دبي الثانية عالميا في جذب تجار الماركات العالمية الفاخرة
دبي – حازم علي
لم يفقد قطاع التجزئة في دبي بريقه خلال الأزمة المالية العالمية. وما زال إسم الامارة لامعا في أذهان كبار تجار الماركات العالمية الفاخرة، فأي مشروعات توسعية لهم لا بد أن تشمل دبي.
فقد احتلت الإمارة المركز الثاني في مسح أجرته شركة "سي بي ريتشارد أليس" حول المدن الأكثر جذبا لتجار الملابس والسلع الفاخرة الذي شمل 294 تاجرا من 69 دولة.
ووفقا للمسح فقد إحتلت لندن المركز الأول تلتها دبي ثم طوكيو وسيدني ومدينة مكسيكو على التوالي.
ويستهدف التجار الأوروبيون منطقة الشرق الأوسط في توسعاتهم، وعندما يقررون فتح فروع لهم أو تسويق منتجاتهم فإن الخيار الأول يبقى دبي. فدبي تعتبر مركزا لـ55% من الماركات العالمية الفخمة، بفارق ضئيل عن لندن التي يتواجد فيها 58% من هذه الماركات.
وإستطاعت دبي التفوق على كافة المدن التي شملها الإستطلاع في مجال تجارة الأزياء والملابس المخصصة لذوي الدخل المتوسط، في حين جاءت مدن الكويت والرياض وجدة وأبوظبي ضمن العشرة الأوائل.
ورغم الظروف الإقتصادية غير المستقرة، استمر تجار السلع الفاخرة وأصحاب الماركات العالمية في توسيع رقعة انتشارهم خارج بلدانهم. فمعدل نمو إنتشارهم الخارجي بلغ 12% في 2008، لكنه تراجع إلى 4% في 2009. وساهم قطاع تجارة السلع المتوسطة القيمة في 40% من هذه النسبة.
واللافت للنظر هو أن الأسواق الخارجية استحوذت على حوالي 40% من توسعات التجار الإجمالية في 2008، وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 43% في 2009. وكان لمنطقة الشرق الأوسط نصيب الأسد من هذه التوسعات، تلتها الأسواق الآسيوية ثم أسواق أوروبا الشرقية.
وحسنت مدن شرق أوسطية مثل الرياض وجدة والكويت مراكزها ضمن قائمة المدن الأكثر استقطابا للعلامات التجارية الجديدة.
ومن الواضح أن هناك عدة عوامل تدفع بتجار الملابس والماركات العالمية نحو أسواق الشرق الأوسط منها: معدلات النمو المتصاعدة، وافتقار هذه الأسواق للماركات العالمية. لكن هناك عائق أمامهم هو الحصول على عقار ملائم لفتح محلاتهم، وارتباط فتح فروع بمدى التوسع في بناء مراكز للتسوق في المنطقة.
ودبي هي الأكثر نموا في انتشار المساحات المخصصة لتجارة التجزئة، فوفقا لتقرير لشركة "بهرات بوك بيرو" فإن هذه المساحات ارتفعت بنسبة 263% بين عامي 2006 و2010.
وأكد كبير الخبراء في "سي بي ريتشارد أليس" ماثيو جاي أن دبي تتمتع بوجود أحدث المراكز التجارية في العالم، عدا أن الخدمات المتوفرة في هذه المراكز نوعية من حيث الجودة. وأوضح أنه لهذه الأسباب يبدي تجار التجزئة اهتمامهم للتواجد في دبي، فاحتواء المدينة على أكبر مول في العالم يغري أصحاب الماركات العالمية للقدوم إليها.
وأشار إلى أنه كان هناك توقعات بأن يشهد قطاع التجزئة في دبي تراجعا بعد أن وصل إلى مرحلة الإشباع، لكن ما نراه هو قدوم المزيد من الماركات العالمية إلى دبي.
واعتبر أن أبرز الحوافز التي تشجع التجار العالميين على فتح فروع في دبي هي: انخفاض ايجارات المساحات التجارية بنسبة 45% خلال النصف الأول من 2010 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي لتصل الأسعار إلى مستويات منخفضة مقارنة ببقية المنطقة وأوروبا وأفريقيا، حيث يبلغ متوسط إيجار المتر المربع 679.6 دولارا سنويا.
وشدد على ان دبي ستبقى نقطة انطلاق لأي تاجر يرغب في دخول أسواق الشرق الأوسط.