مستقبل "أوبك"
على الرغم من حالة الذعر التي تجتاح العالم جراء تراجع أسعار النفط فمن المتوقع أن تدعم الأزمة الحالية تأثير "أوبك" وتعيد نفوذها على الساحة العالمية، فالمنظمة لاقت تهديدات كبيرة لنفوذها خلال السنوات الأخيرة نتيجة كثافة الإنتاج النفطي الأمريكي، أما الآن فهي الوحيدة التي تمتلك الأوراق الضرورية لقلب دفة الأسعار.
وكان الإنتاج الأمريكي يسجل ارتفاعاً متواصلاً بين العشرينيات والسبعينيات لكنه بدأ في التباطؤ بعد تلك الفترة على الرغم من صعود الطلب مما حول الولايات لمتحدة إلى مستورد رئيسي للخام، وشهدت الأوضاع تغيراً درامياً مع اكتشاف التقنيات الجديدة التي نجحت في استخراج النفط من أعماق كبيرة في باطن الأرض مما أدى إلى تدفق ما يعرف "بالنفط الصخري"، وعاد الإنتاج الأمريكي بكثافة إلى الأسواق.
أما الآن فتراجع أسعار النفط أجبر الكثير من منتجي النفط الصخري على خفض الإنتاج في الوقت الذي أثرت سياسة استهداف الحصص السوقية التي تبنتها السعودية ومعها باقي الدول الخليجية بدلا من الأسعار ونجحت في زيادة الضغوط على القطاع عالميا وتكبد منتجي النفط غير التقليدي خسائر ستعرقل تحركه لبعض الوقت.
ومن المتوقع تراجع إنتاج الدول غير الأعضاء في المنظمة في 2016 خاصة في الولايات المتحدة، وعلى الجانب الآخر تستمر "أوبك" في ضخ انتاجها بأريحية، وهي تسيطر حالياً على حصة مؤثرة من الإنتاج العالمي، لكن يرتقب زيادة حصتها بعد عودة الإنتاج الإيراني.ويختلف الخبراء حول توقعات تحركات النفط لكنهم يتفقون جميعاً على أن قرارات "أوبك" تعد حالياً المحدد الرئيسي لاتجاهات السوق، أما أعضاء المنظمة فلا يبدون في عجلة من أمرهم لتغيير الأوضاع، فلم يدعوا إلى أي اجتماعات طارئة، وأول اجتماع في أجندتهم الحالية مقرر في يونيو/حزيران المقبل