الخوف
يعاني الكثير من المتداولين من نوبات الخوف في مرحلة ما، ويتأذون منه أيضا. فاسمحوا لي بالتوضيح...
قد يكون الخوف أمرا حميدا أو سيئا عند التداول، على عكس الطمع الذي يكون سيئا دوما بالنسبة للمتداول. الخوف هو شعور غاية في القوة، وربما كان من أقوى المشاعر التي عرفناها. الخوف من الموت والعواقب الأخرى التي تمنع (معظمنا) من فعل أشياء طائشة مثل القيادة أثناء السكر أو مصارعة تمساح. الخوف في جوهره استجابة لغريزة البقاء على قيد الحياة، وينفع ذلك رجل الكهف في محاولته للهروب من الموت المحقق بين براثن نمر كشر عن أنيابه. ومع ذلك فالخوف يتسبب بكل أنواع المشاكل في الأسواق المالية في العصر الحديث...
بداية، الخوف من خسارة المال له وجهان أحدهما جيد والأخر سيئ، ولا تحتاج سوى لتحقيق التوازن السليم وألا ينتابك الخوف الشديد. الخوف من تدمير حساب تداولك سوف يتسبب لك في القيام باستخدام أمر وقف الخسارة في كل عمليات تداولك، وبالتالي فالخوف أمر مطلوب في هذه الحالة، ولكن قد يكون الخوف في غير صالحنا كذلك، من خلال التسبب في عدم قيامنا بالإعداد لصفقة تداول جيدة اعتمادا على حركة السعر لا لشيء سوى أننا "خائفون" من خسارة المال، ربما لأننا قد مررنا بمجموعة من صفقات التداول الخاسرة. السبب الرئيسي الأخر لخوف المتداولين هو أنهم قد خاطروا بالكثير من المال في كل صفقة تداول وقد خسروا للتو أكثر مما يحتملوا. وبالتالي فهناك أمرين رئيسين ينبغي عليك الإلمام بهما لمساعدتك على الحد من الآثار السلبية للخوف:
1) ألا يكون لصفقة التداول الأخيرة أي تأثير على عملية تداولك القادمة. إذا اتبعت استراتيجية التداول الخاصة بك، فسيصبح لديك عمليات رابحة وأخرى خاسرة ناتجة بشكل عشوائي. وبالتالي لا يجب أن تسمح لنتائج التداولات السابقة سواء كانت (جيدة أم سيئة) بالتأثير على قرار تداولك التالي.
2) يجب أن تحدد كمية من الدولارات لا تتضرر عند المخاطرة بها في كل عملية تداول. إذا خاطرت بالكثير من المال وخسرته عدة مرات، فسرعان ما يتسبب ذلك في خوفك من السوق.
أنت وحدك من تملك القدرة على السيطرة على خوفك داخل السوق. ولا ضير من أن ينتابك شيء من الخوف، لأنك قد تخسر كل أموالك إذا ما تهاونت في التعامل مع السوق. لكن الأمر المهم هو أنه إذا كنت تعي ذلك وتتصرف وفقا له، من خلال إتقانك لإدارة أموالك والتزامك باستراتيجية تداولك، يمكنك معرفة القدر الأنسب من الخوف وعدم السماح للخوف الشديد بعرقلة جهود تداولك.
إن الاستماع إلى نشرات الأخبار والتقارير الاقتصادية (التحليل الأساسي) قد يثير الخوف في عقول المتداولين.فالأخبار قد تتسبب في جعل المتداولين يبحثون عن المبررات لإغلاق صفقة تداول ما أو دخولها، بغض النظر عما تظهره حركة السعر، وهذا في غاية الخطأ. إن حركة السعر في الواقع هو كل ما يهم، وسوف ينعكس أي شيء قد يؤثر على السوق في طبيعة حركة السعر، ولذلك فإتباع تقارير الأخبار وتحليلها هو في الحقيقة مضيعة للوقت وقد يتسبب بكل سهولة في إخافتك دون وجود داعي لذلك.