الشركات الصينية تغزو البلطيق والبلقان
من دول البلطيق إلى البلقان تتسابق الشركات الصينية إلى اقتناص عقود في قطاعات العقار والبنية التحتية، خاصة في بولندا وأوكرانيا اللتين تعملان على قدم وساق لاستضافة كأس أوروبا لكرة القدم في 2012.
كما تضخ الشركات الصينية استثماراتها في الإلكترونيات والصناعات الكيماوية، في مسعى للحصول على موطئ قدم في الأسواق الأوروبية.
ففي العام الماضي اقتنص تحالف للشركات الصينية عقدا لبناء جزأين من طريق سريع بين مدينتيْ وارسو ولودز. ورغم أن العقد لم يكن كبيرا فإنه كان المرة الأولى التي استطاعت فيها شركة غير بولندية الحصول على عقد يتم تمويله جزئيا من قبل الاتحاد الأوروبي.
وقالت رئيسة اتحاد أرباب الأعمال في بولندا هنريكا بوشنيارز إن بعض الشركات البولندية لم تكن مسرورة بذلك، على أساس أن الشركات الصينية مدعومة من الحكومة. لكنها أضافت أنه مع ذلك لا يمكن استثناؤها طالما أنها تتبع القواعد المعتادة.
ويقول مدير قسم التعاون الاقتصادي الثنائي بوزارة الاقتصاد البولندية توماز أوستازيفتش، إن الصين طالما لعبت دور المصدر للأنسجة والشاي والأحذية لبولندا، لكن الوضع قد تغير وأصبحت الصين المصدر الرئيسي للإلكترونيات لبلاده.
وحتى عام 2007 لم تكن الاستثمارات الصينية في بولندا ودول شرق أوروبا ذات قيمة تذكر، ووصلت في بولندا إلى 70 مليون يورو (92 مليون يورو). أما اليوم فتصل قيمة الاستثمارات الصينية في بولندا إلى 500 مليون يورو تستطيع خلق 3230 وظيفة.
وتمتد الاستثمارات المشتركة إلى قطاعات الإنتاج من الإلكترونيات إلى الماكينات والتغليف وصناعة البلاستيك والورق.
أما في المجر, فقد استطاعت مجموعة وانهوا الصناعية شراء حصة إستراتيجية في شركة بورسودكيم، وهي إحدى الشركات الرئيسية لإنتاج الكيماويات في أوروبا الوسطى والشرقية.
وتجوب الشركات الصينية دولا أخرى في المنطقة. ووقعت الصين في العام الماضي مذكرة تفاهم لإقراض ملدوفا -وهي واحدة من أفقر البلدان في المنطقة- مليار دولار. كما وافق البنك المركزي الصيني في العام الماضي على اتفاقية لتبادل عملات بقيمة 2.3 مليار دولار لمدة ثلاث سنوات مع روسيا البيضاء.
وقال المستشار الاقتصادي والتجاري في السفارة الصينية بوارسو ما شاغلين إن الصين مهتمة باتخاذ المنطقة "كنقطة انطلاق لبقية الاتحاد الأوروبي".
المصدر:نيويورك تايمز