هل ستكون الدورة الحالية لرفع الفائدة من جانب الفيدرالي هي الأقصر في تاريخه؟
2016-05-05
رفع الاحتياطي الفيدرالي معدل الفائدة في ديسمبر/كانون الأول الماضي لأول مرة منذ 2006، وبعد هذا القرار، شهدت الأسواق تقلبات قوية أثارت قلق المستثمرين، كما أعرب آخرون عن انتقادهم للقرار، مشيرين إلى أنه تسبب في تباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي في الربع السنوي الأول لهذا العام.
ويرى بعض مسؤولي شركات في "وول ستريت" أن الفيدرالي اكتفى بقرار رفع الفائدة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، كما طالب الرئيس السابق للبنك المركزي في "مينابوليس" "نارايانا كوتشرلاكوتا" بالتراجع وخفض الفائدة مجدداً، وذلك وفقاً لتقرير نشرته "ماركت ووتش".
انعكاس تاريخي
- إذا قرر الفيدرالي عدم رفع الفائدة بعد خطوته الأولى العام الماضي، فإنه سيكون بمثابة انعكاس تاريخي، كما أنها ستكون أقل دورة لرفع الفائدة على الإطلاق.
- سيكون هذا الانعكاس أقل من نظيره القياسي الذي بلغت مدته 18 شهراً انتهت في سبتمبر/أيلول عام 1998 بعد تقلبات عنيفة في الأسواق.
- ذكر "كوتشرلاكوتا" – الذي يعمل حالياً أستاذاً في جامعة "Rochester" – أن المخاوف الرئيسية تكمن في تكهنات المستثمرين بأن معدل التضخم سيظل منخفضاً في السنوات المقبلة.
- أكد "كوتشرلاكوتا" أن معدل التضخم يبدي إشارات ضعيفة في التحرك نحو مستويات أكثر ارتفاعاً نحو المستهدف السنوي بنسبة 2%، وظلت توقعات التضخم دون هذا المستهدف منذ الصيف الماضي.
- تمثل توقعات التضخم المنخفض أهمية كبيرة للفيدرالي لأنها ستزيد الأمر صعوبة إذا أقر رفع معدل الفائدة، حيث ستحول دون ارتفاعه نحو المستهدف بنسبة 2%.
بيانات اقتصادية
- خفض الفيدرالي توقعاته بخصوص رفع معدل الفائدة هذا العام إلى مرتين مقارنةً بتقديراته التي أطلقها في ديسمبر/كانون الأول الماضي برفعها 4 مرات في 2016، وهو ما يتوقعه محللون أيضاً.
- تبدو البيانات الاقتصادية الصادرة في أمريكا متباينة، فالنمو الاقتصادي متباطئ وسجل 0.5% في الربع الأول على أساس سنوي وسط توقعات بمزيد من التراجع في الأشهر القادمة، بينما يعد سوق العمل قوياً.
- تشهد ربحية الشركات تراجعاً، وسوف يؤدي ذلك إلى خفض للتكاليف وتسريح للعمالة، وبالتالي سيؤثر بالسلب على إنفاق المستهلكين والإنفاق الرأسمالي.
- في ضوء ذلك، سيعزف الفيدرالي عن رفع الفائدة لبعض الوقت، ويتوقع محللون أن يعاود تشديد سياسته النقدية مع بداية عام 2017.
تباطؤ النمو
- أظهر مسح أجرته "وول ستريت جورنال" أن خبراء يتوقعون نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي هذا العام إلى 2.1%، بينما يرى آخرون نمواً عند 1.5%.
- يتوقع بنك "بي إن بي باريبا" الفرنسي أن الفيدرالي لن يتخذ أي قرار سواء برفع أو خفض الفائدة حتى نهاية عام 2017 على الأقل، كما أن الاقتصاد الأمريكي سيتراجع قليلاً – وليس بشكل حاد.
- أفاد محللو البنك الفرنسي أن النمو الاقتصادي سيبقى ضعيفاً طالما ظل التضخم يتحرك بوتيرة أسرع من نمو الأجور، وهو ما سيقيد إنفاق المستهلكين رغم أن بيان الفيدرالي الأخير لمح إلى إمكانية رفع الفائدة.
- في اجتماع أبريل/نيسان الماضي، أبقى الفيدرالي على معدل الفائدة عند النطاق بين 0.25% و0.50% دون تغيير، ولم يحدد البنك المركزي أي توقيت لرفع معدل الفائدة التالي.
- قال "بي إن بي باريبا" إن أعضاء الفيدرالي يتحدثون طوال الوقت ويطلقون تصريحات مبهمة تجعل من الصعب تقييمها لمعرفة ما يفعله البنك المركزي.