أمريكا تخفف عقوباتها على السودان وتستثني المعدات الزراعية
الخرطوم (رويترز) - خففت الولايات المتحدة العقوبات على السودان لتستثني المعدات الزراعية في خطوة تأتي في اطار مخطط أوسع لسياسة العصى والجزرة قبل الاستفتاء المقرر في يناير كانون الثاني المقبل لتقرير مصير جنوب السودان.
ورحبت الخرطوم التي تخضع لعقوبات اقتصادية أمريكية منذ عام 1997 بالخطوة قائلة انها قد تسهم في تطوير القطاع الزراعي الذي يعتمد عليه 80 في المئة من سكان البلاد في كسب سبل عيشهم. ويحاول السودان التوسع في قطاع الزراعة وسوف يستضيف الاسبوع المقبل مؤتمرا حول الامن الغذائي لمنظمة المؤتمر الاسلامي التي تضم 57 دولة.
وقال مكتب مراقبة الاصول الاجنبية التابع لوزارة الخزانة الامريكية في بيان على موقعه على الانترنت يوم الاربعاء "قد تصدر تصاريح محددة على اساس كل حالة على حده تسمح بالتصدير التجاري أو اعادة التصدير لمعدات زراعية وخدمات مصدرها الولايات المتحدة الى ... السودان."
واضاف البيان "الغرض من سياسة التصاريح الجديدة هو ان يستفيد الشعب السوداني بزيادة انتاج الغذاء محليا وتعزيز القطاع الزراعي."
وفي يوم التاسع من يناير كانون الثاني المقبل تصل عملية السلام التي أنهت حربا أهلية استمرت عقودا ودمرت اقتصاد السودان الى نهايتها باجراء استفتاء على استقلال الجنوب يتوقع كثيرون ان يؤدي الى قيام أحدث دولة في العالم.
ويستخرج معظم النفط السوداني الذي يقدر بنحو 470 ألف برميل يوميا -تمثل الدعامة الاساسية لاقتصاد البلاد- من الجنوب على الرغم من ان البنية التحتية توجد في الشمال. وتعزز حكومة الخرطوم العائدات من غير قطاع النفط قبل اجراء استفتاء جنوب السودان.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون انه يتعين على المجتمع الدولي اقناع الخرطوم باجراء الاستفتاء في موعده لمنع عداء قد يتسبب في نشوب حرب جديدة بين الجانبين.
وقال عبد اللطيف عجيمي وكيل وزارة الزراعة والغابات في السودان يوم الخميس ان هذه الخطوة الامريكية ستفتح الباب لدخول التكنولوجيا الزراعية الجديدة والمعدات التي تجعل السودان قادرا على المنافسة في الاسواق العالمية.
وأضاف عجيمي ان الخرطوم ترحب بالخطوة الامريكية التي تأتي في اطار تحرك لبدء مزيد من التعاون وستسمح للسودان بدخول أسواق عالمية وتحسن انتاجه من حيث الجودة والاسعار.
وقال محمد على الحاج علوبة وزير الدولة بوزارة الزراعة السودانية انه من المتوقع ارتفاع انتاج القمح هذا العام الى 560 ألف طن أي نحو 42 في المئة من استهلاك البلاد.
وبلغ انتاج السودان العام الماضي نحو 16 في المئة فقط من اجمالي احتياجاته من القمح.
وقال علوبة لرويترز انه بعد عامين من الان سيكون بوسع السودان التوقف عن استيراد القمح وبدء تصديره.
واضاف انه يتوقع بعد عامين انتاج ما يزيد على ثلاثة ملايين طن من القمح من مشروعات من المقرر ان تقام على نطاق واسع في ولايتي نهر النيل والجزيرة شمال السودان.
وتابع علوبة دون ان يذكر أرقاما ان ذلك سيتوقف على استثمار شركات القطاع الخاص السودانية والاجنبية.
ويأمل السودان ان يعزز الاجتماع الذي تنظمه منظمة المؤتمر الاسلامي في الخرطوم الاسبوع المقبل حول الامن الغذائي الاستثمار في قطاعها الزراعي.
وقال علوبة ان لدى السودان 48 مليون فدان من الاراضي الصالحة للزراعة لا يستغل منها سوى ما بين 15 الى 17 في المئة فقط.. مضيفا ان السودان له كذلك حصة كبيرة في مياه نهر النيل.
من اوفيرا مكدوم
© Thomson Reuters 2010 All rights reserved.