يترقب المستثمرين حالياً عن كثب قرارات أعضاء اللجنة الفدرالية للسوق المفتوح والتي من المرجح أن تسفر عن المضي قدماً في تقليص التحفيز خلال هذا الأجتماع بنحو 10$ مليار إلي 65$ مليار شهرياً وسط حالة من تنامي الشكوك والحذر حيال مستقبل التعافي بالتزامن مع عمل الأعضاء على سحب التحفيز التي ساهمت في نهوض الاقتصاد الأمريكي من جراء أسوء أزمة مالية عاليمة منذ الكساد العظيم خلال العام الجاري 2014.
هذا ونتابع حالياً مرحلة جهود صانعي السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفدرالي لدفع الاقتصاد الأمريكي للاعتماد على ساعديه دون التواكل على دعمات التحفيز التي وفرها البنك عقب إندلع أزمة الرهن العقاري في عام 2007، وعلى رأسها سياسات التخفيف الكمي أو التيسير الكمي، بالإضافة للحفاظ على أسعار الفائدة عند مستوياتها التاريخية المنخفضة بين مستويات الثبات عند الصفر ونسبة 0.25% لتوفير السيولة النقدية وسبل التمويل.
هذا وقد تابعنا اليوم الثلاثاء عن الاقتصاد الأمريكي صدور قراءة طلبات البضائع المعمرة لشهر كانون الأول/ديسمبر والتي أوضحت تراجعاً بخلاف التوقعات مع تعديل سلبي للقراءة الشهرية السابقة، ونود الأشارة لكون طلبات البضائع تمثل نحو نصف الإنفاق الاستهلاكي الذي يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي لأكبر اقتصاد في العالم، في حين جاءت قراءة ثقة المستهلكين لشهر كانون الثاني/يناير لتظهر ارتفاعاً بخلاف التوقعات.
على صعيد أخر فقد أوضحت قراءة مؤشر ستاندرد آند بورز لأسعار المنازل تباطؤ وتيرة النمو لتزيد من الشكوك حيال زخم القطاع العقاري الأمريكي خلال الآونة الأخيرة، بالتزامن مع تذبذب الوضع الاقتصادي في الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، الشيء الذي قد حفز بشكل أو بأخر مضاربات ومرهنات المستثمرين على تريث أعضاء اللجنة الفدرالية في تقليص التحفيز خلال الاجتماع الحالي.
هذا ونود الأشارة إلي أنه وفقاَ لخبراء اقتصاديين في مجموعة جولدمان ساكس ومصرف جي-بي-مورجان تشيس وكريدي سويس فأن الاضطراب التي تشهدها الأسواق المالية عالمياً مؤخراً ربما لم تردع بنك الاحتياطي الفدرالي من اتخاذ قراره خلال ذلك الاجتماع بخفض مشترياته من السندات، ما قد يدفع المستثمرين للتوجه للعملات ذاته العائد المنخفض وعلى رأسها الين الياباني والدولار الأمريكي.
على صعيد أخر وبالنظر إلي القارة العجوز فقد تابعنا اليوم اجتماع وزراء مالية الاتحاد الأوروبي في بروكسيل، ناهيك عزيزي القارئ عن البيانات الاقتصادية الهامة التي تبعنها عن الاقتصاد البريطاني والتي أوضحت تباطؤ وتيرة النمو خلال الربع الرابع متوافقة بذلك مع التوقعات لنسبة 0.7% مقابل 0.8% خلال الربع الثالث وفقاَ للقراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي لنشهد بذلك نمو الاقتصاد الملكي بنسبة 2.8% خلال عام 2013.
وفقا لذلك فقد أظهر زوج اليورو مقابل الدولار استقراراً أدنى مستويات الافتتاحية علي الرسم الياباني اليومي ليتداول حالياً عند مستويات 1.3669 وذلك بعد أن حقق الزوج أدنى مستوي له خلال تداولات اليوم عند مستويات 1.3629 وأعلى مستوياته عند 1.3688، من المتوقع أن يتداول الزوج اليوم بين مستوى الدعم الرئيسي عند مستويات 1.3720 ومستوى المقاومة الرئيسي عند مستويات 1.3630.
أما عن زوج الجنية الإسترليني مقابل الدولار فقد أظهر استقراراً هو الأخر أدنى مستويات الافتتاحية علي الرسم البياني اليومي ليتداول حالياً عند مستويات 1.6579، وذلك بعد أن حقق أدنى مستوي له عند مستويات 1.6535 وأعلى مستوياته عند 1.6624، من المتوقع تداول الزوج اليوم بين الدعم الرئيسي عند مستويات 1.6660 والمقاومة الرئيسية عند مستويات 1.6410.
نصل بذلك لزوج الدولار ين الذي أظهر ارتفاعاً على الرسم البياني اليومي ليتداول الزوج حاليا عند مستويات 102.87، وذلك بعد أن حقق أعلى مستوي له عند مستويات 103.25 وأدنى مستوي له عند 102.47، من المتوقع تداول الزوج اليوم بين الدعم الرئيسي عند مستويات 101.50 والمقاومة الرئيسية عند مستويات 103.60.
هذا وقد أظهر مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء العملة الأولى في العالم مقابل ست عملات رئيسية بما فيها اليورو الذي يمثل أكثر من نصف المؤشر بالإضافة إلى الفرنك السويسري، الين الياباني، الجنيه الإسترليني وكل من الدولار الأسترالي والكندي، ارتفاعاً على المستوى اليومي ليتداول حالياً عند مستويات 80.58 محققا أعلى مستوى له خلال اليوم عند 80.76 مقارنة مع مستويات الأفتتاحية عند 80.48 ومحققا أدنى مستوى له خلال اليوم عند 80.39، وذلك في تمام الساعة 03:46 مساءاً بتوقيت نيويورك.