف العسكري، كما أنه الشخصية الوحيدة التي تؤيد خروج بريطانيا بقوله: "أرى أن الأفضل لهم الخروج