هل تؤدي تقلبات أسواق السلع في الصين لأزمة عالمية؟
يعاني الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي من مخاطر متزايدة نتيجة تراجع أسواق السلع في الصين، وسط مخاوف بشأن تأثير التقلبات على الأسواق والاقتصاد حول العالم.
تقلبات ومضاربات عنيفة
- اعتبر تقرير نشرته "سي إن بي سي" أن تفشي المضاربة في أسواق السلع الصينية من قبل المستثمرين قد يمتد أثره إلى بقية أنحاء العالم، رغم الاهتمام المنخفض حاليا بهذه المخاطر.
- شهدت أسواق السلع في الصين خلال الفترة الأخيرة ارتفاعا في أحجام التداول وتقلبات شديدة في الأسعار، مع اتجاه المضاربين لرفع أسعار السلع من خام الحديد والصلب وفول الصويا وخفضها بشكل كبير.
- تراجعت أسعار معظم السلع في الصين بشكل كبير بعد طفرات سعرية هائلة وإن كانت قصيرة نسبيا، إلا أن التوقعات تشير إلى مزيد من الهبوط مع هشاشة نظام السوق والاقتصاد في البلاد.
- سجل متوسط فترة الاحتفاظ بالعقود الآجلة للسلع الأساسية في الصين 3 ساعات فحسب خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، ما يشير إلى مخاطر كبيرة وحالة من عدم الاستقرار في بكين وباقي أنحاء العالم.
لماذا تهتم الأسواق؟
- قد يكون السبب وراء الانتعاش في أسعار السلع الأساسية في الولايات المتحدة خلال الفترة الماضية يرجع جزئيا إلى المضاربات القوية للغاية في الصين.
- من شأن هذا الأمر أن يؤدي إلى احتمالية خطأ توقعات انتعاش التضخم في الولايات المتحدة، والتي جاءت بفعل تكهنات بانتعاش الطلب على المواد الخام، أو كإشارة إلى استقرار وتسارع نمو الاقتصاد العالمي.
- يشير التقرير إلى أن هناك نوعا من الإشارات الخاطئة التي قد تدفع الاحتياطي الفيدرالي للاعتقاد بأن التضخم يتسارع، ما قد يدفعه لرفع معدلات الفائدة بشكل خاطئ، ما يهدد النمو والعمالة في الولايات المتحدة.
- كما قد تؤدي هذه الإشارات إلى الاعتقاد الخاطئ بأن العرض والطلب الخاص بالمواد الخام يقترب من التوازن، رغم حقيقة الفائض الكبير في الإمدادات من السلع من القطن إلى النحاس والصلب وحتى فول الصويا بوتيرة تفوق الطلب العالمي.
- ظهر ارتفاع في مضاربات المستثمرين في الصين على السلع الأساسية بشكل كبير مؤخرا، بعد الفقاعة المفرطة في العقارات منذ بضع سنوات، والأسهم في العام الماضي مدفوعة بالشراء بالهامش.
آثار عالمية
- تجعل هذه الفقاعات المتعاقبة الاقتصاد الصيني غير مستقر بشكل أكبر، وعرضة لما يعتبره الاقتصاديون "هبوطا اضطراريا" أكثر عنفا، مع حقيقة التحول في نموذج الاقتصاد من التصنيع والتصدير إلى الخدمات والاستهلاك.
- تلقي هذه الأزمات بانعكاسات سلبية على الغرب، والذي يشهد نموا بطيئا، وسط مخاوف بدخوله في أزمة جديدة بسبب تباطؤ النشاط الاقتصادي في الصين.
- تبرز أزمة في غياب الشفافية الكاملة في أسواق الأسهم والمصارف الصينية، بالإضافة إلى عدم تقدم أسواق السلع في البلاد، مع ما قد تؤدي إليه هذه الاختلالات من آثار على الصعيد العالمي.
- مع انخفاض أسعار السلع في الصين لمستويات متدنية خلال الفترة الحالية، فإنه من الممكن أن تشهد الأسعار انهيارا في الولايات المتحدة أيضا، مع المكاسب التي حققها المستثمرون مؤخرا في هذه الأسواق، ما قد يدفعهم للتخارج والاستعداد للهبوط القادم.