الصين..تباطؤ في النمو الاقتصادي ومبالغة في مخاوف من انهيار محتمل
2016-05-09
تباينت الآراء حول الاقتصاد الصيني، فهناك نظرة سلبية بنمو غير متوازن وأزمات وانهيار محتمل، ونظرة إيجابية بأن الأداء القوي في الماضي دليل على المهارات الإدارية للحكومة وانتعاش الابتكار، وأن بكين ربما تتجاوز واشنطن لتصبح أكبر اقتصاد في العالم.
وفي ضوء هذه النظريات المتنوعة، أشار تقرير نشرته "الإيكونوميست" إلى أن الاقتصاد الصيني سيكون أقل انتعاشاً من التوقعات في المستقبل، ولكنه سيكون بعيداً عن الانهيار والنظرة التشاؤمية.
الإفراط في الاستثمار
- أطلقت تحذيرات إزاء الاقتصاد الصيني، ولكن معظمها مبالغ فيها، ويرى البعض أن بكين تعاني من الإفراط في الاستثمارات، ففي بداية انطلاقتها الإصلاحية عام 1980، كان لديها عدد قليل من المصانع والمنازل والبنية التحتية.
- كثفت بكين من استثماراتها في البنية التحتية والمصانع، وهي طريقة تشابهت كثيراً مع التجربة اليابانية والكورية الجنوبية والتايوانية في مهدها.
- هناك مبالغة أيضاً في انهيار سوق العقارات في الصين، حيث إن الحكومة لم تخصخص ملكية العقارات حتى تسعينيات القرن الماضي، وظلت أسعار المنازل دون قيمتها الحقيقية حتى مطلع الألفية الجديدة.
- كان هناك فوضى في السوق العقاري في العديد من الاقتصادات في العقد الماضي، ولكنها لم تكن حادة في الصين، فقد كان المشترون يدفعون نصف أسعار المنازل تقريباً نقداً.
- واجه السوق العقاري الصيني مشكلة في وفرة المنازل الراقية والمعروض من الوحدات السكنية باهظة التكاليف، وانخرطت الحكومة في مساعدة المواطنين في ضمان الرهن العقاري لحل المشكلة.
تغيير نمط النمو الاقتصادي
- تحتاج الصين لتغيير نمط النمو الاقتصادي، فمنذ الأزمة المالية العالمية في 2008، أصبحت بكين أكثر اعتماداً على الديون بشكل كبير، وتراجع نمو الإنتاجية.
- في غضون ذلك، يبدو الرئيس "شي جينبينج" عازمًا على اتباع نمط "رأسمالية لينين" من خلال تعزيز صلاحيات الحزب الشيوعي سياسياً والمضي قدماً في الإصلاح الاقتصادي واستقرار السوق.
- يمكن أن يكون لهذا النمط نتائج إيجابية لفترة ما، ولكن بكين ستظل في حاجة لإصلاحات صناعية وتوسع حضري وتحرر جزئي من القيود، بالإضافة إلى الابتكار والكفاءة.
- رغم ذلك، لا يبدو نموذج "رأسمالية لينين" سيئًا، ولكنه في حاجة للتطوير والتغيير، وبالتالي، لا داعي للنظرة التشاؤمية حول مستقبل الاقتصاد الصيني.
- بدأت ثقافة الصينيين تتغير أيضاً، حيث بدأت الأسر في الاستثمار في تعليم أبنائها ويعمل البعض في الخارج، كما انطلق الشباب في تأسيس شركات خاصة وأعمال صغيرة لتكمن مهمة الحكومة فقط في منحهم المساحة الكافية لذلك.