2016-06-07
هل بالغت الأسواق في ردة فعلها تجاه تقرير الوظائف الشهري الأخير؟
تراجع عائد سندات الخزانة الأمريكية على نحو حاد يوم الجمعة الماضي، في إشارة على ردة فعل أسواق الدخل الثابت بعد تقرير الوظائف الشهري المخيب للآمال الصادر في الأسبوع الماضي، حيث ساد قلق إزاء الاقتصاد الأمريكي.
على أثر ذلك، خفض محللون توقعاتهم بخصوص إمكانية رفع الاحتياطي الفيدرالي معدل الفائدة خلال صيف العام الجاري، ولكن الخبير الاقتصادي وكبير مستشاري "إليانز" "محمد العريان" ذكر في تقرير لـ"بلومبرج" أن الأسواق ربما بالغت في ردة فعلها على هذه البيانات.
ردة فعل منطقية
تبدو ردة الفعل مفهومة للخبراء، ولكنها واحدة من ثلاث نتائج محتملة يمكن استخلاصها من تقرير الوظائف الشهري، وتركز نتيجتان منها على الطلب والتكهنات بخصوص الأجور والتضخم.
بسبب وجود إشارات على كل نتيجة من الثلاث، يرى "العريان" أن الأسواق ربما بالغت في ردة فعلها على تقرير الوظائف الضعيف.
بلا شك، يعد تقرير الوظائف مخيباً للآمال، فقد أظهر إضافة الاقتصاد الأمريكي 38 ألف وظيفة في مايو/أيار، وهي أقل وتيرة شهرية في حوالي ست سنوات، ودون توقعات المحللين بإضافة 160 ألفاً.
هبط عائد سندات الخزانة لأجل عامين وعشر سنوات بحوالي عشر نقاط أساس لكل منهما بعد مخاوف بشأن الطلب في أمريكا ومعدل التضخم والنمو الاقتصادي.
بعد هذه البيانات تراجعت التكهنات برفع الفائدة في يونيو/حزيران، كما أثير عدم اليقين حيال توقيتات الرفع التدريجي للفائدة ووتيرته.
علامة فارقة
لا تمثل بيانات شهر واحد علامة فارقة لتحديد توجهات السياسة النقدية بوجه عام، فهناك مؤشرات أخرى لقياس أداء الاقتصاد الأمريكي، وسوف يؤدي صدور المزيد من البيانات إلى الحذر في الأسواق.
مع انخفاض معدل مشاركة الأمريكيين في سوق العمل إلى 62.6% - قرب أدنى مستوى تاريخي - ونمو الأجور 0.2% الشهر الماضي، ربما لا تزال البيانات جزئية.
أفادت توقعات بأن قرار الفائدة سيؤجل إلى اجتماع يوليو/تموز القادم لحين صدور المزيد من البيانات التي تحدد مسار الاقتصاد الأمريكي بالإضافة إلى معرفة نتيجة استفتاء تحديد عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
يشير تحليل "العريان" إلى أنه لا يزال من السابق لأوانه تغيير التكهنات بشأن معدل الفائدة لهذا العام، وهو الأمر الذي سيثير التقلبات في الأسواق.
"يلين"
في تصريحات أمام مجلس الشؤون العالمية في فيلادلفيا، قالت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي إن سوق العمل لا يزال يواصل تحسنه رغم تقرير الوظائف في مايو/أيار، مما تسبب في مزيد من الارتباك في الأسواق.
أكدت "جانيت يلين" على أن هناك تحديات يواجهها النمو الاقتصادي الأمريكي في ظل عدم اليقين إزاء استفتاء 23 يونيو/حزيران الجاري لتحديد بقاء أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
أفادت "يلين" بأنها لا تزال ترى أن استئناف وتيرة رفع الفائدة مناسب على الأرجح، ولكنها لم تكشف عن تلميحات بشأن توقيتات هذه الوتيرة.