مستوى التوظيف السويسري
هو مؤشر ربعي يصدر عن مكتب الإحصاءات الفدرالي السويسري بعد حوالي أسبوعين من نهاية الربع و يقيس عدد الأشخاص اللذين تم توظيفهم للعمل ستة ساعات على الأقل كل أسبوع و كون هذا المؤشر يصدر بقراءة متأخرة عن الربع الذي عدى فإن تأثيره على الأسواق منخفض.
التأثير:
الاقتصاد السويسري معتاد على أن يمتلك مستوى بطالة منخفض للغاية و ما دون الـ4%، إلا أن البنك الوطني السويسري دائما يريد أن يمتلك اقتصاده قطاع عمالة مستقر و أن يتم الحفاظ على مستويات التوظيف مرتفعة لأن تراجع مستوى التوظيف يدل على أن الشركات تمتنع عن توفير وظائف جديدة إما بسبب تراجع الطلب على السلع و الخدمات أو بسبب اشتداد الشروط الائتمانية التي تصعب من توسيع الاستثمارات، لذا فإنها تجد نفسها مضطرة لتخفيض إنتاجيتها و نفقاتها و هذا سيخفض من قيمة أسهمها مما سيدفعها للامتناع عن التوظيف أو للقيام بتسريح الموظفين الحاليين لديها مما سيزيد من عدد الأشخاص العاطلين عن العمل و هذا سيضر بثقة المستهلكين من جهة و سيحد من مستويات الإنفاق من جهة أخرى.
فبما أن مستوى دخل الأفراد يعتمد على الوظيفة التي يتملكها كل شخص فإن تراجع الدخل في حال تراجع التوظيف ستدفع بمستويات الإنفاق على السلع و الخدمات للتراجع مما سيحد من النشاط الاقتصادي في سويسرا و يدفعها نحو الركود، و هذا سيحث البنك المركزي السويسري للقيام بتخفيض سعر الفائدة من أجل زيادة السيولة في الأسواق عن طريق تسهيل الاقتراض و تحفيز الشركات للعودة للاستثمار و التوظيف ليعود النمو إلى الاقتصاد، الأمر الذي سيدعم أسواق الأسهم و لكن سيضعف الفرنك السويسري الذي لن يكون عائده كما في السابق و بالتالي تتراجع جاذبيته و إقبال المستثمرين عليه.
من جهة أخرى، ارتفاع مستويات التوظيف دليل على أن الشركات تقوم بتوظيف الأفراد نظرا لحاجتها لرفع إنتاجيتها بسبب ارتفاع الطلب على منتجاتها إما محليات أو من خارج البلاد، و بالتالي فإن دخل الأفراد يرتفع و هذا حافز لزيادة مستويات الاستهلاك الذي يساهم في دعم الأداء الاقتصادي، مما سيضفي ضغوطات نحو الأعلى على الأسعار بسبب زيادة الإقبال على مختلف السلع و الخدمات منذ أن ارتفعت السيولة في الأسواق بالتالي سيضطر البنك المركزي رفع أسعار الفائدة من أجل التقليل من هذه السيولة و الحد من التضخم، الأمر الذي سيدعم الفرنك السويسري كون الفائدة عليه ستزداد و بالتالي الطلب عليه سيرتفع لذا فإن العملة السويسرية تستجيب بشكل إيجابي مع ارتفاع مستويات التوظيف و العكس صحيح.