الذهب حقق مكاسب للاسبوع السادس على التوالى متجها الى قمة جديدة لامست مستوى 1345 دور بارتفاع قدره 1.5 في المئة عن اسعار بداية الاسبوع ومؤكد ثقة المحللين بان السيولة تجد ضالتها في المعادن الثمينة خلال هذه الفترة واكد هذا الاتجاه الاضطرابات التى حدثت في المنطقة الاوربية بعد ازمة بنك "اسبريتو سانتو" البرتغالي التى خلقت نوع من الهلع لدى المستثمرين وجعلت المخاوف تنتقل الى معظم الاسواق الاوربية وزادت هذه الازمة من ارتفاعات المعادن الثمينة وعلى راسها الذهب وبدا الاوربيون فى البحث عن سلع الملاذ الامن ومعها هبط اليورو الى دون مستوى 1.36 من الدولار وصعد الذهب الى اعلى مستوياته مستقرا بالقرب من 1340 دولار للاونصة ونتوقع المزيد من الارتفاعات في الفترة القادمة خصوصا وان الازمة الاوربية امتد تاثيرها الى وول ستريت وغطت الالوان الحمراء البورصات الامريكية ايضا.
الذهب بدا عليه ثقة السنوات السابقة واصبحت الارتفاعات المتتالية سمة اي تازيم يستجد فى الاسواق سواء من المنطقة الاوربية كما حدث الاسبوع الماضية مع صدور البيانات الضعيفة للقطاع الصناعي في فرنسا وايطاليا او من المنطقة شرق اسيا حيث ضعف النمو الاقتصادى للمارد الصيني وارتفاع الرسوم على واردت الذهب في الاسواق الهندية وامتدت التأثيرات السلبية الى الاسواق الامركية التى اصبحت تتطلع كل يوم الى قرار الفيدرالي الامريكي بتحريك اسعار الفائدة.
وارتفاعات الذهب ايضا كانت لها اسباب اخرى غير البيانات الاقتصادية مثل احداث غزه والعراق وطبيعي مع هذه الاحداث نرى معظم المستثمرين يتوجسون خيفا في تفاقم هذه الاوضاع وزيادة حدتها ولهذا تتجه سيولة المستثمرين الى الذهب كملاذ امن و استثمار مؤقت لحين تحسن الاوضاع. لكن هل ستشد الفترة القادمة استمرار لهذه الارتفاعات؟ هذا يتوقف على الفيدرالي الامريكي وقراره نحو تحريك اسعار الفائدة لان الذهب من بداية العام يتجه نحو تحسين مستوياته وتغير الاتجاه الهابط الذى عانى منه خلال عام 2013 وسواء بقوة دفع العوامل السياسية او الاقتصادية الذهب يتجه نحو الارتفاع والشاهد على هذا ان الذهب حاليا على مسافة ارتفاع قدرها 140 دولار عن اسعار بداية العام و بنسبة بلغت 12 فى الميه و رفع اسعار فائدة الفيدرالي الامريكي هى القرار الوحيد الذى ممكن ان يوقف اتجه الذهب نحو الصعود لان هذا القرار يعتبر شهادة نجاح الفيدرالي الامريكي على عبور الازمة الاقتصادية والاستغناء عن خطط التيسير الكمى وعودة الاسواق الى الاعتماد على اليات العرض والطلب ومعها يمكن ان نرى ثبات لاسعار الذهب او الارتفاع بوتيرة اضعف من ارتفاعات الفترة الحالية ولهذا تعد مستويات الذهب الحالية مناسبة للاستثمار متوسط وطويل الاجل اما الاستثمار قصير الاجل فان الوضع يتطلب مزيدا من الحيطة والحذر لان احتمالات تصحيح الذهب واردة والهبوط نحو حاجز 1300 دولار امر وارد خصوصا مع عمليات جني الارباح ومبيعات الشورت.
منقول