لماذا تتلاشى مصداقية الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لدى المستثمرين؟
2016-06-09
يترقب المستثمرون حول العالم الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في منتصف الشهر الحالي، وسط تراجع لمدى المصداقية التي يتمتع بها البنك في أسواق المال.
وأشار تقرير نشرته "سي إن بي سي" إلى أن المستثمرين شاهدوا على مدار السنوات الماضية تحذيرات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن تغير السياسة النقدية، إلا أنهم قد تراجعوا مع ظهور إشارات قليلة حول اضطراب في الوضع الاقتصادي.
تراجع حالة التفاؤل
- قدمت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي "جانيت يلين" يوم الإثنين الماضي إشارات متواضعة حول الاتجاه لزيادة معدل الفائدة قريبا، بعد أن توقعت قبل بضعة أشهر رفع معدل الفائدة 4 مرات خلال العام الحالي.
- يرى "ديفيد روزنبرغ" كبير الاقتصاديين في شركة "جلسكين شيفيلد" لإدارة الثروات أن السوق الآن يستعد لاحتمالية عدم رفع الفائدة في الولايات المتحدة نهائيا خلال الصيف الحالي.
- يشير "روزنبرغ" إلى أن "يلين" تحمل الصوت الأهم بين أعضاء الفيدرالي الأمريكي خلال التصويت على قرار السياسة النقدية، في حين أن تصريحاتها المتشائمة حول رفع الفائدة تسببت في دعم الأسواق المالية مع هبوط احتمالات رفع الفائدة.
- انخفضت احتمالية رفع الفائدة الأمريكية بشكل حاد خلال الأسابيع القليلة الماضية، لتصل هذه الاحتمالية إلى 2% فحسب، بينما ترتفع التوقعات أعلى قليلا فيما يتعلق بإمكانية زيادتها في يوليو/تموز، لتواصل الاحتمالات ارتفاعها مع تقدم الأشهر.
أزمة المصداقية
- رغم حقيقة تقلب وعدم استقرار أسواق العقود الآجلة، وإمكانية تغيرها بتصريحات متشائمة لعدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، إلا أن هذا الأداء يكشف عن حالة من انخفاض مصداقية البنك المركزي وخططه المعلنة سابقا بتطبيع السياسة النقدية ورفع الفائدة مجددا.
- يرى "أرون كولي" الخبير في إستراتيجيات أسعار الفائدة في "بي إم أو كابيتال ماركتس" أن الخطر يتمثل في ظهور الاحتياطي الفيدرالي في صورة متشائمة، وهو ما يستنزف المصداقية من تصريحات مسؤوليه مع ضعف البيانات والحاجة لإبطاء التوجه العام للسياسة النقدية.
- ظهر مدى التطور الحاد في توقعات الاحتياطي الفيدرالي لرفع معدلات الفائدة في سعيه القوي لتبديد شعور المستثمرين بالرضا تجاه تقديرات السياسة النقدية، وهو ما ظهر في محضر الاجتماع السابق للجنة السوق المفتوحة.
- أشار عدد من مسؤولي الفيدرالي الأمريكي إلى أن السوق يتوقع رفع معدل الفائدة مرة واحدة على الأقل خلال الصيف الحالي، بينما جاء خطاب "يلين" الأخير ليغير كل الأمور، ويثير المخاوف بشأن وجود رسائل متباينة لمسؤولي البنك المركزي
- بالنظر إلى العقود المستقبلية الحالية، فإن زيادة معدل الفائدة بشكل كامل غير مسعرة حتى شهر أبريل/نيسان 2017، بينما تتراجع توقعات رفع الفائدة للمرة الثانية حتى يوليو/تموز 2018.
إلى أين يتجه الفيدرالي؟
- اعتبرت "يلين" أن تقرير الوظائف الأخير "مقلق"، بعد أن أظهر إضافة 38 ألف وظيفة فحسب في شهر مايو/أيار الماضي، مسجلا أسوأ أداء في 5 سنوات تقريبا.
- رغم إعلان رئيسة الاحتياطي الفيدرالي أن بيانات شهر واحد لا يمكن اتخاذها كمعبر عن اتجاه ما، إلا أن المشكلة تكمن في تحديد أي البيانات التي يجب أن يعتمد عليها الفيدرالي الأمريكي لرصد حالة الاقتصاد وبالتالي تحديد السياسة النقدية.
- يقول "كولي" إنه على الفيدرالي الأمريكي أن يخفف من تصريحاته ويترك الأسواق للتكيف مع البيانات الاقتصادية بدلا من محاولة إدارة احتمالات رفع معدل الفائدة.
- من المقرر أن تعقد اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح اجتماعها على مدار يومين في الأسبوع المقبل، في الوقت الذي ذكرت فيه "يلين" أن رؤيتها للاقتصاد لم تتغير كثيرا منذ شهر مارس/آذار الماضي، بينما تشير توقعات الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع معدل الفائدة مرتين فحسب خلال العام الحالي.
- بالرغم من اهتمام مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي خلال الأيام الماضية بالحديث عن النمو وقوة الاقتصاد الأمريكي، إلا أن السوق يعتقد أن قرار البنك المركزي سوف يأتي مختلفا عن هذه التصريحات المتفائلة بالاقتصاد.