المحافظون في بريطانيا منقسمون قبل 18 يوما من الاستفتاء حول الإتحاد الأوروبي
2016-06-05
شهدت نهاية الاسبوع تصعيدا في خطاب المحافظين البريطانيين المنقسمين حول موقع بلادهم داخل الاتحاد الاوروبي، وذلك قبل 18 يوما من استفتاء تبدو نتائجه غامضة الى حد بعيد وفق استطلاعات الراي.
وفي وقت احيت بريطانيا الاحد الذكرى الحادية والاربعين لاستفتاء سابق حول اوروبا، ندد رئيس الوزراء الاسبق المحافظ جون مايجور ب"الخداع" الذي يمارسه مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد، متهما اياهم بخوض حملة "غير نزيهة" تقارب حدود "الدناءة".
وقال مايجور في برنامج اندرو مار السياسي على قناة "بي بي سي وان" ان "كيفية خداع البريطانيين تشعرني بالغضب".
وقبل اقل من ثلاثة اسابيع من استفتاء 23 حزيران/يونيو، اظهر متوسط الاستطلاعات الستة الاخيرة التي اجراها معهد "وات يو كاي ثينكس" (بماذا تفكر بريطانيا) تعادلا تاما بين المعسكرين مع خمسين في المئة لكل منهما، من دون ان ياخذ المترددين في الاعتبار.
واعرب مايجور عن قلقه حيال امكان تاييد البريطانيين الخروج من الاتحاد على اساس "معلومات غير دقيقة او مغلوطة تماما" يبثها مؤيدو عدم البقاء في الاتحاد.
وفي هذا السياق، شكك مايجور الذي تولى رئاسة الوزراء بين 1990 و1997 في رقم "وهمي" يسوقه مؤيدو الخروج لجهة ان المملكة المتحدة تدفع اسبوعيا للاتحاد الاوروبي 350 مليون جنيه، معتبرا ذلك مثالا على "هذا الخداع" لانه يتجاهل الاقتطاعات البريطانية والمبالغ التي تدفعها بروكسل لمختلف القطاعات في البلاد.
شيك من دون رصيد
لكن رئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون الذي يتزعم تيار الخروج من الاتحاد رد على مايجور واصفا هذا الرقم بانه "منطقي".
وقال "لم نعد نسيطر على هذه الملايين ال350"، مؤكدا ان خروج بريطانيا سيتيح "استعادة السيطرة" على هذا المال وعلى حدود البلاد.
واوضح انه في حال الخروج فان المملكة المتحدة لن تعود جزءا من السوق الاوروبية الموحدة وستؤمن "300 الف وظيفة جديدة".
وفي رسالة الى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون حملت ايضا توقيع وزير العدل مايكل غوف والنائبة العمالية جيزيلا ستيوارت، خاض جونسون بدوره معركة الارقام مشككا في ما اعلنته حملة البقاء في الاتحاد لجهة ان الاسر البريطانية ستخسر 4300 جنيه سنويا اعتبارا من 2030 في حال الخروج.
وبالنسبة الى جهاز الخدمة الصحية العامة (ان اتش اس) العزيز على قلوب البريطانيين، اكد جونسون ووزير العمل السابق ايان دانكن سميث ومايكل غوف انه يمكن ضخ نحو مئة مليون جنيه اسبوعيا في حال خروج البلاد من الاتحاد الاوروبي.
لكن مايجور سخر من هذه النظرية، مذكرا بان مايكل غوف كان دعا في الماضي الى خصخصة جهاز الخدمة الصحية.
والسبت، اتهم كاميرون مايكل غوف وبوريس جونسون ب"توقيع شيكات يعلمون بانها من دون رصيد" عبر ادلائهما بتصريحات مماثلة، مؤكدا ان الخروج من الاتحاد يعني "مالا اقل وليس اكثر".
وحذر ايضا من خطر ارتفاع معدلات الفوائد في حال كهذه، ما يعني نحو الف جنيه من النفقات الاضافية سنويا عن قرض متوسطه 300 الف جنيه.
ولم تغب قضية الهجرة عن هذا الجدل. وندد مايجور في هذا الاطار ب"اقتراح خاطىء تماما كرره" انصار الخروج "مرارا" لجهة ان الاتراك يستعدون للمجيء الى المملكة المتحدة بالملايين، علما بانهم "لن ينضموا الى الاتحاد الاوروبي قبل زمن طويل جدا، هذا اذا دخلوه
لكن بوريس جونسون اصر على موقفه مكررا ان "السياسة الحكومية تقضي بتسريع انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي".
والاحد، بدا ان الامل بتمكن لاعب كرة المضرب اندي موراي من الفوز بنهائي بطولة رولان غاروس القاسم المشترك الوحيد الذين يمكنه ان يجمع المحافظين.